السلام عليكم
دَغَد
الدغد: حركة تشبه الدغدغة، ولكن سلبية، وتُفْضِي إلى توتر تارة، وتاره أُخرى لا تُفْضِي إليه.. مزيد من التوضيح، إليكم ما يلي:
مَدْغَدَة أبْدُوفية: هي أسباب توترية، غير مرضية، بمواترات قليلة، خارجية تارة، وداخلية تارة أخرى – على رأس الداخلية الروتية -، ومفسية تارة ثالثة، ولكن الأصل خارجي على الأغلب، وتفضي إلى مدغدة مُبْدِيفية، فدغد مُبْدِيفي..
هذه المدغدة عجيبة بعض الشيء؛ ذلك أنَّ لازمها لا يظهر سريعا، إنَّما بعد وقت معين؛ ولذلك فإنَّها موترات حصلت من حادثة موترية حادة، أو تقترب منها، مثل مَرْوَعَة (حادثة مروعة مثلا)، أو مَهْلعة، أو مَخْوفة، إلخ؛ فأفضت إلى حك، أو عرق، ثم بعد أنْ أفضت إلى مُفْضَياتها السريعة؛ تشكلت تشكلا جديدا، فكان من التَّشَكُل الجديد مدغدات مبديفية، ولكن هذا لا يعني أنَّ الدغد المبديفي كله أُنْتِج في فرع أشد، بل يُنْتج في هذا الفرع، ولكن الشعور به لا يكون واضحا..
مَدْغَدَة مُبْدِيفية: هي إفرازات روتية، غير مرضية، أُفْضِيت من إخْفُفَانيات، أو إوْسُطَانيات، أو إحْدُدَانيات:
إذا أُفْضِيت من إخْفُفَانيات؛ فالشعور بها لا يكون واضحا، إلا لمن خَبِر سلوك المدغدات، وهذه الخِبْرَة تجيء من التجارب، خصوصا تجربة المدغدات المبديحية، ولا تُفَرَّغ هنا عندما تخف..
ولكن إذا أُفْضِيت من إوْسُطَانيات؛ فإنَّها بعد أنْ تُفَرغ بالدغد المبديوي؛ تمر من هذا الفرغ، لتُفَرَّغ بالدغد المبديفي، أي أنَّ مرورها في فرع أخف، لا بد أنْ يحصل، وهذا الحصول، ليس بالضرورة أنْ يَحْدُث بحك مقصود للدغد، فربما يحصل الحك، عن طريق السرعة، والمشيء، وقد يحدث الحك دون أنْ يعرف صاحبه عنه شيء، غير أنَّه من محكات وحسب، والذي يحدث مع إوْسُطَانيات من حيث مرورها على فرع أخف يَحْدُث مع إحْدُدَانيات..
دغد مُبْدِيفي: هو حركة تشبة الدغدغة، ولكنها سلبية؛ مؤلمة، ليست مرضية، وخفيفة، حيث تحدث كثيرا في القدم، والكف..
مَدْغَدَة أبْدُوحية: هي الموترات عموما، في حالة تشكل جديد، فالأهْلُوع، والأخْوُوف، والأرْهُوب، والأرْوُوع، والأغْضُوب، والأحْزُون، والأكْظُوم – من فرع ما -، أسبابا للإدْغُدان، والمُدْغِيد، التي تنتمي إلى فرع ما أو فئة ما، ونحن هنا بصدد المدغدة الأبدوحية عموما، وما ينطوي فيها خصوصا..
مثال على هذه المدغدة: مَدْغَدَة أبْجُوحية:
أ- ذهب ش إلى منطقة مهجورة، فأراد أنْ يحصل على قسط من الراحة، فدخل إلى بيت مهجور يعرفه جيدا، وسمعته سيئة، فأهل منطقته يقولون أنَّ هذا البيت مسكون بجن وعفاريت، ولكنه لم يكن يُصَدِّق كثيرا مقالتهم، ولكن بعد أنْ وقعت حجرة كبيرة من جانب البيت إلى وسطه، قريبا منه، فإذا به يقوم بتسراع بسبب الفزع الإبْدُوحاني الذي أصابه، إلى خارج البيت، وهو يتصبب عرقا.. فعاد إلى بيته وحكى حكايته لأهله..
فقالوا له: لم تكن تصدقنا، أما الآن فلا يسعك إلا تصديق مقالتنا، وترك مقالتك..
قال: الأمر ليس كما قلتم، فالذي حَدَث هو: وقوع حجرة كبيرة من البيت المتخلخل إلى الأرضية، وقد فَزَّعَني سقوطها، حيث أصدرت صِوْتْيان، هذا ما حصل.. وهذا مثل حوادث كثيرة تحصل معكم، ألم تَتَرَوَّعُوا آنما انكسر زجاج الشباك من كرة القدم التي كان الأطفال يلعبون بها، قبل عدة أيام..
