مواضيع اليوم

دول دينية على حدود مصر الشرقية

هشام صالح

2010-10-31 07:18:12

0

رابط المشاركة بالقدس العربى alquds.co.uk/index.asp

 

 

 

يعيش العالم العربى هذه الأيام أسوأ مراحله على مدى اكثر من ستة عقود ، ولا ندرى ما السبب الذى يدعو إلى المضى قدماً فى عملية سلام عبثية ونحن فى ذلك الوضع المزرى من الضعف ، فسلام الضعفاء هو فى الحقيقة إستسلام ، وكان من الأفضل لنا جميعاً أن يأخذ العالم العربى إستراحة من محادثات السلام - أو الإستسلام - العبثية ولنسمها مجازاً إستراحة محاربين لا مستسلمين ، لقد خسر العالم العربى فى فترة المحادثات العبثية أضعاف أضعاف ما خسره فى فترات النكبات و النكسات ، لقد خسر أهم شىء وهو قضيته العادلة ، فبعد أن كانت قضيته هى قضية أرض وشعب ودولة أصبحت قضيته الآن قضية وقف الإستيطان (!!) .
وبقول الناطق بلسان الخارجية الأمريكية فيليب كراولى أن بلاده " تعترف بكون إسرائيل دولة يهودية " قد أسدل الستار على أسوأ مراحل الضعف والهوان العربى ، ونحن نرى أمامنا مسرحاً كوميدياً به من لقطات السخرية - أو المسخرة - ما يفوق الخيال ، فنرى أمامنا أبطال تلك المسرحية أو "المسخرة" الهزلية من الأمريكيين والإسرائيليين يطالبون من الفلسطينيين للإعتراف بالدولة الدينية الوليدة ، وهم أنفسهم لا يعترفون بدولة فلسطين (!) ، فلأول مرة نرى مطالبة منظمة تحرير وطنية لتمنح عدوها صك الإعتراف لإقامة دولة دينية ، وعلينا ألا ننسى هؤلاء - على رأسهم الأردن ومصر - الذين ينظرون من بعيد ولضعفهم يتصورون أنهم بعيدون عن خشبة المسرح مع أنهم هم الأبطال الحقيقيون ولكنهم للأسف من مسئولياتهم يتهربون ، فماذا عن مصر ؟! فقد كانت أول دولة بالمنطقة تعترف بالدولة العبرية العادية فهل يمكن أن تعترف بالدولة الدينية الجديدة الغير عادية ؟! .
الدولة السياسية العادية تختلف تماماً عن الدولة الدينية الإقصائية ، ومصر تمقت "منظمة" حماس ذات المرجعية الإسلامية وتتعامل معها مضطرة وترفض إقامة دولة إسلامية - خيالية - على حدودها مع غزة ، فهل ستتعامل وترضى بإقامة "دولة" يهودية - حقيقية - على حدودها الشرقية ؟! .
وطالما أننا نرى أمامنا دولة دينية إقصائية جديدة تختلف عن الدولة السياسية السابقة فلنا أن نطرح تساؤلات لنفهم كيف ستسير الأمور فى المستقبل ، أول هذه التساؤلات هل سنرى حاخاماً على رأس السلطة فى إسرائيل ؟! ، مصر والأردن إعترفتا بدولة عبرية عادية فهل ستسحبا إعترافهما السابق لحين دراسة الوضع الجديد مع الدولة الدينية الوليدة ؟! ، وماذا عن عرب 48 الذين يمثلون 20% من سكان الدولة العبرية ؟! .
إن الساسة الإسرائيليين ومعهم الأمريكيين وبوجود أنظمة حكم عربية صامتة وتابعة وضعيفة إنما يمهدون الطريق لحرب دينية حقيقية قادمة لم يرى العالم لها مثيلاً من قبل ، ولا يظن هؤلاء أن الوضع العربى سيظل بهذا الضعف ولا يظن هؤلاء أن الحكام العرب الضعفاء سيعيشون للأبد ، إن إسرائيل والغرب يخطئون لو تصوروا أن العرب - الضعفاء - وحدهم هم الخاسرون إذا نشبت حرب دينية .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !