العالم اليوم تسيره الدعاية المكتوبة والمسموعة والمرئية التي تبتها أمريكا والدول الغربية الأستعمارية القديمة لرسم وتنفيد سياساتها للسيطرة على العالم وإمكانيااته الأقتصادية . وباقي حكومات العالم تسير مع هذه السياسات لأنها تخدم مصالحها أيضا . أما الشعوب فتجهل دقائق ما تجري ومضطرة لتصديق حكوماتها مكرهة أو إختيارا . قليل منا تساءل لماذا العراق وافغانستان هما مشكلة العالم في العقد ين الماضيين رغم ما حدث في العالم من أحداث أخرى تغيرت فيها قوى العالم رأسا على عقب . والسبب هو أننا نسير في ركاب السياسة الأمريكية والغربية وطنيا ودوليا . ولنبدأ بأفغانستات لماذا أفغانستان ؟ كثيرون يعتقدون ان ذلك راجع إلى موقعها الأستراتيجي من دول أسيا الوسطى الغنية بنفطها وموادها الأولية التي إستقلت عن الأتحاد السوفييتي , وهذا جزء من الحقيقة . ولكن الحقيقة الكبرى هو الأحتلال الروسي لافغانستان الذي ثم في غفلة من أمريكا وحليفاتها الدول الغربية . ولما كان الرد المباشر بالقوة مستحيلا لتوازن القوى النووية بين المعسكرين رسمت أمريكا والدول الغربية سياسة تتوير الشعب الافغاني وتجنيد المسلمين المتطرفين لمحاربة الأحتلال السوفييتي ومدهما بالعتاد والسلاح حتى التمالة . فقد دربوا وسلحوا الأفغان والمسلمين المتطرفين بأحدث الأسلحة الفتاكة وأنفقت عليهم عشرات البلايين دون رقابة مما مكن الشعب الافغاني من هزيمة الأتحاد السوفييتي . وبهزيمة الاتحاد السوفييتي أخذت أمريكا والدول الغربية تفكر في مصير الأسلحة الرهيبة والقوات المدربة التي أوجدتها في أفغانستان لهزيمة الاتحاد السوفييتي لانها إن تركت في أيادي الافغان والمسلمين المتطرفين فتستعمل ضدها في المنطقة والانظمة العميلة لها مما سيسفر عن تهديد المصالح الغربية في المنطقة الأسلامية كلها . ولهذا كان لا بد من تدمير هذه الأسلحة والقضاء على العناصر التي دربتها الدول الغربية . في الاول أعتقد إن صراع أمراء الحرب في أفغانستان سيقوم بمهمة تدمير الأسلحة التي تمتلكها العناصر المدربة من الافغانيين أما المسلمين المتطرفين فسيعودون ألى بلدانهم متفرقين وستقوم الانظمة الحاكمة في بلدانهم بتولي مهمة القضاء عليهم وتصفيتهم. ولكن الامور تطورت في أفغانستان . فقد إستطاعت حركة طالبان السيطرة على أفغانستان والقضاء على سلطات أمراء الحرب الذين تقاسموا مناطق أفغانستان بعد إنتهاء الاحتلال السوفييتي . وهذا خلق وضعا جديدا خاصة أن المسلمين المتطرفين الذين ساهموا في أنهاء الأحتلال السوفييتي عادوا إلى أفغانستان فيما عرف بعد ذلك بحركة القاعدة ورحبت بهم طالبان, مما جعل أمريكا الدول الغربية تغير من سياساتها وتعود ألى أفغانستان للقضاء على حركتي طالبان والقاعدة وتدمير أسلحتها والقضاء على العناصر التي دربتها الدول الغربية لأخراج السوفييت من أفغانستان . هذه هي مشكة افغانستان عناصر سلحتها ودربتها أمريكا وحلفاؤها للقضاء على الأحتلال السوفييتي وبعد أنتهاء هذه المهمة قامت أمريكا والقوى الغربية بحرب ضد طالبان والقاعدة للقضاء عليهما تجنبا لخطرها على المصالح الغربية في المنطقة . ولا زالت بقايا هذه الأسلحة الامريكية والعناصر المدربة غربيا تقاوم الأحتلال الغربي لأفغانستان .
ما العراق فقد مر بنفس المصير الذي تم في أفغانستان قامت أمريكا والدول الغربية بتسليح الدكتاتور صدام حسين ودربت قواته لوقف زحف الثورة الاسلامية الأيرانية بزعامة الأمام الخميني الذي أصبح يهدد المصالح الامريكية والغربية في المنطقة . وهكذا خاض صدام حريا إمتدت عقدا من الزمن ضد أيران كلفت ملايين الضحايا من الجانبين وقد إستطاع صدام وقف توسع وأمتداد الثورة الايرانية في المنطقة بفضل مساعدات الاسلحة والمعدات والمخابرات الامريكية التي كلفت أمريكا وحلفائها في المنطقة العربية عشرات البلايين من الدولارات . و بانتهاء الحرب العراقية الأيرانية وتحجيم الثورة الايرانية كان من الضروري تدمير الأسلحة التي زود بها نظام صدام حسين والقضاء على العناصر العسكرية التي ساهمت أمريكا في تدريبها لان بقاءها في أيدى صدام سيشجعه على التوسع يهدد وجود إسرائيل والقضاء المصالح الامريكية والغربية في المنطقة . ولهذا أحتل العراق وقضي على صدام حسين ولا زالت بقايا الأسلحة الأمريكية والغربية والعناصر التي دربتها أمريكا والقوى الغربية ترتكب أعمالها الأرهابية بحجة المقاومة الوطنية . لكن هل هذه السياسات الغربية نحو أفغانستان والعراق شرحت لشعوب العالم وطنيا ودوليا على حقيقتها ؟ وهل أدت وسائل الاعلام دورها في تنوير الراي العام الوطني و العالمي حولها ؟ الجواب لا بالطبع فما يجري في صالح الحكومات والانظمة القائمة الديمقراطية والدكتاتورية ووسائل الأعلام في كل أنحاء العالم برغم حريتها في دول العالم الديمقراطي تسيرها الحكومات وتنفذ سياساتها وتبرر أعمالها . ولهذا رغم ما يجري في العراق من أعمال حربية وإجرامية لم تجرأ السلطات الرسمية الحكومية في امريكا واوربا ووسائل الأعلام أعطاء أية معلومات عن مصدر أسلحة طالبا ن والقاعدة والمقاومة في العراق أو من درب مقاتليها هذا التدريب العالي المستوى لانها تعرف أن هذه الجهات التي مدتها بالسلاح ودربتها هي أمريكا والدول الغربية نفسها . وختاما أن ما ذكر أعلاه هو سبب الحروب في أفغانستان والعراق وليست حماية أمن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية كما نسمع في التصريحات الرسمية ووسائل الاعلام الغربية .
التعليقات (0)