مواضيع اليوم

دور مواقع التواصل الإجتماعي في الربيع العربي مبالغ فيه

مصعب المشرّف

2013-06-22 08:53:32

0

دور مواقع التواصل الاجتماعي في الربيع العربي مُبالغ فيه

المصدر: الأهرام المصرية
أقرت أني بوديماتا، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي لشئون الاعلام والاتصالات، بأنه تمت المبالغة في تقدير حجم وتأثير الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر والمدونين فى ثورات الربيع العربى وما أعقبها.
وأعربت نائب رئيس البرلمان الأوروبي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن اعتقادها بأن الربيع العربى انفجر كتعبير عن طموح الشعوب من أجل حياة أفضل والكرامة . وحرية التعبير عن الرأي والحرية في إيجاد حياة كريمة.
وقالت بوديماتا: إن شبكات الإعلام الإلكتروني أسهمت في التنظيم للحشد و خلق أرضية للاتصال . ولكن تلك الشبكات الإلكترونية لم تكن مصممة على لعب دور القائد لأية حلول سياسية فهي وسائل تواصل اجتماعي، ولكن عندما كانت هناك حاجة لقيادة سياسية ظهرت الجماعات القادرة على التنظيم والتى تمتلك إمكانيات أكثر في هذا الإطار.
وحول التأثير السلبى للتضخيم فى مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي مما أدى للاعتقاد ان الناشطين على الفيس بوك يمكن ان يتولوا مناصب قيادية فى الحياة السياسية بعد ثورات الرييع العربى قالت ان هذا ليس دور المدونين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعية فلا يمكنهم أبدا ان يستبدلوا المؤسسات.. واضافت انهم إذا أخطأوا بالاعتقاد أنه يمكنهم لعب دور سياسى بدلا من المؤسسات السياسية، فسيؤدى ذلك بهم إلى الإحباط قائلة إننا بالغنا فى تقدير دور وسائل التواصل الاجتماعى فى الربيع العربي.
وأكدت على أن الإتحاد الأوروبى منشغل بما سيحدث فى دول الربيع العربى، ويشعر أن لديه مسئولية بعد أن دعم الاتحاد الأوروبى هدف التجارة على حساب حقوق الإنسان فى علاقاته الماضية مع تلك الدول. ولكن يجب الآن أن يتم تعزيز العلاقات بين الشعوب فى ضفتى المتوسط .. والاتحاد الاوروبى لديه مسئولية اضطلع بها منذ سنوات لدعم الاقتصاد وحقوق الإنسان ويجب أن ندعم سيادة القانون، ويجب أن نعزز علاقات شعوب ضفتى المتوسط لتلبية تطلعات هذه الشعوب وهناك قواسم مشتركة تركز على التحديات المشتركة................ إنتهى.


مداخلـة الناقــل:
ربما تمتد هذه القناعة التي أفصحت عنها نائبة رئيس البرلمان الأوروبي لتفسر لنا عدم المبالاة والتهكم اللذان قابل بهما أركان النظام الحاكم في الخرطوم " مزاعـم الفــرزدق " من خلال الشبكة العنكبوتية عن خطة سياسية محكمة للإطاحة بالنظام القائم خلال مائة يوم . وحيث يلاحظ المراقب أن هناك أنشطة تمضي في هذا الجانب إقتصرت فقط على بعض مواقع التواصل الإجتماعي والمنتديات وبعض المواقع السودانية الألكترونية .. كما يلاحظ أيضا الإعلان عن مسيرات وإعتصامات خارج السودان أمام مقار الأمم المتحدة وغيرها من منظمات حقوقية في الغرب الأوروبي والأمريكي والقاهرة ..... لكنها تظل جميعها خارج حدود السودان عامة والعاصمة المثلثة خاصـة .. وهو ما يعني أن المعارضة الحزبية السياسية والطائفية في الداخل السوداني مهيضة الجناح من جهة . ولا ترغب في ركوب المخاطر ، والتضحية وبذل الغالي والنفس والنفيس في سبيل فرض إرادتها السياسية ....

