مواضيع اليوم

دولة (مافيا .. ستان )

هشام صالح

2010-08-17 14:11:39

0


علينا جميعاً أن نعترف بأنه إذا كانت مصالح حفنة من الأفراد لا تراعى الوضع الإجتماعى فى بلدهم ، فإن جماعات المصالح تلك يصبح إسمها الصحيح جماعات "المافيا" .
كنا صغار السن عندما نما وعينا على كلمة "المافيا" والتى كانت ترتبط بدولة واحدة وهى إيطاليا وكانت أعمال تلك الجماعات محدودة وتكاد تقتصر على تجارة المخدرات ومنذ عقدين تقريباً ظهرت كلمة المافيا فى إحدى الدول المسكينة والبداية كانت مع نوع جديد يطلق عليه مافيا "التعويضات" حيث كان بعض المحامين يرفعون قضايا باسماء الضحايا دون علمهم ويستولون على تعويضاتهم .
ولصالح وظيفة واحدة توريثية تركت تلك الدولة وظيفتها الأساسية كحكم يفصل ويحكم ويحارب فساد الإدارة لتصبح وظيفتها هى تنظيم وإدارة الفساد ، ثم إنحدر وضعها لتصبح كمتفرج ينظر لما يحدث أمامه وعلى أرضه أو فى جواره بحسرة القعيد المشلول .
لقد نفضت تلك الدولة يدها عن القيام - عن عمد - بوظائفها الأساسية من صحة وتعليم وإسكان فقامت بواجبها جماعات المصالح ، فأنشأت مستشفيات خاصة هدفها فقط الربح لتذبح مرضاها أو ضحاياها قبل أن تعالجهم ، وبعدها ظهرت مافيا الأدوية وأخيراً ظهرت عصابات مافيا العلاج على نفقة الدولة .
وكانت مصيبة تلك الدولة المسكينة فى التعليم لا تقل عن مصيبتها فى الصحة حيث أنشأت جماعات المصالح مدارس وجامعات خاصة على كل شكل ولون وبجنسيات مختلفة وبنظام تعليم لم ولن نرى له مثيل فى العالم حيث يهدف للربح على خلاف ما يحدث فى أعتى الدول الرأسمالية ، وقبلها ظهرت "مافيا" الدروس الخصوصية .
وظهرت كوارث الإسكان حيث تم وضع خريطة – أو تورتة – تلك الدولة المسكينة أمام الأحباب والأصحاب فى "بوفيه" مفتوح لمعازيم محددون ، فإلتهم كل واحد منهم أكثر من قطعة منها ما ينفع فى شتاء سيناء والبحر الأحمر الدافىء ومنها ما ينعش ترهلات الجسد من قيظ الصيف الحارق فى الساحل الشمالى الغربى ، وهؤلاء يأخذون قطع الأراضى – أو الجاتوه – بالزيادة ويضعون الباقى فى الثلاجة "ليسقعوها" حتى تباع بالمليارات ، ورغم هذا كله فقد ظهرت مافيا الإستيلاء على أراضى تلك الدولة السايبة .
إن جميع السلع والخدمات فى تلك الدولة سواء تنتجها أو تستوردها تتحكم فيها جماعات المصالح فهم لذلك وفى بعض الأحيان يتقاتلون على تلك السبوبات فالدولار يُولِّد لهم ستة دولارات فى عملية حمل ووضع لا تتعدى عدة أيام ، فاللحوم المستوردة والمحاصيل الزراعية مثل القمح والذرة الصفراء والعدس والفول وغيرها والأجهزه بداية من التليفونات المحمولة وحتى فانوس رمضان المستورد وحتى الشركات مثل شركات المياة المعدنية وشركات تصدير الغاز وحتى شركات توصيل الغاز للمنازل كل ذلك وغيرهم العشرات تتحكم فيها جماعات المصالح وكل جماعة لا يزيد عدد أفرادها عن عدد أصابع اليد الواحدة .
إن الدولة التى يصبح شعارها الأساسى هو " نفع وإستنفع" لا تستحق إلا أن تعيش فى وضع بائس ويائس ولذلك فهى لا تريد أن تدخل تاريخ ولا جغرافيا !!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !