لقد أتبت الشباب الليبي جدارته بتضحياته الجسيمة وتصميمه على إنهاء حكم أكبر طاغية دكتاتور عرفه التاريخ الحديث بعد هتلر وقد كللت هذه التضحيات بالنجاح . وقد سجل التاريخ المعاصر صفحات ناصعة من ذهب لهؤلاء الشباب . وأشادت وسائل الأعلام العالمية بالروح العالية التي تمتع بها شباب ليبيا. ولأول مرة في التاريخ تسابقت الصحف على نشر تفاصيل المعارك التي خاضها ثوار ليبيا وقد خصصت لها بعض الصحف العالمية على إختلاف توجهاتها عشرات الصفحات طوال السبعة شهرا الماضية . وأحتلت صدارة الصفحات الاولى والأولوية بين الأخبار العالمية الهامة . لقد ضحى شباب ليبيا بعشرات الألوف من الشهداء ومئات الألاف من الجرحي والمعوقين ولم يهن هذا من تصميمهم حتى تحقق هدفهم وهو الأطاحة بالطاغية الذي قضى إتنان وأربعين عاما في حكم ليبيا يتصرف فبها كمزرعة وكنز له ولأولاده دون مراعاة لمصالح الشعب الليبي . وفرض الخوف والذعر في قلوب الشعب بحيث لم يعد يسمع صوت غير صوته ولا يذكر إسم غير إسمه مقرونا بأوصاف العظمة والألقاب المضحكة التي أسبغها على نفسه .والأن وقد تكللت ثورة الشباب بالنجاح تتوجه ألأنظار إلى فترة ما بعد القذافي ودور الشباب لفرض إرادته وتحقيق أحلامه وإقامة نظام ديمقراطي ونشر العدل والمساواة بين الجميع .وشباب ليبيا مطالب اليوم بالأشراف بالمتابعة والمشاركة في النشاط السياسي وفي الحكومة لأرساء دعائم دولته . وعدم السماح للمتربصين بالحكم والألتفاف حول منجزات الثورة وهم كثيرون . ومن هؤلاء المتربصين باعادة البلاد إلى حكم الفرد والأستبداد الجماعات الأسلامية المتطرفة ودعاة الأقليمية البغيضة وكباررجال العهد القذافي المنهار الذي تقمصوا في توب الثوار للألتفاف على ثورة الشباب . ولأكون صريحا سأتعرض الى الذين ظهروا علينا متقمصين الثورية لجني ثمار الثورة الشبابية وأقتصر اليوم على شخصين الأول طلع علنا في الأعلام والجزيرة للمطالبة بحكم البلاد وهو الذي كان الرجل الثاني بعد القذافي وشارك في الثورة على النظام الملكي الدستوري وساهم في قمع الشعب وفرض النظام الذي إبتدعه كبيرهم لحكم ليبيا وفي نشر القمع والخوف بين الناس والفساد بين الطبقة الحاكمة . ولم يترك الحكم مع القذافي إلا بعد أن كبر أبناء القذافي وطردوه وبدأوا في الأستيلاء على السلطة والتخلص من مساعدي والدهم المقربين وإهانتهم وصفعهم في العلن . وتقاسموا وتولوا جميع السلطات في كل المجالات بقيادة والدهم الذي بدأ يتفرغ لتحقيق أحلامه بزعامة العرب والأفربقيين والعالم . أني لا زلت أذكر هذا الشخص الذي تقمص دور الثوار ويضع على صدره العلم الوطني الذي يحمل علم الملك إدريس في وسطه وهو الملك الذي ثار عليه هذا الشخص سنة 1969 . أذكره في الأسبوع الأول لأنقلاب ستمبر البغيض يوم خاطب متباهيا ومتغطرصا وشتم جميع المعتقلين من كباروأفاضل رجال ليبيا وأعيانها وخيارها وشرفائها وبعضهم من كبار السن من المجاهدين القدامى من رجال العهد الملكي في ساحة سجن بورتابنيتو واصما أياهم بدون حياء بكل صفات الفساد وسوء الأخلاق والخيانة . حتى إضطر عضوي مجلس الثورة الخويلدي والهوني بعد مغادرته السجن بالأعتذار عن سلوكه . واليوم يقول في الجزيرة