الفكر الداعشي المتطرف المنبثق من جلباب تنظيم القاعدة الحاضن الرئيسي للحركات الجهادية المسلحة باسم الاسلام والدفاع عن أراضيه يمثل رؤية جديدة لاستخدام وتصدير العنف بطريقة اكثر دمويه باسم الاسلام والجهاد ضد أعداء الدين والملة كما يزعمون
وكما يقول به منظر القاعدة الأبرز ابو محمد المقدسي
( هو تيار يسعى لتحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت. ) فكل مخالف لهم هو في اعتبارهم من الطواغيت وممن يجب محاربته وبما يسوغ لهم تنفيذ العمليات العسكرية واعتبارها جهاد وقتلاهم شهداء
وبلمحة سريعة على البدايات نجد ان هذا الفكر اجتمع وأسس منطلق له من على الاراضي الأفغانية إبان الجهاد ضد الاحتلال السوفييتي منذ ان أسس عبدالله عزام اول مكتب لاستقبال وفود المجاهدين عام 1983 في مدينة بيشاور الباكستانية وشكل مقاومة شرسة في حربة ضد الجيش السوفييتي بما وجد من دعم ومساعدات خارجية مستغلا قدرة منظري التنظيم على أعداد البيانات والخطب الحماسية واستغلال فطرة الناس لنصرة الدين وبعض الذهنيات الرخوة التي تقاطرت على تلك المعسكرات زرافات في حرب دامت ما يقارب العشر سنوات حتى انسحاب القوات السوفييتية بنهاية شتاء 1989
ثم ما تبعها من صراعات بين الفرقاء الأفغان
و بانتصار حركة طالبان و استيلائهم على مقاليد الحكم وإقامة إمارتهم الاسلامية توجت القاعدة نجاحاتها بالتحالف مع طالبان متماشية مع أحكامهم وسننهم المخالفة لروح العصر والأعراف الدولية وانتهاك حقوق الانسان ومع ذلك حاول رموز القاعدة توسيع نشاطهم وإيجاد أماكن اخري لهم في السودان و الصومال. وغيرها و ايجاد عدو اخر ( أمريكا ) ليواصل الاتباع النهج الجهادي
او بتنفيذ عمليات نوعية كتفجيرات سفارة الولايات المتحدة الامريكية بتنزانيا وغيرها واستمر السجال حتى جأت القشة التى
قصمت ظهر البعير عبر غزوة الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من تداعيات أدت الى حرب أفغانستان وتدمير
الدولة الوليدة طالبان وتشتيت قيادات ورموز القاعدة بين الكهوف والدول المجاورة. ( وبغض النضر عما يقال عن المؤامرة الامريكية والتسهيلات آلتي قدمت للانتحاريين من اجل خدمة مخططات أمريكية مسبقة تهدف للاستيلاء على ثروات منطقة الشرق الأوسط وتقسيم دوله الى دويلات اثنيه وطائفيه متناحرة ) وجدت القاعدة نفسها مطاردة دوليا والتعاطف الشعبي والإنجاز الذي تحقق على الاراضي الأفغانية تلاشى خصوصا بعد استهدافها الأمنيين والمعاهدين عبر دول العالم وعولمتها للإرهاب باسم الدين قامت بتغيير استراتيجيتها بالاعتماد على التخفي وتكوين الخلايا النائمة والتنقل الى بؤر الصراع والحروب والدول التى ينعدم بها لأمن او تضعف حكوماتها عن السيطرة على اجزاء منها كالعراق واليمن والصومال
وغيرها وتجنيد فئات جديدة لم تكن ضمن حساباتهم سابقا كالنساء والأطفال والمراهقين وانتشارهم في مجموعات اما معتنقة او متعاطفة مع فكر القاعدة في عدة دول من المحيط الى المحيط
وفي هذة الأثناء كان يظهر رموز وقادة تحضى بمباركة من القيادات العليا وخصوصا الأبوان الروحيان للقاعدة الظواهري وأسامة بن لأدن قبل قتلة تتزعم العمل الميداني في بؤر الصراع كابو مصعب الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر ومن جاء بعدهم وتتوالي الأحداث حتى وصولنا الى ما يسمى بتنظيم دولة الاسلام في العراق والشام ( داعش ) وانتصاراتها المريبه في ارض العراق والشام وخروجها عن طاعة تنظيم القاعدة وإعلان دولة الخلافة ومبايعة الخليفة وما يهمنا هنا هو أركان هذه الدولة الوليدة والجديدة على المجتمع الدولي وعلاقاتها بالمجاورين ممن هم على تماس معها ومدى خضوعها لمقومات الدولة القانونية كوجود دستور والخضوع لإدارة القانون والاعتراف بالحقوق والحريات الفردية والقوانين والأعراف الدولية اذا سلمنا جدلا بحتمية وجودها واستمراريتها على المشهد والواقع الجيو سياسي وبالمقارنة مع تجربة حكومة طالبان الأفغانية ومع الأخذ بالاعتبار ان طالبان كانت حكومة أفغانية لم تخرج شبرا واحدا عن حدود أفغانستان الدولية بعكس دولة الخلافة القائمة على اجزاء من دولتين هما العراق وسوريا وبمجلس حكم من عدة جنسيات فان هذة الدولة تكاد تكون نسخة مكررة من حكومة طالبان الأفغانية ولكن بنسخة اكثر وحشية ودموية جأت في زمن انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي لتنقل مشاهد الرعب والتعذيب وجز الرؤوس بشكل متعمد لبث الرعب في قلوب المخالفين لهم ممن تبقى من السكان المحليين الذين لم يستطيعون للفرار والنزوح سبيلا وبالتالى فدولة الخلافة لن تخرج عن الحالات التالية
اما ان تكون تخدم مخططات اكبر وأعمق لرسم مستقبل المنطقة وبالتالى ستبقى لحين الانتهاء منها ثم يتم التخلص منها بحرب وتحالف دولي تحت اي ذريعة ومن ثم عودة الاراضي الى أصحابها
او ابقاء هذة الدولة الوليدة أيضاً لخدمة تلك المخططات ولتمزيق المنطقة الى دويلات كما جاء في التقرير الذي نشرتة التأيمز منذ أسابيع وعندها اعتقد ان هذة القوى العالمية لن ترضى بحكومة كحكومة الخليفة البغدادي وستأتي بمن تريد بعد ان يكون البغدادي ورقة محروقة في مهب الريح او سيلقى مصير ابن لأدن والزرقاوي عبر المطاردة الدولية
حتى القبض علية او قتلة
التعليقات (0)