مواضيع اليوم

دور الاعلام في الصراع الهندي الباكستاني

طالبه تخشى الموت

2010-11-26 02:00:25

0

بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ الصراع
مقدمة:
ولدت باكستان من رحم الهند لتعطي المسلمين عنوانا قوميا لوجودهم في شبه القارة، وكأنها جاءت لتصيغ الصراع -الذي أقامه الاستعمار على عوده بين المسلمين والهندوس ما أن أطلت بوادر الاستقلال- صياغة الصراع بين دول، والحقيقة أن محطات الصراع ومتغيراته ووجود الدولتين لم تغير جوهره الحقيقي وجزءه المفتعل، الحقيقي هو صراع ديني شاخص دائما في بنية الكيانين لأن الاستقلال قام على أساسه ولن يحل إلا بإعادة رسم ودية للعلاقة بين المسلمين والهندوس في القارة بأسرها، والجزء المفتعل هو مصالح الدول الكبرى وتناقض مصالح الدول الإقليمية، التي تقع ضحية له دائما دول العالم الثالث، مع استثناء وفارقة خاصة تميز صراع شبه القارة، أنه يحمل في طياته الفقر والمرض والتخلف, وأن طرفي الصراع ينفقان من قوت شعبهما ليحافظا على وجود كيانهما.
وبنفس السياق الديني المنفعل والمهيمن انطبعت بروح الصراع -إذا كان للصراع روح- ملامح النخبة من الرؤساء والشخصيات والمفكرين في البلدين، فبورصة البطولة والوطنية والشعبية هبوطا وصعودا مرتبطة بمفرداته، تلك المفردات التي تجسدت كاملة في كشمير.فكشمير ذات الأغلبية المسلمة كان من المفترض أن تكون جزءا من باكستان، دولة مسلمي شبه القارة بحسب قرار التقسيم، وكان من المفترض أن تحظى بحق تقرير المصير بحسب قرارات الأمم المتحدة، ومن المفترض أنها منطقة متنازع عليها بحسب القانون الدولي، مما يحتم على باكستان والهند التفاوض الجاد بشأنها بناء على هذا الأساس أو إحالتها لمحكمة دولية كي تفصل بالأمر.
فالأمور لم تجر وفق أي من الخيارات السلمية السالفة الذكر، اللهم إلا تلك اللقاءات المحكومة بظروف ومصالح آنية تثقل كاهل القضية بقرارات واتفاقات ووثائق وظفت لمصلحة تعقيد الصراع لا تخفيفه وتحجيمه، وكان وما زال لدى البلدين من الأزمات والمشاكل الداخلية ما يكفي لتعليقها على شماعة الصراع وبالتالي تأجيجه بمبرر وبغير مبرر. وإذا أضفنا إلى ذلك ما تختزنه الذاكرة من حروب اندلعت بين البلدين، التي ما زالت ثاراتها وراياتها حاضرة ورافدا للخيال العسكري الهندي والباكستاني لسباق محموم للتسلح، أقلق العالم وأرعبه لأن أي انعدام في ميزان القوى بينهما ولا سيما في الأسلحة التقليدية منها، سيجعل استخدام الأسلحة النووية أمرا متاحا، مما سيعرض البلدين لا بل العالم بأسره لمخاطر كارثة كونية لا سابقة لها.
والآن وبعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وتدويل مكافحة الإرهاب حظيت قضية كشمير، التي هي جوهر الصراع ولبه بحظ وافر من الضغط الدولي ولا سيما الأميركي لاستيعاب الأزمة الأخيرة التي نشبت بين البلدين على إثر العملية العسكرية ضد البرلمان الهندي وما تلاها من تداعيات، والحقيقة أن الضغط قد انصب على الطرف الأضعف فقط باكستان، واستهدف إجبارها على تقديم تنازلات أبرزها الشروع في تفكيك خريطة الأحزاب الكشميرية بما يحد من التسرب الإرهابي تحت عباءتها -كما هو في المفهوم الأميركي- إلى المنطقة، وبما يرضي الطرف الأقوى الهند وبما يتناسب مع المعادلة الإستراتيجية الأميركية المقبلة للمنطقة، والتي بدأت بأفغانستان ولم تنته فصولها بعد.

إستقلال الدولتين:
أصدر البرلمان البريطاني في 17 يوليو/ تموز 1947 قانون استقلال الهند الذي أنهى الحكم البريطاني لها، وتم تنفيذ القرار في 15 أغسطس/ آب من العام نفسه. وأوعزت بريطانيا بعد انسحابها إلى تلك الإمارات التي كانت تحكمها في الهند بأن تنضم إما إلى الهند أو باكستان وفقا لرغبة سكانها مع الأخذ بعين الاعتبار التقسيمات الجغرافية في كل إمارة، وتكونت تبعا لذلك دولتا الهند وباكستان، غير أن ثلاث إمارات لم تتخذ قرارا بهذا الشأن هي حيدر آباد وجوناغاد وكشمير، ثم قرر حاكم إمارة جوناغاد المسلم أن ينضم إلى باكستان رغم وجود أغلبية هندوسية في الإمارة، وأمام معارضة هذه الأغلبية لقرار الحاكم دخلت القوات الهندية وأجرت استفتاء انتهى بانضمامها إلى الهند، وحدث الشيء نفسه في ولاية حيدر آباد حيث أراد حاكمها المسلم أن يظل مستقلا بإمارته ولم تقره الأغلبية الهندوسية في الولاية على هذا الاتجاه فتدخلت القوات الهندية في 13 سبتمبر/ أيلول 1948 مما جعلها ترضخ للانضمام إلى الهند.
أما كشمير فقد كان وضعها مختلفا عن الإمارتين السابقتين، فقد قرر حاكمها الهندوسي هاري سينغ -بعد أن فشل في أن يظل مستقلا- الانضمام إلى الهند متجاهلا رغبة الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانية السابقة في التقسيم. وقد قبلت الهند انضمام كشمير إليها في حين رفضت انضمام الإمارتين السابقتين إلى باكستان بناء على رأي الحاكمين بهما، وخاف من رد فعل الأغلبية المسلمة في إمارته فعرض معاهدتين على كل من الهند وباكستان لإبقاء الأوضاع كما كانت عليه وللمحافظة على الاتصالات والإمدادات، فقبلت باكستان بالمعاهدة في حين رفضتها الهند،الأمر الذي دفع الكشميريين المسلمين في مقاطعة "بونش" الواقعة في الجزء الأوسط الغربي للقيام بثورة مسلحة ساعدتهم فيها باكستان، وأعلن الثوار إقامة أول حكومة لـ "آزاد كشمير" أو كشمير الحرة,ومن ثم راحت الأمور تتطور سريعا باتجاه الحرب.
الحرب الأولى:
تطورت الأحداث بعد ذلك سريعاً، فاندلع قتال مسلح بين الكشميريين والقوات الهندية عام 1947ففي أغسطس رد الهندوس المتعصبون المدعومون من قبل حكومة الولاية وبخاصة في جامو التي كان بها أغلبية مسلمة قبل أن تتحول إلى أقلية بمذابح جماعية ضد مسلمي الولاية مما أدى إلى قتل حوالي 200 ألف مسلم وفرار الكثير منهم إلى منطقة "آزاد كشمير".وفي 23 أكتوبر دخل رجال مسلحون من قبائل الباتان في شمال غرب باكستان إلى كشمير للدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد الهندوسي.وفي 24أكتوبر أرسل المهراجا سينغ يطلب المساعدة العسكرية من الهند فاشترطت عليه إعلان الانضمام إليها أولا فوافق على ذلك.
وفي27 أكتوبر أعلنت الهند موافقتها الرسمية على انضمام جامو وكشمير إليها، وأمرت قواتها النظامية بالتدخل المباشر في هذا النزاع.و رد الحاكم العام لباكستان محمد علي جناح على التدخل الهندي بإصدار أوامره إلى الجنرال "جراسي" القائد البريطاني المؤقت للقوات الباكستانية لإرسال قوات باكستانية إلى كشمير. وفينوفمبر اجتمع الحاكم العام للهند اللورد "مونباتن" -بعد أن اعتذر رئيس الوزراء الهندي نهرو لمرض ألم به- مع محمد علي جناح في أول مباحثات هندية باكستانية بشأن كشمير، وقدم جناح في هذا الاجتماع اقتراحات تدعو إلى وقف إطلاق النار وسحب القوات الهندية ورجال القبائل الباكستانيين في وقت واحد من أراضي ولاية جامو وكشمير على أن تتولى الهند وباكستان إدارة الولاية ويجرى استفتاء تحت إشراف البلدين المباشر. فرفضت الهند هذه المقترحات، واستمر القتال بين الطرفين طوال شتاء وربيع عام 1948. وفي أواخر مارس/آذار 1948 اشتركت القوات النظامية الباكستانية في القتال. وفي يناير 1948 احتجت الهند رسميا لدى الأمم المتحدة على ما أسمته بالاعتداء الباكستاني على أراض انضمت إلى الهند قانونيا، وذلك بالإحالة إلى المادتين 34 و35 من الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة عن "الحل السلمي للنزاعات". و في مايو تمكنت القوات الباكستانية من تحقيق بعض الانتصارات العسكرية واستبسلت في الدفاع عن قطاع "مظفر آباد" مما اضطر القوات الهندية للتوقف وأصبح القتال متقطعا ومتأثرا بالنشاط الدبلوماسي للدولتين في الأمم المتحدة.
نتائج الحرب
توقف إطلاق النار بين الدولتين بعد وساطة من الأمم المتحدة،حيث أصدر مجلس الأمن قرارا في 13/8/1948 ينص على وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء لتقرير مصير الإقليم وأصبح وقف إطلاق النار نافذ المفعول في أول يناير/كانون الثاني 1949، وانقسمت كشمير إلى جزأين الأول خاضع للسيادة الهندية ويسمى جامو وكشمير بعاصمته سرينغار، والثاني تسيطر عليه باكستان وعاصمته مظفر آباد. وقد هدأت الأوضاع نسبيا على الحدود لكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. فبعد سنوات عاد التوتر وتصاعدت وتيرة الأحداث لتفضي إلى الحرب الثانية عام 1965.
الحرب الثانية:
توتر الموقف بين البلدين بصورة خطيرة عامي 1963/1964 بعد اضطرابات طائفية بين المسلمين والهندوس في كشمير، ثم وصلت الأزمة إلى حافة الحرب في ديسمبر 1964 بعدما أعلنت الهند إغلاق باب التسوية السياسية وإلغاء الوضع الخاص بكشمير مما فجر الحرب عام 1965.وبدأت شرارة الحرب الثانية بين الهند وباكستان أول يناير 1965 بالنزاع على منطقة "ران كوتش" التي تعني في اللغة الهندية أرض المستنقعات، وهي منطقة ليس لها قيمة إستراتيجية أو اقتصادية. ثم تكررت المناوشات العسكرية في مناطق أخرى حتى اندلعت الحرب الشاملة بينهما ففي4-5 أبريل 1965 انتقل الهجوم الهندي من منطقة ران كوتش إلى المواقع الباكستانية في أقصى الشمال الغربي لكشمير، وتكرر الهجوم نفسه بعد ثلاثة أيام وتمكنت القوات الباكستانية من صد الهجومين.
وفي9 أبريل 1965 انتقلت القوات الباكستانية من دور الدفاع إلى الهجوم، فأغارت على بلدة "سردار بوست" بجوار قلعة "كنجاركوت" ونجحت في الاستيلاء على المواقع الهندية بها، مما أجبرها على التراجع إلى الخلف تاركة بعض عتادها.و في24 أبريل 1965 توسعت باكستان في هجماتها على المواقع الهندية وبخاصة بين بلدة "شدبت" وبلدة "بياربت" مستخدمة بعض الأسلحة الأميركية والدبابات للمرة الأولى. وقد حاولت الهند استعادة هذه الأماكن التي استولت عليها باكستان لكنها لم تستطع.و في8 مايوحشدت الهند قواتها في البنجاب ودعمتها بالمدرعات واتخذت أوضاعا هجومية، وسارعت باكستان بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
و في30 يونيو نجحت وساطة دولية قام بها رئيس وزراء بريطانيا هارولد ولسن في تخفيف حدة التوتر والتوصل إلى اتفاق نص على وقف إطلاق النار في ران كوتش وانسحاب الحشود العسكرية في البنجاب إلى الخلف والعودة إلى حالة ما قبل الحرب.و في5 أغسطسعاد التوتر من جديد إلى حدود البلدين، وعبر متسللون باكستانيون مسلحون بأسلحة خفيفة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة خط وقف النار داخل كشمير وحاولوا الاستيلاء على السلطة في سرينغار عاصمة ولاية جامو وكشمير التي تسيطر عليها الهند وتكوين مجلس ثوري يطلب المساعدة المباشرة من باكستان ليكون ذلك ذريعة لتدخل القوات الباكستانية النظامية إلى الولاية، لكن خططهم هذه باءت بالفشل.