قال جرير : "زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا .. فابشر بطول سلامة يا مرْبـَـعِ "

التعويل على مظاهرات الخارج في دول المهجر الأوروبي والأمريكي والأسترالي والمصري والأريتري وحدها لا تجدي فتيـلا . وتظل تحصيل حاصل وإضاعة وقت ورفاهية سياسية ... ومن يرغب في تغيير نظام حاكم عليه أن يتحلى بالشحاعة والقدرة والرغبة في التضحية الحقيقية . وليس الخروج في مظاهرات وإعتصامات الجو البارد والأمان من هراوات وغاز شرطة مكافحة الشعب وبطش الأجهزة الأمنية والفصل من الخدمة والتجويع والتشريد في الداخل.

لست مؤيداً للنظام الحاكم ولا مستفيد منه ؛ بل على العكس هو يأخذ مني بيمينه وشماله ويأكل مني بفمه ويقطع بأنيابه ويطحن بأضراسه ، ويبلع على حسابي ومن مداخيلي وعرق جبيني ، ولا يعطيني شيئاً أو خدمة مقابل ذلك ..... ولكنني برغم ذلك حـقـّـانـي وواقعـي .أرفض العمالة والإرتزاق والمتاجرة الرخيصة بأرواح الأبرياء والسذّج من الشعب ، وأعارض أولئك المكتفون بإدارة الصراع الداخلي على السلطة والثروة من خارج البلاد وداخل الغرف المعطرة المكيفة .... ولايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .... وأنفسهم هــذه في حالتنا هذه في أيامنا هذه تعني أن تخرج المظاهرات في الداخل السوداني . وأن تجري الإعتصامات في الداحل السوداني .. وأن تتصاعد لهجة الإحتجاجات في الداخل السوداني وبحضور هؤلاء "الأشاوس" من الخارج خصيصاً للسودان ؛ بدلاً من إدعاء البطولات الزائفة خارج الحدود ، والسباحة فوق الرمال المبتلة أو في المياه الضحلة على أفضل تقدير.

من جهة أخرى فإن التعويل على مواقع التواصل والشبكة العنكبوتية في بلادنا يظل مثاراً للسخرية من هكذا حالمون مغتربون ومهاجرون ؛ لايدركون أن التيار الكهربائي عملة نادرة ويشيب من جري عدادها الولدان ، وأن إمتلاك خط إنترنت حلم بعيد المنال بالنسبة للأغلبية العظمى الكاسحة من الشباب ، الذين يكدحون وسط الغبار والأتربة سعيا على أقدامهم . وتعاني أسرهم الأمرين لأجل توفير وجبة طعام واحدة في اليوم تلحـس بعدها الصحون المطرقعة لحساً لعدم الشبع.

أما المرفهين الذين يمتلك ذووهم المقدرة على مقابلة أسعار الكهرباء وشرائح خدمة الإنترنت والأجهزة الألكترونية اللازمة فهؤلاء لاحاجة لهم إلى الإطاحة بالنظام القائم … ذلك أنهم إما مستفيدون منه ومن مصلحتهم إستمراره . أو أنهم أبناء أثرياء ليس لديهم ما يدفعهم للشكوى أو مجرد التذمر ، ناهيك عن النضال والتضحية بالأرواح في مواجهة حكام هم في النهاية سودانيين وليسوا إنجليز أو خديوية مصرية.

والعامل الآخر الذي قد يعلمه أو لايعلمه البعض من مناضلي الخارج والظل البارد والعصائر المثلجة ؛ أن العديد من المواقع الألكترونية السودانية الحـرة محجوبة داخل العاصمة المثلثة وعموم السودان . فالدولة تسيطر على قطاع الإتصالات تماماً وقد أعفته مؤخراً عن دفع الضريبة لسنوات لغرض تعويض مداخيله جراء هذا الحجب الذي يبدو أنه سيستمر طويلاً.