قالوا: هذا صحيح، ولكن السبب هنا معروف وواضح، أما هناك فلا يمكنك أنْ تقول: أنَّ الذي أَسْقَطَ الحجرة ليس بجني، رغم احتمال أنَّ يكون الأمر كما قلتَ؛ وذلك للخلخلة الحاصلة في البيت.. فحاول ألاَّ يجعل هذا احتمالا، بل يقينا، ولكنه لم يُفلح، حيث سألوه: ألا تؤمن بوجود الجن، أم أنك كفرت، قال: أنا مؤمن بوجوده، ولكن لماذا عليّ الإيمان بأنَّ الجن هو الذي أسقط الحجر، في حين أنَّ العلة واضحة، وهو: خلخلة البيت، ففي كل يوم هناك احتمال أن تسقط أحجار على الأرضية، فلو كان البيت متماسكا لما تساقطت الأحجار من حين لآخر، فرأوا قوة في أقواله، ولكنهم لم يؤمنوا بما قال إلا قليلا منهم.. وبعد عدة أيام فإذا بـ"ش" يَشْعُر بشيء يتحرك أسفل قدمه، فحكها بحجرة خشنة، ولم يدرِ أنَّها مدغدة مبديحية، فهو لا يعرفها، ثم أنَّه كان مشغول فلم يولِ لها اهتماما، وخيرا فعل في زمن لا دواء لهذا المرض فيه..
ب- ذهبت ش1 إلى السوق، فدخلت إلى أحد الحوانيت، لتشتري لها ملابس، فإذا بصاحب الحانوت (ش2) يراودها عن نفسها - حيث لم يكن في السوق الكثير من الناس، ثم أنَّ حانوته كبيرا، وبه زوايا، ويرى المارين عبر مرايا في حانوته - ولكنَّها أبت، فأرادت الخروج، ولكنَّه مسكها ليغتصبها، فرأى أحد الناس داخل إلى حانوته، فإذا به يغير الموضوع، فقال لها: إنَّ ذاك القميص يلائمك أكثر من غيره.
فقالت: يبدو أنَّه لا هذا ولا ذاك يلائمني، فخرجت من الحانوت دون التفوه بأكثر ممَّا قالته عنده، وقد وتَّرَها هذا كثيرا، فقالت في نفسها: لو أخبرت زوجي عمَّا حَدَث معي، فربَّما يتهمني، ويقول: لو لم تكوني لابسة ملابس مَخضعية (تخضع الآخر لها) لَمَا نظر إليك، فعليك أنْ تلبسي ملابس محشمية، ففعلت ليس طاعة لأمر، بل لنصيحة جيدة.. ثم أنَّها ذهبت بعد أسبوع من حُدُوث ما حَدَث معها، إلى السوق، فمرت من أمام حانوته فاعتراها توتر، فأسرعت، فتعثرت بعمود هناك، فزادها توتر؛ حيث كثُر الروت في رجليها.. ولكنَّها اشترت هذه المرة من حانوت لا يبعد عن حانوت ش2 كثيرا، فقالت: لن أدخل حانوت رجل أبدا، فلا آمنهم على نفسي، بل سأبقى أشتري من حانوت سهر (ش3).. فكانت تذهب إلى السوق كثيرا، وكلما مرت من أمام، أو جانب حانوت ش2 يعتريها توتر، وأحيانا تتعثر.. إلى أنْ شَعَرَت يوما ما بحركات غير مريحة في قدمها، فحكتها بشيء خشن، وقد حَكَّت قدمها في شيء خشن أكثر من مرة خلال شهر، ولكنَّها لم تعُد تَشْعُر به، فهي توقفت عن الذهاب إلى السوق الذي جرت فيه محاولة اغتصابها؛ ذلك أنََّّ سوقا جُهِّز في منطقة قريبة من بيتها؛ فصارت تشتري منه، فاطمأنت أنَّ التوتر لن يَحْدُثَ في هذا السوق، ولكن عندما ذهبت إلى السوق وجَدَته هناك، ولكنها لم تتوتر كثيرا هذه المرة؛ ذلك أنَّ السوق مفتوح كثيرا، وليس مثل السوق الآخر، ومع هذا فقد قَرَّرَت أنْ تَأخُذ أختها معها حماية؛ وبهذا قلَّلت من حدة التوتر الذي يعتريها، بل لم تعُد تتوتر؛ وبهذا حمت نفسها من الدغد..
مَدْغَدَة مُبْدِيحية: هي إحدى تشكلات الروت، غير مرضية، ولكنها حادة، وتَحْدُث كثيرا في القدم والكف..
دغد مُبْدِيحي: هو حركة تشبة الدغدغة، ولكنها سلبية، وتُشْعِر ببعض التوتر.. يَحْدُث كثيرا في القدم والكف، أمَّا بشأن حُدُوثها في المواطن الأخرى، فأنَّه يكون وُضَيْحِي، أقصد غير واضح كثيرا، بعكس الموجود في الفومليين، والفوكليين، فهو توضاحي، رغم أنَّه قد لا يكون كذلك في جميع الذين ينتمون إلى الفومليين، والفوكليين..
التخلص من الدغد كما ذكرنا يكون بحك الموطن المدغود، بشيء خشن، ولكن ممكن حكها بشيء ناعم، ولكن لا يؤتي ثمارا كالتي يؤتيها الشيء الخشن..
التعليقات (0)