دون حياء أن الشعب الليبي يحبه وأن حوالي 86 % من الشعب الليبي يؤيده لزعامة ليبيا بل وزاد عن ذلك بأن هذا نتيجة إستفتاء عام تم في شهر يوليو الماضي وهو بهذا يردد ما قاله القذافي عن نفسه. وأضاف إنه لم يخرج من ليبيا إلا بعد وعد المجلس الأنتقالي له بالمشاركة وبالكلام مباشرة للشعب الليبي الذي يتوق إلى زعامته . كما أضاف بأن خروجه من ليبيا دفع ترهونة وبعض المدن الأخرى والقبائل ومناطق الجبل الغربي إلى تأييد المجلس الأنتقالي بطلب منه ومسعاه الشخصي ووووووو...... أقول هذا وليس لدي أي كراهية أو عداء لهذا الشخص بل إني أقدر دوره بخروجه على القذافي في الأيام الأواخر من حكمه وعلى تاييده لثورة الشباب وللمجلس الأنتقالي . لكن كان على هذا الشخص أن يفهم أن دوره كمسئول إنتهى ويجب أن يقتصر على إبداء الرأي والنصيحة كغيره من مسئولي عهد ثورة الفاتح من ستمبر المنهار إذا طلب منهم ذلك . أما تمتيل الشعب والحكم فسيتولاه الشباب الذي بذلوا الروح غاليا من أجل تحرير البلاد من حكم القذافي البغيض .. هذا مثل للمتربصين بحكم ليبيا على حساب دمائ الشهداء من شباب ليبيا الطاهر . والشخص الثاني هو المدعي بولاية عهد ليبيا مع علمنا جميعا بوفاة أخر ولي عهد لليبيا الامير حسن الرضا رحمه الله وأن ولاية عهد الملك إدريس لم تكن بالوراثة ولكن بموافقة خاصة منه .وأن لقب الأمارة لا يورث ولوكان ذلك متاحا لما تردد أحفاد القرهمانلي في الأدعاء بذلك . ومع إحترامنا التاريخي وتقديرنا الكبير للعائلة السنوسية وأفرادها جميعا وفيهم عدد كبير غيره جديرين بتولي أعلى المسئوليات في العهد الجديد .وتقديرنا لدور الملك إدريس الريادي رحمه الله في إستقلال ليبيا الذي سيرسخ في تاريخ ليبيا وستتذكره الأجيال تلي الأجيال . إلا أن ليبيا بعد 17فبراير لن تعود لحكم الفرد سواء كان ملكيا أو جمهوريا بل يريد الشعب حكما ديمقراطية جمهوريا برلمانيا السلطة فيه للشعب وبالشعب والشئ الأخير الذي أود أن أبدي وجهة نظري فيه هو إصدار إعلان دستوري بحل اللجنة الشعبية العامة والمؤتمر الشعب العام وجميع اللجان الثورية والشعبية وجميع الهيئات الأعتبارية الرسمية مع إستمرار من يحمل وظيفة عامة منهم في عمله حتى يتقرر مصيره . وكذلك إصدار قرار يحظر على كل من تولى منصبا عاما أو مسئولية خاصة منذ الأول من ستمبر سنة 1969وحتى قيام ثورة 17 فبراير الترشح للبرلمان أو للوزارة للفترة البرلمانية الأولى ولفترة أربع سنوات على الأقل بعد تقديمهم جميعا دون إستتناء للمحاكم العادية او محاكم خاصة لهم كما تعهد بذلك السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الأنتقالي بتقديم نفسه للمحاكمة عن فترة الأربع سنوات التي عمل فيها كوزير مع القذافي . يشمل هؤلاء المسئولين الذين يجب تقديمهم للمحاكمة جميع الأمناء العامين وأعضاء اللجان الشعبية وكبار الموظفين من درجة وكيل وكبار ضباط و الجيش والأمن والصحفيين والكتاب الذي عرفوا بدفاعهم عن النظام المنهار . كما يجب وضع كل من عرف من هؤلاء جميعا بأرتكاب جرائم القتل والتعذيب والقمع في حق المواطنين تحت الأعتقال أو التحفظ في البيت حتى يتم تقديمهم للمحاكمة . بشير إبراهيم
التعليقات (0)