" أنت حر ما لم تضر " هذا هو أقصر وأعم تعريف للحرية , فافعل ما شئت ما دمت لم تتجاوز حدودك مع الاخرين , فمن حقك أن تدخن ولكن من حق الاخرين أن يتنعموا بهواء خالى من التلوث فابحث عن مكان بعيدا عن التجمعات ودخل كيفما شئت , من حقك أن تدين بأى دين وعليك احترام الديانات الاخرى , ومن حقك ان تنتقد ما شئت بشرط أن لا تجرحهم أو تنتهك حرماتهم , هذه هى الحرية التى أفتقدناها على مدار 60 عاما من الحكم العسكرى لمصر المدنية , الحكم الذى لا يقبل كلمة لا , اما نعم أو العقاب , هذا ما تربوا عليه ولا يستطيعوا ان يحيدوا عنه مهما تنقلوا بين الكراسى والمناصب , فكلماتهم أوامر وطاعتهم واجبة , لا مجال للرفض ولا مكان للمناقشة , فأنت لديهم عبد يحركونه كما شاءوا وكيفما ارادوا , كلامهم صواب وإن كان خطأ وأنت خطأ ولو كنت على صواب , هذا هو أسلوبهم وهذه هى قوانينهم وهكذا طريقتهم فى الحياة , ديمقراطية نعم والتى لا تقبل الموازنة مع نقيضتها لا , ثم جاء الخلاص من هذا الحكم أحادى الراى ووحيد النظر .
قامت ثورة يناير لتقضى على الديمقراطية الهشة التى تزعمها مبارك وكانت مكن أخر كلماتة للمعارضة المصرية ( خليهم يتسلوا ) , نعم تسلوا بنظام بأكمله لتسقط ديمقراطية نعم العسكرية , وتمر مصر عبر بوابات وأسلاك شائكة تعبر ممر لتقع فى حفرة وما تلبث أن تخرج منها حتى تدخل فى كهف مظلم أضاءه شعاع من الامل عندما سقط مرشح العسكرى والذى واجه مرشح الثورة وإن اختلفت عليه بعض التيارات السياسية .
نجاح الدكتور محمد مرسى أسقط معه عودة الروح الى جسد الفلول وأسقط معه عودة الحكم العسكرى مرة أخرى لتنتهى إسطورة ديمقراطية نعم العسكرية لتحل محلها ديمقراطية نعم الاسلامية , ليست ديمقراطية نابعة من الاسلام ولكنها نابعة من التيارات الاسلامية والفرق بينهما كالفرق بين السماء والارض , والتى بدأت بوادرها بنعم للتعديلات الدستورية والتى قيدتنا لعام ونصف العام وأتهموا جزافا أن لا ضد الاسلام وأنها علمانية وذلك لان أصحاب لا يختلفوا معهم الراى ,’ ولا ادرى لماذا أطلقوا على نعم أنها إسلامية وكيف يقيسوا الاشياء بالمصلحة الخاصة أم بمصلحة الوطن , ثم جاءت الانتخابات الرئاسية وأنهالت الفتاوى التى تحرم إنتخاب مرشح الفلول ولا أعلم إن كانت هذه الفتاوى بنيت على نصوص قرآنيو وسنن نبوية أمك انها المصلحة , وجاء بعد ذلك القائم بأعمل رئيس حزب الحرية والعدالة ليكرر خطأ مبارك فى تحقيره وتقليله من قيمة قوى المعارضة ونسى أن هؤلاء هم الذىن أنجحوا مرشح الحزب الذى يرأسة فى الانتخابات الرئاسية , وجاءت الكارثة بفتوى قتل متظاهرى ال24 من أغسطس لأنهم لا يوافقونهم الرأى ’, فديمقراطية نعم الاسلامية تسير فى نفس النفق الذى أتخذته نعم العسكرية , فإن لم يعيد الاسلاميون نظرتهم وتفكيرهم فيمن حولهم سيفقدون الكثير والكثير ونحن فى مرحلة من يسقط فيها لن تكون له مكانة أبدا , فالديمقراطية فى مصر مقارنة بالغرب تشبة الفرق بين لعبة كرة القدم ولعبة البلاى إستيشن هم يتقنونها فى الواقع ونحن نتقنها فى العالم الافتراضى وجهاز الغرب هو من يتحكم فى نتيجة المباراة فسحقا لهذة الديمقراطية .
التعليقات (0)