منذ عدة شهور نشرت احدى المنظمات الدولية تقريرا مفاده ان الشعب المصرى فى مقدمة شعوب العالم من حيت التدين , والحقيقة أن هذا التقرير قد شد انتباهى ودفعنى الى سؤال هام هو ما معنى التدين ؟ لا شك ان التقرير نظر الى الظواهر التالية -انتشار بناء المساجد فى كل مكان بما فى ذلك اسفل العمارات السكنية -تعطل العمل فى المؤسسات الحكومية اثناء اوقات الصلاة - انتشار قوافل الحج والعمرة حتى من بعض الذين لا يملكو ن ما يحقق لهم حياة كريمة- زحف ظاهرة الحجاب التى تراجعت ليحل محلها النقاب الى غير ذلك من مظاهر محاربة الابداع والفكر الحر واضهاد الاقباط .ولن ادخل فى الاسباب التى تقف وراء هذه الظاهرة ولكنى سأدخل فى الاهم ؟ وهو ان ظاهرة ما أطلق عليه المد الدينى غير المسبوقة جاءت مواكبة ومتلازمة مع ظاهرة تفشى الفساد الاخلاقى والانحراف السلوكى بطريقة وبائية .ان هؤلاء الذين يتركون مكاتبهم للصلاة هم انفسهم الذين يعطلون مصالح الناس ويتلقون الرشاوى وهؤلاء الذين يمسكون المسابح ويحملون لقب الحاج هم ناهبو اراضى الدولة وهؤلاء المتزاحمون فى المساجد هم مستوردوا الاغذية الفاسدة وهؤلاء المحجبات والمنقبات هن زوجات وبنات هؤلاء كيف يطلق على مجتمع صفة التدين وفيه كل هذا الفساد؟
التعليقات (0)