مواضيع اليوم

دور العبادة والبلاده

Riyad .

2017-02-03 23:56:34

0

 دور العبادة والبلاده

في مجتمعات العقل النائم تنتشر دور العبادة كإنتشار النار في الهشيم فلا يكاد يخلو شارع واحد من وجود ثلاثة إلى اربعة مساجد بمساحاتِ مختلفة ، تلك المساجد تستنزف الطاقة وتتسبب في الهدر المائي والمالي فهي منشآت بحاجة لرعاية واهتمام وكثرتها عبء ، الهدر المائي والمالي يهون إذا قارناه بالهدر الفكري الذي تتعرض له المجتمعات ،الهدر الفكري يتمثل في نشر الجهل والتجهيل وتعزيز قُدسية التراث والتسليم الكامل لقال فلان عن علان رضي الله عنهما ، فضلاً عن نشر الإختلاف والكراهية والتشدد والتطرف و دغدغة عواطف الناس بعبارات كثيرة الدسم منزوعة المصداقية ، لو تأمل الفرد حال مرتادي تلك الدور لوجدهم بين حالين الحال الأولى عند دخولها والثانية عند الخروج منها ، تجدهم في الحالة الأولى فوضويين يلقون بأحذيتهم يمنة ويسره وكأنهم بلا عقول مُدركه تنسجم مع الحالة الثانية فوقوفهم صفاً واحداً بتناغم تام يُعطي للمشاهد صورة متناقضة فالفوضى تُحيط بالمدخل والإنضباط يُخيم على الداخل وتلك ثمرة من ثمرات الوعظ المتناقض مع الواقع .
انتشار دور العبادة ليست دليلاً على  إيمان المجتمع ورعايتها ليست دليلاً على التقوى وصلاح الراعي بل هي مؤشرات على الفوضى التي تغشى المجتمع ومؤسساته المختلفة ودليل دامغ على البلاده العقلية فمن يعتلي المنبر مُقدس ويستطيع بمكانته التي حاز عليها بواسطة جهل المجتمع وشهادة لحوم العلماء مسمومة سوق الناس كالقطيع الى المهالك ، منافذ الخير كثيرة وحصرها في إنشاء ورعاية دور العبادة المساجد بالتحديد يعني بالمنطق تهميش بقية الحاجات الأساسية للمجتمع ويعني ادلجة المجتمع بطريقة ناعمة فماله وجهده سيذهب لمنفذ واحد وبقية المنافذ كرعاية الارامل والمطلقات والعاطلين عن العمل تستجدي الخيرين يمنةَ ويسره ، لو كانت المساجد تصرف على ذاتها بذاتها كدور العبادة في الأديان الأخرى لكان الامر هيناً وبسيطاً لانها عندئذِ لن تُشكل عبء على المال العام والخاص وستخضع للمجتمع الذي سيراقب ويضبط من سيقوم عليها ، لطالما شكلت المساجد وسيلة أيديولوجية ذات تأثير كبير على العقول ولطالما شكلت وسيلة إبتزاز مالي وسياسي وعاطفي وهذه حقيقة لا ينكرها بالغ عاقل يمؤمن بسلامة المجتمع اياً كان ذلك المجتمع. 
المجتمعات في حقيقتها مجتمعات هادئة مؤمنة لكنها تتأثر وتؤثر تبعاً للظروف التي تعيشها هناك مجتمعات لا يوجد فيها دور عبادة غير المساجد تتعصب وتُفسق وتُكفر من يؤمن بما لا تؤمن به ، في تلك المجتمعات تنتشر المساجد وتتكاثر يوماً بعد يوم وغيرها من دور العبادة لا وجود له وإن وجد فقليل والعلل تختلف بإختلاف طبيعة تلك المجتمعات فهناك من يُحرم وهناك من يرى في كثرتها تهديد للغالبية المُسلمة ،تبريرات مُضحكة فالرب واحد وإن اختلفت طرق العبادة المؤدية إليه، المجتمعات بحاجة لتلك الدور ولغيرها بتناسق وتناسب يُراعي
الروحانيات والاحتياجات الأخرى بلا قيدِ أو شرط  .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات