دور جمعية الوفاق المكشوف
لم تكن الصورة غائبة ؛ لكنها بدأت تتضح الآن أكثر وأكثر بعد أقل من يومين من بدء فعاليات الحوار والمداولة . وهكذا يتأكد من الحراك في داخل الإطار والأطراف أن جمعية الوفاق الشيعية المعارضة ليست بجادة في المشاركة . وأنها لم تدخل الحوار إلا لأغراض آنية مرامها أن لا يقال عنها أنها ترفض الحوار ، وتضع وتدفع بدلا عنه بشروط تعجيزية مسبقة هدفها الأول والأخير تنفيذ مخطط ضرب الإستقرار في المنطقة . وتهيئتها للتجزئة والقضاء المبرم على منجزات مجلس التعاون الخليجي العربي ، الذي يقلق ويجهض أحلام إيران بالتوسع والهيمنة على مقدرات وثروات جيرانها العرب . وفوق ذلك يغيظ نرجسية القومية الفارسية وعنجهيتها التاريخية التي لم تصدق بعد أنه وبعد أن دفعت بكل ثقلها الإستخباراتي والمالي والإعلامي لإنجاح مخططها في البحرين ؛ لم تصدق بعد أن كل ذلك قد ذهب أدراج الرياح. ولم يخلف وراءه سوى الفشل الذريع والفضيحة المدوية.
علي سلمان - الأمين العام لجمعية الوفاق الشيعية البحرينية - في حوزة حسن نصر الله .... أيهما أولى وأجدر؟ الإنتماء للوطن أم الإنتماء للطائفة؟
الآن ومنذ الأمس بدأت تتعالى الأصوات من بعض قادة الوفاق تمهد للإنسحاب من طاولات وقاعة الحوار . والعشم من ذلك معروف ولايحتاج إلى دروس تقوية مسائية.
تخشى الوفاق من الحوار لأنها على قناعة بأنه يفضح دورها كمخلب قط وأداة طيعة لتنفيذ مخططات إيران التوسعية وأطماعها ونواياها الخبيثة في الشاطيء الغربي للخليج العربي.
وتخشى الوفاق من الحوار لأنه ينبيء العالم أجمع أنها ليست وحدها الممثلة لطموحات وآمال الشعب البحريني العريض كما تزعم وتدعي لنفسها دون وجه حق.
وترغب جمعية الوفاق من إنسحابها المرتقب أن تحدث جلبة وجعجعة وفرقعة تفرغ الحوار من مضمونه وأهدافه وجدواه وتفشله ، على زعم من الظن بأن ذلك سيعيد البلاد إلى حالة 14 فبراير الماضي التي لن تعود بطبيعة الأحوال ولسبب بسيط هو أن الفشل لا يلد النجاح.
هذا هو الدور المكشوف لجمعية الوفاق التي رهنت نفسها ومقدراتها وأدبياتها للطائفية العمياء. قبلت لنفسها قبض زكائب وأكياس التمويل الإيراني المالي السخي. وأعطت ظهرها لأرض البحرين وتاريخ شعبها المناضل ودوره الحضاري الرائد في المنطقة، لتتوجه عوضا عن ذلك إلى تلاوة وترتيل أجندة وأوامر طهران ، والإنسياق دون هدى وراء دونكيشوتيات الفقيه المختبيء حسن نصر الله التي ما انفك يمارس عنترياته محض بطولات صوتية وفرقعات لسانية وقنابل حنجرية من داخل الجحور والمخابيء التي لا يشاركه الحياة فيها سوى الجرذان والقمل والصراصير.
لقد علمنا التاريخ أنه لا يرحم من خان بلاده ورهنها لمصلحة الغير أفرادا كانوا أو جماعات . وعلى كتلة الوفاق إذن وقبل أن تنفذ قرارها المبيت بالإنسحاب المدوي أن تراجع نفسها وتقرأ ما على كفتي يديها مليا ، فترجح الكفة التي تزن إستقرار البحرين وتصون حاضرها الزاهر وتضمن مستقبلها العريض . هكذا تتصرف الكتل والتجمعات والأحزاب السياسية والطائفية عندما توضع بلادها على المحك. فتختار العودة دائما إلى حضن وطنها وشعبها الدافيء.
التعليقات (0)