مواضيع اليوم

ديمقراطيتي وديمقراطية أمريكا !

عبدالسلام كرزيكة

2011-09-24 18:07:13

0

كنتُ أقولُ لزوجتي دوما بأنني إنسان ديمقراطي .. وفي الحقيقة كانت (الديمقراطية) إحدى شعاراتي (البرّاقة) في عهد العزوبية، و(كارت) رابح كنت أحاول أن أرفع به رصيد محبتي في قلبها، حتى تتعلق بي أكثر، وحتى تحلم معي بمستقبل ديمقراطي ؟!.. ولم أكن أدّعي ديمقراطيتي تلك لأنها تشعرني فعلا بالرّاحة وبالثقة في شريكة عمري، وتشعرها هي بمساحة أكبر من الإستقلالية وبالمزيد من (المسؤولية) !..

زوجتي أصبحت أكثر مسؤولية عن تلك المساحة الممنوحة لها من الحرية، وأصبحت تقدّرها أكثر، وتعمل على زيادتها !.. زوجتي ـ وبكل فخر ـ  أصبحت تدرك معنى الديمقراطية جيدا، وتعي مفاهيمها الحقيقية أكثر مما تعيها الدول المُتشدّقة بها كأمريكا !.. لذلك لا أستغرب أن أرى أوباما يتلوّن أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة لهذا العام بألف لون، ويتبدّل وجهه آلاف المرّات، فمرّة وجه مُسلم، وأخرى وجه يهودي، ومرة وجه لاديني ؟!.. وحتى سُمرته كانت تظهر داكنة أحيانا كسُمرة العبيد، وأحيانا خُمرية كسُمرة الأحرار الصّحراويين ؟!..

أوباما وضعته أمريكا هذا العام بالتحديد، في وضع مُحرج تصبّب على إثره عرقا باردا تارةً، وحارقا تارةً أخرى، وتخبّط كالصريع بين ديمقراطية أمريكا المُدافعة عن حُرّيات الشعوب وعن حقوق الإنسان، وبين ديمقراطية أمريكا التي ترفع (كارت) الفيتو في كل مرّة تُطالَب فيها إسرائيل الغاصبة من ردّ الحقوق المغصوبة إلى أهلها !..

أوباما وقع صريع النزاع الظاهري والباطني بين (واجب) دعم الشعوب العربية في ثوراتها التحرّرية من الظلم والإضطهاد والطغيان، وبين (حق) النقد في (حقوق) فلسطينية مُصادرة بالجُملة ومنذ عُقود ؟!..

هرطق أوباما ـ ناطقا رسميا باسم أمة أمريكا الحُرّة ـ وما فك اللغز والطلسم عن نوع تلك الديمقراطية الأمريكية ؟! .. وما أجاد كما زوجتي العزيزة التي أمسكت العصا من الوسط، بإرضاء المولى عز وجل، وإرضائي أنا العبد الضعيف المتواضع، وإرضاء حماتي الطيبة والأكثر تشدّدا في بيتها مني !..

فأين هي ديمقراطيتك (الأفلاطونية) في العالم يا أمريكا أمام ديمقراطيتي (الواقعية) في بيتي ؟!..

24 . 09 . 2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات