لقد كان في الاتجاه السياسي الذي يصور الوجود السوفيتي
في أفغانستان خطر يهدد كيانات الشرق الأوسط بما فيه
إسرائيل والمصالح الأمريكية حينذاك فرصة للقضاء ليس
فقط على الوجود السوفيتي في أفغانستان بل على النظام
الأفغاني غير الإسلامي واستبداله بنواة الخلافة
الإسلامية هناك والتي سميت فيما بعد بـ " حكومة طالبان "
وكان المقرر أن تنطلق دولة الخلافة الإسلامية الموحدة
من أفغانستان بثوبها الطالباني .. ولكن الرياح لم تجر كما تشتهي
السفن .. !
فعادت التجربة كرات أخر ، لكن في رداء الحركات الإسلامية
في بعض الدول العربية مثل السودان ومصر والمغرب العربي
والصومال وسوريا وفلسطين - مع الإقرار بدور فشل السلطة
الفلسطينية في تحول منظمة حماس عن خط الحركات الإسلامية
والتي تدور في فلك فكرة الإسلام السياسي السني إلى
" الحنان " الشيعي ..-
فما هو دور المنتمين " للتيار الخلافي " الخفي في " أرض الحرمين " ؟
ألم يكن من خلال الاشتغال والانشغال والإشغال ( بالتمويم ) على حساب إشكالات الفرد وقضايا تنمية المجتمع .. ؟!
ألم يكن من خلال دعوة العامة الذين تمتلئ بهم المساجد عند
كل صلاة إلى الإسلام .. ؟!
ألم يكن من خلال إقامة الحرب على كل عقل تنويري ..؟!
ألم يكن من خلال الدعوة إلى الجهاد ونشر ثقافة التكفير
والرأي الواحد الذي لا يخالفه إلا فاسق أو كافر أو منافق
أو موال للكفار .. ؟!
ألم يكن من خلال إقامة مجتمع " نسوي " منعزل عن المجتمع
الذكوري .. أو تقسيم المجتمع إلى مجتمعين .. ؟!
الجواب : اعتقد ذلك ..
ولكن السؤال الأهم : هل يمكن أن يؤدي العمل في سبيل الحلم
الخلافي على هذا النحو إلى ( صوملة ) بعض ميادينه التي
يشكل أهم عقبات النمو والتطور فيها .. ؟!
ربما لا أحد - ولا أتصور - أن أحدا من العرب والمسلمين لا يود أن تقوم للإسلام والمسلمين قائمة تعيد مجد الحضارة الإسلامية وتبني للفرد
والمجتمع قوته وحضوره ودوره المؤثر في كل المجالات .. إلا أن المؤكد هو أن النتائج ستؤول إلى واقع معاصر لـ ( رجل مريض ) آخر
يقوم على رأس هرم نظام مستبد وشعب مستضعف و" مستتبع " !
هذا فضلا عن أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الهدف هي صياغة العقل التابع لفكر منغلق لا العقل المنتج للقوة .. " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " .
وهنا يكون الفرق في مفهوم القوة بين تفجير الطاقات الكامنة
وتفجير ضغائن الناس بعضها على بعض .. !!
تركي الأكلي
التعليقات (0)