مواضيع اليوم

ديموقراطية البلاد و العباد 1 -رواية-

mariam al sayegh

2009-10-19 23:29:29

0

1

الموعد الأول

اجتمع مناضلو الحزب الديموقراطي بإخوانهم المناضلين من مختلف مدن البلاد و العباد . تدارسوا عملية العجلة الديموقراطية و أمام اختلاف مشاربهم الجغرافية و الاجتماعية كانوا مثل خلطة الكسكس التقليدي؛يوجد نوع من الكسكس توظف فيه أنواع من الخضر و يقولون بأنها سبعة مقابل الديموقراطية المحلية التي توظف فيها أحزاب سياسية تنافس النجوم في التعداد و تنافس الدول الديموقراطية في ديموقراطيتها. أحزاب كثيرة و رؤساء لها يرثونها بصكوك التحفيظ..  

تناول رئيس الحزب الديموقراطي الكلمة فاقشعرت له الآذان و انبسطت له أسارير المناضلين.قال في كلمة موجزة:

-السلام عليكم.لن أطيل عليكم أيها المناضلون و المناضلات.إننا في حزبنا نريد أن ننشر الديموقراطية على جميع جبهات وطننا العزيز كما نريد أن نشرك المواطن في تخليق الحياة العامة و الخاصة لما فيه خير للجميع؛للقوي و الضعيف. للمحتاج و اللامحتاج. للمناضل و اللامناضل..باسم الله مسراها و مجراها ..لنبدأ مؤتمرنا هذا تمهيدا للإستحقاقات الإنتخابية القادمة..

مد يده إلى الأمام و لكن ليس على إيقاع التحية النازية معلنا عن انطلاقة المؤتمر فتردد في أفق أرجاء المقر دوي المناضلين و هديرهم و الذي يبشر بأفق نضالي جيد إذا ما قورن بالأحزاب الأخرى التي تحمل على عاتقها نفس الهز البطني السياسي و النضالي..

رئيس الحزب كان مثل النحلة في فدان الزهور ، أغدق الوفير من الأفكار على المناضلين من خلال خطابه المملح بجبنة التجربة. و لا يهم هنا أنه نحلة شاخت ؛إنما المهم حيويته و كفى .تدارسوا الكثير من النقاط و قد أرجأوا إلى وقت لاحق تلك النقطة التي تخص عقد مؤتمر و طني استثنائي على ضوء ظاهرة المناضلين الكبار الذين انفصلوا عن الكوكبة الحزبية و أسسوا أحزابا خاصة بهم.لكن بعض المناضلين رغم تسامح السيد رئيس الحزب مع هذه الظاهرة التي يراها إيجابية ؛ فإنهم لم يهضموا العملية و الأدهى أنهم يرونها حافزا يدفع المنشقين الى عقد تحالفات مع أحزاب أخرى قد تختلف معهم في إيديولوجتها بنسبة فاضحة…

المقر الذي عقد فيه هذا اللقاء قريب من ساحة جامع الفنا. و هذا التموقع جعل اللقاء زيادة على تشريع أبوابه المشرعة على العموم ؛جعل اللقاء هذا امتدادا للفولكلور الموجود داخل الساحة..ترويض الأفاعي و الثعابين يقابله ترويض المناضلين.حلقات الحكواتيين تقابلها سفسطة المناضلين السياسيين الذين يتبدلون في المواقف،يعطون للشيء و نقيضه نفس التفسير و لعبتهم السياسية المتسخة في حقيقتها لعبة أهم ما تحتاج إليه هو المهارة؛هذه المهارة في حالتهم النضالية هي النفاق و ملكة التلون على إيقاع المواقف.

إدارة الحزب المحلية بالمدينة الحمراء كانت قد كلفت شركة للتموين لإدارة اللقاء من الناحية التنظيمية؛الكراسي،الفطور الرمزي ،المسائل التقنية لتسجيل اللقاء،إلى غيرها من المسؤوليات..

في هذا الخضم من الفرح الحزبي كان أحمد بحكم مسؤوليته في حراسة المقر لا يفتأ يساعد حسب المستطاع و ضمن خطوط ملونة و ضعها له السيد الرئيس؛…خطوط حمراء،صفراء مثل الضحك الأصفر أو الضحك على الذقون….

×××

استرق أحمد فرصة الهرج و المرج و خرج إلى مقهى الحاج المجاور لمقر الحزب للفطور.دخل المقهى الشعبية و طلب وجبة الفطور كما العادة.ناوله الحاج الوجبة البئيسة التي طلب و رماه بكلام بذيء ممزوج بالضحك و الجد؛قال له الحاج بلحن العنصرية و البغضاء:

-سبحان الله.أنا أكرهك كثيرا و لولا المخزن لشطبتك من الدنيا بالماء و الصابون..

ضحك الحاضرون الذين تعودوا على ارتياد المقهى في مثل هذا الوقت فرد أحدهم على الحاج قائلا:

-آيوا يا الحاج!ماذا فعل لك أحمد حتى تحقد عليه إلى هذه الدرجة من الحقد!هل ركب عليك!

قال أحمد بوحي من كلمة -ركب عليك- و هي ذات إيحاء جنسي:

-الناس يركبون على الحمير أو البغال و حاشا أن أركب على بشر مثلي.

و ضحك الحاضرون ملء مسافة شدق كل أحد منهم.

لما ساد صمت مطبق من الجميع في انتظار جواب الحاج ضحك أحمد ضحكة قوية جعلت الحاج يتنرفز أكثر فخاطب المتدخل الفضولي الذي بدرت منه كلمة الركوب قائلا:

-اسكت أنت يا قرد القرود و يا أمرد المرود..! الفضولي ما جزاءه إلا الحبس..

ثم تدخل نفس الشخص الفضولي قائلا للحاج:

-إيوا آالحاج إذا لم تحترم أحمد فأنت حمار! إن أحمد يساهم في اقتصاد البلاد السياسي من خلال عمله في شركة الحزب..

كان هذا تهكما مزدوجا من هذا الأخير لأن الديموقراطية المحلية لازالت لم تصل إلى درجة التحلي بصفة الشركة ككيان اقتصادي؛ مما دفع أحمد إلى التدخل قائلا:

-هذا هو الطنز العكري.خذ كامل وقتك مع الجهة من جسدك التي تؤلمك..العلاقة التي تجمعني بالحزب هي علاقة العامل بمشغله..

ثم توالت الضحكات فانفجر الحاج في وجههم :

-اخرجوا من محلي يا أبناء الأم الواحدة و الآباء المتعددين!أبناء الحرام..

كان الهدف من استفزاز الحاج هو هذه اللحظة التي إذا انفعل فيها فإنه يطلب من الحاضرين الأداء و مغادرة المقهى مما يدفع بالبعض منهم إلى المغادرة دون أداء ثمن الوجبة.

ساد الهرج و المرج . من الزبناء من أدى ما بذمته و منهم من استغل هذه الفرصة كما تعود و انصرف إلى حال سبيله و منهم من بقي رابضا في مكانه لينضم إلى جوقة الحاج المفضلة المختصة في القمار و لعبة الورق و تدخين الكيف و الحشيش و تقصي أخبار الغلمان الذين يؤثثون المشهد السياحي للمدينة الحمراء..

يتبع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !