كنت اسير بسيارتي في شارع الترام في الاسكندريه وهو شارع موازي للكورنيش ولكنه اضيق بكثير بل في بعض مناطقه يبلغ من الضيق ما يسمح بمرور سياره واحده بالكاد....
وكان معي بالسياره صديق كنا متجهين لقضاء بعض المصالح وفجأه توقف السير وبدأت السيارات تطلق ابواقها محتجه علي هذا التعطل ..
فتحت باب سيارتي ونزلت مستطلعا الامر فنظرت عن بعد سياره تحاول الخروج من منتظرها الي نهر الشارع وكلما تحركت احتكت بالسياره التي امامها او خلفها وحولها تجمع من الناس
فترجلت الي هناك لاستطلاع الامر عن كثب فوجدت ان السياره تقودها امرأه علي ما يبدوا انها حديثه العهد بالقياده والحشد المحيط بها ما بين واقف تخترق عينيه جسدها وما بين واقف يصيح بها مما يزيد من ارتباكها فتتعطل السياره وتديرها مره اخري وهكذا ….
فوجدت نفسي وبدون تفكير افتح باب سيارتها واطلب منها الانتقال الي المقعد المجاور أما هي فأيضا بدون تفكير بدأت في الانتقال للمقعد المجاور رغم صعوبته لانها كانت يجب أن تخرج وتصعد الي السياره من الباب الأخر ولكنها لم تفعل ربما لما كانت فيه من ارتباك بل ورعب مما يحيط بها … وأغلقت بجسدي فتحه الباب محاولا ستر مؤخره جسدها التي اصبحت في مواجهتي اثناء انتقالها للمقعد المجاور والذي استغلتها العيون الجائعه بالخارج فرصه لتشبع نهمها …..
وصعدت الي السياره وأدرت المحرك الذي كان قد توقف وبدأت التحرك فتحرك الحشد مفسحا المجال للسياره وغادرت المكان وبعد عده مئات من الامتار وجدت مكان يمكن الوقوف به فأوقفت السياره ونظرت اليها وكانت أول مره أنظر اليها فهي ذات جمال هادئ راقي ملبسها يدل علي الثراء والاناقه ودقه الاختيار وعطرها أخاذ ولكن كل زينتها تلفت عندما تصببت عرقا فكانت كما لو كانت خارجه لتوها من البحر …
ابتسمت لها ابتسامه بسيطه وقلت لها الأن تستطيعي أن تقودي هل تحتاجين مني أي شيئ وأنا أضع يدي علي مقبض الباب لأفتحه تمهيدا للخروج من السياره ….
وفوجئت بها تتشبث بذراعي بكلتا يديها وتقول أرجوك أتوسل اليك لا تتركني وحدي لن أستطيع القياده الأن
وهنا جاء صديقي بسيارتي وتوقف أمامي منتظرني.....
حقيقه سعدت بهذا الطلب وكأني كنت أنتظره ولكني تمنعت حتي لا أظهر لها عدم الرغبه في النزول من سيارتها فقلت لها حقيقه أنا كنت متعجل لقضاء بعض الحوائج والوقت.....
لم تتركني هي أكمل كلامي وتشبثت أكثر بذراعي وقالت أرجوك لا تتركني وحدي فطأطأت برأسي وكأني أوافق علي مضض فهذه مقتضيات الشهامه والرجوله …...
فأشرت الي صديقي الذي ترجل من سيارتي يدفعه الفضول فبادرته قائلا … اذهب أنت بسيارتي وأنا سأوصلها بسيارتها وأعود اليك … لكن صديقي تصنع الرقه وقال بصوت رقيق يمكنني أن أسير خلفكم لاعود بك بعد توصيلها...
لكنها بادرته قائله لا تتعب حالك عد أنت وأنا لدي من يعود به شكرا لك …
أما أنا فابتسمت له وأومأت بعيني وأشرت بيدي خارج السياره بعلامه النصر وقلت له سلام يا صاحبي وانطلقت بالسياره وفي الطريق دار بيننا الحوار التالي.....
هي :- ما اسمك
انا :- اسمي مجدي
هي :- أين تسكن
انا :- أنا بلا عنوان
هي :- ماذا ؟ أنا لا أفهم
انا :- كل عناويني السابقه تركتها لأني احسست بأنها ليست سكني
هي :- ممكن ولو اني لا أفهم ماذا تعني
انا : - وأنتي ما اسمك
هي :- رغده
انا :- واضح …. اسم علي مسمي
هي :- باستغراب كيف؟؟
انا :- سيارتك ملابسك عطرك كلها تدل علي الرغد
هي :- ضحكه عاليه … أول مره في حياتي أسمع هذا التعليق علي اسمي الكل يقول كلمات اطراء واعجاب أما أنت فتقول واضح.....
انا :- النساء دائما لا تحب الصراحه
هي :- النساء دائما لا تحب الكذب
انا :- نعم النساء لا تحب الصراحه ولا تحب الكذب معا
هي :- وقد اعتدلت في جلستها باتجاهي ليكون انتباهها لي فقط … ولكن ما موضوع بلا عنوان ؟ هل يوجد احد بلا عنوان؟
انا :- كنت اظنك نسيتي هذا الموضوع
هي :- أنا لا أنسي هل تبحث عن سكن
انا :- نعم أنا أبحث عن سكن
هي :- هل لك اشتراطات معينه في السكن ؟
انا :- شرطي الوحيد هو التوافق الروحي والتلاقي الفكري
هي :- ماذا ؟؟؟ .. كم أنا غبيه لم أفهم من البدايه ماذا تعني أنا أتكلم عن سكن تسكنه وأنت تتكلم عن سكن تسكن اليه....
انا :- بالضبط هذا ما أعنيه
هي :- بدلال الانثي الم تجد حتي الأن من تسكن اليها؟؟؟
انا :- قلت لكي في السابق كل عناويني السابقه تركتها لأني احسست بأنها ليست سكني....
هي :- وهل أنت طيار أم بحار ؟؟؟؟
انا :- لست أنا من تنتظره في كل مطار حبيبه ولا من له في كل ميناء امرأه … أنا أبحث عن سكن بكل ما تحمله من معاني
هي :- أنت باحث عن الحب العذري ؟
انا :- حبي ليس عذريا فانا لن أصنع لمحبوبتي تمثالا أجلس تحت قاعدته وأتظلل ….
هي :- أ و تعرف أنا أيضا مثلك بلا عنوان... ليس لي سكن
انا :- أنتي تبحثين عن سكن لتتملكين
هي :- أو تظن أن من أسكن اليه لا أتملكه و أملكه؟
انا :- لهذا السبب أنا بلا عنوان أنا طير لا يغرد في القفص حتي ولو كان من ذهب أنا حر يأتيني اللحن وأنا أتنقل من غصن الي غصن ويصيبني البكم عندما أفقد حريتي
هي :- اذا فهي الحريه التي تزعمون لتتنقلوا بين امرأه وأخري فقط لتغردون
انا :- أنا قلت غصن وغصن لم أقل امرأه وامرأه فالذي يحب امرأته يري فيها كل النساء واذا شبهنا النساء بالاغصان فالحبيبه كالشجره الباسقه التي تمتلي بالأغصان يتنقل حبيبها بين أغصانها هي فقط
هي :- اذا كنت ترفض أن تتملكك امرأه فلماذا تصر أنت علي أن تتملك امرأه لكونك رجل
انا :- أنا أطلب فقط قلبها لاتملكه
هي :- وهي أيضا تطلب قلبك لتتملكه ولكن الرجل بطبعه مزواج لا يكتفي بامرأه واحده لذا فالمرأه تتملكه خوفا من باقي النساء
انا :- صدقيني لو ربط بينهما حب حقيقي من القلب فلن يري من النساء غيرها
هي :- وهل تستطيع أن تثبت صدق كلامك هذا ؟
انا :- هل هذه دعوه للحب؟؟
هي :- وهل لديك اعتراض أو مانع؟؟
انا :- بدأت ديكتاتوريه النساء......
مجدي المصري
التعليقات (0)