شهد مؤتمر دوربان 2 لمكافحة العنصرية خطاباً ألقاه الرئيس الإيراني محمود
احمدي نجاد حول التمييز العنصري الذي تمارسه الدولة العبرية تجاه الشعب العربي الفلسطيني. ألا إن هذا الخطاب لم يعد
يؤثر كما كانت تصريحاته المعادية لإسرائيل كإنكاره لمحرقة هولوكوست و القضاء على
اسرائيل و رمي الصهيونيين في البحر.
لماذا لم يؤثر؟
لأن المسئلة العنصرية ليست محصورة على اسرائيل فقط و لم يكن هذا المؤتمر من
أجل ادانة اسرائيل وحدها فقط، بل كان ( وحسب الظاهر) من أجل ادانة العنصرية تجاه
جميع الشعوب المضطهدة لإختلافهم الثقافي و العرقي، مما يضع إيران و اسرائيل في
خندقٍ واحد.
فإيران نفسها في موضع الإتهام لممارساتها العنصرية تجاه الشعوب الغير
فارسية و الشعب العربي الأهوازي بالذات. و الملاحظ للسياسات العنصرية الإيرانية
يجدها لا تختلف بأي شكلٍ من الأشكال مع الإضطهاد الذي يقع على الفلسطينيين:
فتفريس الأهواز مقابل تهويد فلسطين.......
و هدم البيوت الأهوازيين و حرق نخيلهم مقابل تدمير بيوت الفلسطينيين
بالجرافات و حرق مزارع الزيتون.......
و سرقة مياه الأنهر الأهوازية الجارية و تجفيف منابعها (نهر كارون مثلاً)
من جراء مشروع قصب السكر في رفسنجان مقابل سرقة مياه الفلسطينية من قبل شركة مياه
الإسرائيلية (ميكروت) الذي بدأ منذ عام 1964 و تجفيف بحيرة الحولة........
و الكثير من السياسات التي يعرفها الجميع و لا أحتاج لذكرها.....
إن الموقف الرسمي الإيراني أدان إيران قبل إسرائيل، فليس هنالك اضطهاد
اسلامي مباح و آخر صهيوني محرم، فالإضطهاد نفسه و لا يختلف عن الآخر. و كان على
المشاركين الذين خرجوا ما أن تحدث الرئيس الإيراني حول إسرائيل أن يقفوا بوجهه و
ينتقدوه لممارسات نظام الإيراني تجاه الأهوازيين و لكن من الواضح أن المؤتمر كان
مسيساً إلى حدٍ بعيد فلم يسمح الغربيين بانتقاد النظام الصهيوني و هو ما زاد على
شعبية أحمدي نجاد الذي وقف مستمراً بالتحدث........
التعليقات (0)