ديوان سافو بتصرف محمد سمير- ج7
ما وصلتْ لي منها الكلماتْ
ما يجعلُني أتمنى الموتْ
أتجرّعُ سمَّ الحسراتْ
وبكَتْ بمرارةْ
لما رحَلَتْ
قالت لي :
فلنتحمَّلْ فرقَتَنا يا سافو
إني أرحلُ مرغمةً
قلتُ لها :
روحي ...
عيشي بسعادةْ
لكنْ لا تنسَيْ مَنْ بقيت من بعدِكِ
في قيدِ الحبِّ القاسي
إن كنتِ سلوْتِ
فلا تنسَيْ ما أهديناهُ لأفروديْتْ
لا تنسَيْ كلَّ جمالٍ
عشناهُ معاً
وعصائبَ أزهارِ بنفسجْ
وبراعمَ وردٍ مضفورةْ
وزهورَ الشّبتْ
والجادي الجدولةَ حولَ العنقِ اللدّنِ الصافي
وعطورَ المرِّ الممسوحِ بها رأسُكِ
فيما تتكئُ الفتياتُ على
أرائكَ فاخرةٍ
في أيديهنَّ جميعُ الأشياءِ المحبوبةِ
حيثُ نغنّي
ولا تعلو
أيةُ أصواتٍ
دون الشدو الخارجِ منا
ما من أزهارٍ تتفتّحُ
بربيعٍ دون الأغنيّةْ
إلى زوجةِ جنديٍّ من سارديس
النّاسُ
بعضُهم يرى
بأنَّ هذا مشهدُ الفرسانْ
والآخرونَ قد يرونَ أنَّ هذا مشهدُ المشاةْ
وغيرُهم يصرُّ أن هذا مشهدُ الأسطولْ
كأجملِ المشاهدِ التي
يلفُّها الظلامُ في ربوعِ أرضِنا
لكنّني أقولْ:
بأنَّ ما نحبُّهُ
هو الجميلْ
وها هو الدّليلْ :
ألمْ تكُنْ هيلينُ أجملَ النساءْ ؟
تختالُ في حِمى رجولةٍ كونيّةٍ
زهرتُها في زوجها
لكنّها تمرّدتْ
واختارت الذي على
بلادِهِ جنى
وفي الوحولِ مرّغَ الشرفْ
ألم تقم بهجرِ زوجِها النبيلْ؟
والوالدينِ
وابنِها؟
من أجلِ أن تغوص في ضلالةِ الهوى التي تقتادُها
مع حبِّها
تزيدُ بعدّها
عن أهلِها
وهكذا .....
فأنتِ يا (أناكِتورِيا)
حتى أذا نأيتِ أو نسيتِ حبّنا
فإنَّ وقْعَ خطوِكِ الرشيقِ هزّني
والنورُ في عينيكِ أيضاً هزّني
أكثرَ من بهاءِ مركباتِ (ليدِيا)
ومن مشاةٍ تحملُ السلاحْ
وجدانيات
ودونما إنذارْ
ومثل عصفِ الريحِ في البلوطِ في الضُّحى
الحبُّ قلبي رنّحا
...........
إن أنتِ أتيتِ
فسوفَ أمدُّ وسائدَ فاخرةً
كي ترتاحي
...........
شكراً على المجيءِ يا عزيزتي
كم كنتُ يا صغيرتي
محتاجةً إليكْ
ألهبتِ بالهوى
صدري الذي انكوى
تباركي
بقدْرِ فترةِ الغيابْ
تلك التي
بدتْ بلا نهايةٍ
..............
قد كنتُ في أوجِ السعادةِ أبتهلْ
لتكونَ ليلتُنا مضاعفةً لنا
فصدّقيني
.............
عرفتُ الآنَ لماذا
(إيروسُ) كان الأكثرَ بالحبِّ حظوةْ
من بينِ نسلِ الأرضِ ونسلِ السماءْ
التعليقات (0)