الطريف أن " الولد الفرزدق" الذي أعلن النبأ العظيم بشأن المائة يوم ، نراه قد نسي في غمرة حماسه قرب حلول شهر رمضان المبارك . وأنه يدخل حسابياً بالتالي ضمن فترة المائة يوم …. وهو ما يعني أن هناك شهرا كاملَ تقريبا سيستقطع من فترة المائة يوم هذه .. وحيث لا نظن أن الصائـم السوداني في الداخل يمتلك طاقة كافية للخروج إلى الشارع ومماحكة أو الصدام مع شرطة مكافحة الشغب ، واستنشاق الغاز سواء بعد الإمساك أو بعد الإفطار أو التراويح… ولأجل خاطر من؟ .. ومن هو البديل الذي سيأتي ويستحق بذل هذه التضحيات؟

لأجل خاطر الحزب الشيوعي العجوز المنقرض ؟ أم لأجل خاطر أحزاب الأمة المتشظية المنقسمة على نفسها ما بين الأئمــة والأمراء والوكلاء والدراويش؟ … أم لأجل خاطر الوطني الإتحادي الهائمة جماعاته ما بين الإتحادي الخديوي الأصل ، والإتحادي الهدندوي الفصل ، وأهل الشمالية ، وسجادة الجزيرة المروية الحصرية .. ثم الخلفاء والتنابلة ؛ ومن أصبح ضمن تشكيلة الحكومة .. إلخ. على هيئة أحزاب على الورق تتلقى إعانات شهرية من حكومة المؤتمر الوطني ، أو من السفارة الأمريكية والإستخبارات الإسرائيلية؟

أم هل تخرج الجماهير لأجل أن يأتي ميني أركو مناوي بسيارات الدفع الرباعي من داخل دولة جنوب السودان وتمويل منها فيذبحهم من الوريد إلى الوريد ؛ كما فعل بأبناء قبيلة الحوازمة العربية في أب كرشولا . وكما فعل في بعض البنيات الأساسية التي تخدم الشعب في أم روابة؟
الذي يجب أن يفهمه المعارضون الفرزدقيون من أصحاب " المائة يوم " أنهم إن لم يتحركوا في الداخل بفعالية وينفذوا تهديدهم بإسقاط النظام وينجحوا في ذلك "عبر الزحف إلى القصر حتى النصر" ؛ فإنهم سيفقدون مصداقيتهم تماماً . ويعطون النظام ترياقاً وتطعيماً إضافياَ ضد عدوى الربيع العربي . وتمنحه المزيد من القدرة على ترسيخ دعائمه حاضراً ومستقبلاً.

مأساة المغترب والمهاجر أنه يحسب حساباته وكأنّ الحياة والحراك الإجتماعي في الداخل قد توقف على ما هو عليه منذ اليوم الذي ترك فيه بلاده ؛ دون أن يدرك أن هناك تغيرات جوهرية يومية متراكمة متسارعة تطرأ على قناعات وأفكار ومفاهيم وممارسات المواطن عامة والشباب خاصة .. فالمجتمع السوداني في نهاية المطاف جزء من العالم ويتفاعل معه وينجذب إليه ويتجدد …..

غداً وفي الأيام التالية يتوجه الأطفال والنشء والشباب والآباء والأمهات وحتى الأجداد والحبوبات، لمشاهدة فرقة طيور الجنة ما بين إستاد المريخ يوماً والساحة الخضراء يوماً آخر . ففي أغانيهم على أقل تقدير مواد تعليمية وتربوية مفيدة للأطفال والنشء ….. ليت معـدّي برامج الأطفال ( الجربندية) لدينا يتعلمون منهم .... وليت الطفولة عاودتنا ..... وكل عام وأنتم بخير.. وعلى مائة يوم الفرزدق الســلام.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات