مواضيع اليوم

دور القصيدة في بناء الإنسان

أحمد الشرعبي

2013-04-12 07:53:48

0

 دور القصيدة في بناء الإنسان . للكاتب/ إبراهيم أبو عواد .

 

إن البنية الاجتماعية في جسد القصيدة تنطلق من إيقاع الوجود البشري المحتوي على العواطف والأحلام ، والذي يترجم النشاطَ اللغوي إلى وهج شعري ذي صبغة معرفية . وهذا لا يعني تحول القصيدة إلى وعظ وإرشاد ، بل يعني تحولَ القصيدة من الإطار الأبجدي المحدود إلى تفاصيل الجوهر الإنساني بكل صراعاته ، وانتقالَ الثقافة اللغوية من الحالة الجمالية الضيقة إلى الصيغة النهائية الحاسمة للفعل الاجتماعي الذي يُحدِّد التفاعلاتِ الوجدانية ، ويُكوِّن حلولاً جذرية لأزمة الإنسان المنتمي إلى عالَم محصور في التناقضات ، ومحاصَر في الهويات المعرفية المتضاربة .
والإشكاليةُ الصادمة في النسق البشري العام هي تحول الفرد إلى آلة قامعة ومقموعة في نفس الوقت. وهذا التحدي الفلسفي يتطلب إيجادَ أبعاد جوهرية للقصيدة ، بحيث تصبح اللغةُ الشعرية هي التاريخ الحقيقي للإنسان، والقوة الدافعة لأحلامه، ورصيده الفعلي من المشاعر والذكريات . وهكذا تصبح القصيدةُ لافتةً رئيسية على طريق تحولات الفكر الإنساني، ووطناً دافئاً في المجتمعات العائشة في غربة الروح والجسد . ووفق هذا المنظور فإن قوة القصيدة ستتحول إلى قوة اجتماعية ناقدة تستمد شرعيتها من توهج الفكر الشِّعري، واحترام الشاعر لكينونته الأدبية، ورمزيةِ لغته ، ورمزيةِ ذاته بعيداً عن تصنيم ذات الشاعر وقصيدته( أي جعلهما صَنَمَيْن لا يَقبلان النقد). وبذلك نكون قد أنشأنا مجتمعاً قادراً على طرح الأسئلة والإجابة عليها دون خوف أو تحايل .
فالقصيدة تتيح للإنسان فرصةً ذهبية كي يقف أمام مرآة ذاته، ويعترف أمامها بنقاط ضعفه . وفي نفس الوقت فإن القصيدة تمنح الإنسانَ القدرة على تحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة ، لأن اللغة الشعرية _ بالأساس _ هي سلاحٌ يستخدمه الإنسان لقهر خوفه وضعفه ، وليست رايةَ استسلام. وسوف تظل هذه اللغة المتفردة بناءً اجتماعياً رمزياً يحتضن التكوين الفلسفي للخطاب الشِّعري العابر للحدود .

https://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات