قوة العرب من قوة مصر العربية وضعفهم من ضعفها وهي لها الفضل المعلى على كل الدول العربية لدعمها لحركات الاستقلال العربية في الأربعينات وما بعدها , كما ساعدت على تعليم الشباب العربي في جامعاتها بالمجان ,ودفعت مساعدات مالية ولوجستية للدول الحديثة الاستقلال وكانت مهدا للنهضة العربية الحديثة . كما تحملت كل العبء في مقاومة الأحتلال الأسرائيلي لفلسطين والضغط الأقتصادي الغربي .كما كانت مصر الناصرية منارة القومية العربية التي وحدت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج لكن الأستعمار لم يمكنها من توحيد الدول العربية تحت لوائها . كما خاضت مصرأربع حروب مع إسرائيل التي تدعمها وتساعدها عسكريا وماليا أقوى قوة في العالم . هذه حقائق تنكرت لها الانظمة العربية باختلاف مشاربها بتشجيع ودعم من الأستعمار الغربي الذي مارس كل أشكال الضغوط السياسية والأقتصادية عليها . ها التنكر العربي للجميل المصري والضغط الغربي دفع مصرإلى أحضان الأتحاد السوفييتي سابقا .ومع مرور الوقت وغياب رائد القومية العربية الرئيس عبد الناصر ومجئ الانتهازيين من الزعماء مثل الرئيس السادات الذي دفع مصر في أحضان أمريكا والدول الغربية ولسان حاله يقول لا يمكن الحصول على دعم هؤلاء الرعاة العرب الا بمصادقة أسيادهم الأمريكان والأوربيين ولوصوله إلى ذلك كان لا بد له من قبول شروط إسرائيل وعقد الصلح معها وهكذا كان . ثم هذا التقارب للغرب والصلح مع إسرائيل على المستوى الرسمي لكن هذا لم يغير من شعور الشعب العربي المصري النبيل الذي أمن بدوره القيادي العربي للشعوب العربية نحو التحرر والأزدهار . ومع كل هذا التقارب للغرب منذ عهد السادات الا أن الانظمة العربية الصديقة للغرب لم تسارع بشكل كاف إلى مساعدة الأقتصاد المصري المتردي من جراء النمو السكاني الرهيب والافتقار إلى المال الكافي لعملية التنمية الأقتصادية والأجتماعية . كما أزداد الضغط الاقتصادي والسياسي الغربي على مصر وهو ضغط غير مباشر على العرب جميعا. فقد أتخذت أمريكا والدول الأوربية من مصر مخلبا لأقناع الفلسطنيين والدول العربية بقبول التسوية التي تعرضها إسرائيل للقضية الفلسطنية والأعتراف بها وتطبيع العلاقات معها وتبني الدعوة ألى أقامة تحالف بين الدول العربية وإسرائيل والغرب ضد نمو النشاط النووي لأيران . وتسخدم إسرائيل والدول الغربية كل وسائل الضغط على مصر لتحقيق ماّربها . وأخير نسمع تحريضات إسرائلية علنية وغربية سرية لدول مجرى نهر النيل بأثارة موضوع أعادة النظر في إتفاقيات توزيع مياه نهر النيل وأستخدامها كوسيلة للضغط على مصر لأكمال مشوار الأعتراف بأسرائيل وتطبيع العلاقات معها وجر الدول العربية إليه. ومصر امام هذه الضغوط لا تستطيع الوقوف بوحدها في الميدان وخاصة بعد تنامي دعوة في مصر بربطها بالغرب الدعوة التي يشجعها الرئيس أوباما لمساعدة إسرائيل على تقوية نفوذها في الشرق الأوسط ضد توسع النفوذ الأيراني وذلك بأعتراف العرب بها وتطبيع العلاقات معها ويرمي أوباما في ذلك الحصول على دعم الكونجرس الأمريكي لتاييد مشروعه الصحي الذي يعطى الاولوية في إهتمامات الأمريكيين . وقد لاحظت في الندوة الأسبوعية الأخيرة لبعض كبار أهل الفكر والصحفيين التي تديعها المحطة التلفزيونية المصرية الأهتمام بدور مصر في مساعدة أمريكا في حربها في أفغانستان والعراق والصلح العربي الأسرائيلي لاقناع أمريكا بمزيد من الدعم الاقتصادي وتأييد موقف مصر حول إتفاقيات مياه نهر النيل والحيلولة دون قيام الدول المطلة على النيل بتحويل مجراه أو إنقاص نصيها من مياه النهر . وهذ ه نغمة جديدة ظهرت إلى السطح بعد أن كانت تجري من وراء ستار . وعلى العرب عدم ترك مصر تتورط من جديد في مشاريع غربية جديدة لجر المنطقة العربية ألى أحلاف ضد الدول المجاورة بما يسمى الشرق الأوسط الجديد وتقديم تنازلات عربية جديدة لأسرائيل دون مقابل . وهذا يستدعي دعم مصر إقتصاديا وماليا وتوجية مزيد من الأستتمارات العربية في مشاريع تخدم الشعب المصري ودعم موقف مصر لدى الدول الأفريقية المطلة على نهر النيل في عدم أثارة موضوع إعادة توزيع مياهه بينها .
التعليقات (0)