دور ثقافـة السلـم والتربيـة فـي الوقايـة من التطـرف الثقافـي والدينـي
عبـد الفتـاح الفاتحـي
نظمـت جمعيـة القنطـرة لتنميـة العلاقات بيـن اسبانـيا والمغـرب بتعـاون مـع مؤسسـة السـلام والصـراع الأوربيـة أخيـرا بمـركز الملتقيات التابع لوزارة الوطنيـة والتعليـم العالـي والبحـث العلمـي وتكويـن الأطـر نـدوة علميـة حـول دور ثقافة السلم والتربيـة في الوقايـة مـن التطـرف الثقافـي والدينـي وقـد توزعـت أوراق عمـل المؤتمـر إلـى محـاور رئيسـة:
- ثقافـة السلـم والشـق المفاهيـمي
- وضعيـة ثقافـة السلـم والتربيـة فـي المغـرب.
- تقديـم الخبـرات والتجـارب الدوليـة للـدول.
وأوضـح محمـد النـوري رئيـس جمعيـة القنطـرة في كلمتـه الافتتاحيـة دواعي اختيـار هـذا الموضـوع في وقـت بات يستدعـي تربيـة النـشء علـى قيـم السلـم والحـوار الثقافـي واحتـرام الآخـر، مـن خـلال تعزيز هـذه القيـم في المناهـج التعليميـة لمختلـف الدول العام حـرصا علـى تشيـد عالم يسـوده الأمـن والاستقـرار.
فـي كلمـة الدكتـور مصطفـى الزباخ ممثـل المنظمـة الإسلاميـة الإيسيسكـو أبـرز الـدور الريادي الـذي ما فتئـت تقـوم المنظمـة الإسلاميـة فـي إشاعـة قيـم الحـوار الحضـاري والثقافـي بيـن الشعـوب العالميـة، موضحـا أن المنظمـة استطـاعت أن تبلـور رؤيـة حضاريـة حـول الحـوار الحضـاري والثقافـي، كأفضـل الوسائـل لإزالة أسبـاب التوثـر والصـراع، ومقـوم ينعـش الحـوار السلمـي، وأكـد أن الإيسيسكـو أولـت عنايـة خاصـة للتبـادل والتقابـل بيـن الحضارات، فدعـت إلـى مؤتمـر الدولـي لتعزيـز الحـوار بين الحضارات والثقافات بالتعـاون مع المنظمـة العربيـة الألكسـو والمؤسسة الأورومتوسطية.
سفيـر دولة رومانيـا فـي معـرض حديـثه عـن دور ثقافـة السلـم والتربيـة في الوقايـة مـن التطـرف الثقافي، نـوه بالمجهـودات التـي يقوم بهـا المغرب في مجـال الحوار الثقافـي بيـن شعـوب العالـم، وعلـى المجهـودات التي يقوم بهـا لإشاعـة ثقافة السلم والتسامـح محافظا بذلك على هويتـه الدينيـة وحمايتها من التأثيرات السلبيـة المتطرفة، كمـا أبـرز التعاون الوثيـق الذي يجمـع المغـرب ورومانيـا فـي مجـال الثقافـي والحضاري، وهـو ما يعكـس جـودة العلاقات السياسيـة والاقتصاديـة بصـرف النظـر عـن الاختلافات الثقافيـة والدينيـة.
ممثـل المنظمـة الأوربيـة بالمغـرب (ج. جيـروم) دعـا إلـى إلى نبـذ الأفكار الراديكاليـة، ومعتبـرا إياه تهديـدا حقيقيـا لأمـن واستقـرار المجتمـع، وذلك بالتربيـة والممارسـة الديموقراطيـة، ملفتـا الانتبـاه إلى النموذج الأوربي القائـم علـى قيـم حقـوق الإنسان واحتـرام الأخـر مهـما تكـن قيـمه الثقافيـة والحضاريـة.
قدمـت تتيتيانا ترونزينا مـن جامعـة صوفيـا ببلغاريا في مداخلتها التربيـة علـى قيـم السلـم تجـربة بلغاريـا، قيـم التعايـش والتآلف بيـن الشعـب البلغاري رغـم اختـلاف اثنيـاته بيـن بلغارييـن ومسلميـن وأرمـن وأتراك ويهـود، ومعتبـرة أن التجـربة البلغاريـة في مجال الديمقراطيـة خلـق مجتمـع منسجم، يبنـي علـى علاقاتـه الإنسانيـة علـى قيـم المواطنـة التـي تضمـن حقـوق مختلـف الاثنيـات، وهـو ما اعتبـرته أساس التراص بيـن أبناء الشعـب البلغاري.
فـي كلمـة عبـد الواحـد بن داود ممثـل وزارة الأوقاف والشـؤون الإسلاميـة تحـدث فيهـا عن دور المؤسسـات الدينيـة بالمغـرب فـي التربيـة علـى قيـم السلـم واحتـرام الآخـر، وهي القيـم التـي اعتبـرها جوهـر العقيـدة الإسلاميـة. وكانـت أسـاس المناهـج التعليميـة الأصيلـة فـي المساجـد والكتاتيـب القرآنيـة، لأن تعاليـم الإسـلام تنـص علـى حمايـة الآخـر والتعايـش معـه بالتي هي أحسـن.
التعليقات (0)