ديمقراطيتنا المغربية
أو
الربيع العربي والخريف المغربي
ديمقراطيتنا لا تستقبلك بالتمر والحليب، بل بالرصاص والحديد. ديمقراطيتنا كائن تيراطولوجي، شيء غرائبي عجائبي لا يخضع لتوصيف أكاديمي ولا لتحديد اصطلاحي؛ إنها شيء هلامي زئبقي وغير ذي شكل، شيء أصابه تشوه صبغي حاد.
هكذا إذا ديمقراطيتنا، تتلون بلون حراسها الحربائيون على عتبات الأوهام ولوحات سرّاق الأحلام. ديمقراطيتنا عمياء، وصماء، وبكماء، غددها لا تفرز سوى الأندرينالين والكورتيزول؛ سوى الخوف والتوتر.
ديمقراطيتنا؛ سكيزوفرينيا سياسية، ووندلة مرضية، تبيع المنجوش وتجمل هيكل تختها البالي المتهرئ بمهرجانات كلامية لا تنتج سوى الضجيج. ديمقراطيتنا فرية بسيناريو وهن ومريض بفقدان تذكر الأماكن.
صورة ديمقراطيتنا بكل الألوان، لكنها مسخ الشيطان لا صورة هذا الوطن. ديمقراطيتنا لها ذاكرة سمكة وأقصاها ذاكرة ذبابة. ديمقراطيتنا؛ أرض نفايات، ورحم عقيمة، ومتاهة ببوصلة كاذبة.
ديمقراطيتنا؛ لا تضم معناها القواميس، وشطحاتها لا تأبه بالنواميس، هي كذلك بكل الألوان كالطاعون الأصفر والحمى الحمراء، ومن دون لون كالسارين والفوسجين.
ديمقراطيتنا لا تشبه أحدا سوى سرَّاق هذا الوطن، ملصة تحاول أن تتزين وتجري عمليات تجميلية وتقويمية، لكنها تدري أو لا تدري أن نتاجها يشبه وجهها البشع، إنها ديمقراطيتنا التي أنجبت بعد تأخر مديد سوى السموم.
ديمقراطيتنا في بقعتنا الجغرافية - المغرب – تمدح نفسها بأنين هذا الوطن، وتزيغ في كل محفل إلى تصدير الوهم واستيراد الضياع، وتنهل من عشاق الوطن عظامهم لتسبك قضبانا لزنازين بأبعاد هذه الأرض؛ لتسجن كل من يحبو ويمشي ويزحف ويسبح ويطير...
باختصار، ديمقراطيتنا علامة مسجلة ومعتمدة وقابلة للنمذجة، ومعيشتها من نجيع عشاق هذا البلد. الشعوب تفتخر بالانجازات، وديمقراطيتنا تزهو بتصاريح القتل.
التعليقات (0)