و في سبتمبر شنت باكستان هجوما قويا استخدمت فيه المدرعات في منطقة "شامب" جنوب غرب كشمير، ونجح هذا الهجوم في دفع القوات الهندية إلى الخلف، واستولت القوات الباكستانية على مدينة "أخانور" على مسافة حوالي 20 ميلا داخل الأراضي الهندية.و في3 سبتمبر اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا دعا فيه الهند وباكستان إلى وقف الحرب فورا واحترام خط وقف إطلاق النار وانسحاب جميع الأفراد المسلحين والتعاون مع المراقبين العسكريين للأمم المتحدة في الهند وباكستان للإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار.و في6 سبتمبرلم تحترم الهند القرار السابق وسارعت بشن هجوم واسع النطاق على الجبهة الغربية بأكملها وبخاصة في منطقة البنجاب ومدينتي لاهور وسيالكوت.
وفي9 سبتمبر فشلت مهمة السكرتير العام للأمم المتحدة الرامية إلى وقف الحرب بين البلدين وعاد من الهند وباكستان دون أن تسفر جهوده عن شيء. وفي غضون ذلك وجهت الصين إنذارا شديدا إلى الهند وهددتها بالاشتراك الفعلي في الحرب إذا لم تستجب لنداءات المجتمع الدولي بوقف الحرب، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الإنذار وقالت "إن الصين لا يمكنها أن تهاجم الهند دون أن تتعرض للردع الأميركي".و في20 سبتمبر عاد مجلس الأمن وأصدر قرارا جديدا بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيشين إلى ما قبل الخامس من أغسطس/آب 1965. وقبلت الدولتان هذا القرار اعتبارا من 23 سبتمبر 1965.
نتائج الحرب
توقفت الحرب بين البلدين بعد مباحثات السلام التي تمت بينهما برعاية الاتحاد السوفياتي في العاصمة الأوزبكية طشقند في يناير 1966 والتي أسفرت عن التوقيع على "اتفاقية طشقند". وقد أبرزت هذه الحرب عدة حقائق منها أن تصعيد القتال في كشمير يمكن أن يستدرج الدولتين إلى حرب شاملة، وأنه لم يعد التهديد الصيني للهند ذا بال بسبب الردع الأميركي والتأكيد على أنها لن تسمح لبكين بالاشتراك في هذا النزاع.
اتفاقية طشقند 1966:
كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية على أشدها في منتصف الستينيات وخشيت موسكو من استغلال الاضطرابات الإقليمية في آسيا الوسطى لصالح المعسكر الغربي أو لصالح الصين التي لم تكن على وفاق متكامل معها آنذاك، فحاولت التدخل بقوة في الصراع الدائر بين الهند وباكستان بشأن كشمير ورتبت لمؤتمر مصالحة بينهما عقد في يناير 1966 بطشقند، وأجتمعرئيس وزراء الهند ورئيس باكستان في طشقند، واستقر رأياهما على تحسين العلاقات بين الهند وباكستان, يعلنان بمقتضى هذا عزمهما الأكيد على إعادة العلاقات السلمية بين البلدين والعلاقات الودية الأخوية بين الشعبين الصديقين. وهما يعتبران تحقيق هذه الأهداف ذا أهمية حيوية من أجل خير مئات الملايين في الهند وباكستان.وقد اتفقا على أن يبذل كلا الجانبين جهده لخلق علاقات حسن الجوار بين الهند وباكستان وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وهما يؤكدان من جديد التزاماتهما بمقتضى هذا الميثاق بعدم الالتجاء إلى استعمال القوة وأن يسويا الخلافات بينهما بالوسائل السلمية.
وهما يعتبران أن مصالح السلام في منطقتهما، وعلى الأخص في شبه القارة الهندية الباكستانية، بل وفي الواقع بالنسبة لمصلحة شعبي الهند وباكستان لا يمكن أن يخدمها التوتر المستمر بين الدولتين. وعلى ضوء ذلك نوقشت مشكلة جامو وكشمير وأبدى كل منهما موقفه نحوها.وقد اتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على انسحاب جميع القوات المسلحة التابعة لكلا الدولتين إلى موعد غايته 25 فبراير إلى مواقعهما قبل 5 أغسطس 1965، وعلى أن يحترم كلا الطرفين شروط وقف إطلاق النار وخط وقف إطلاق النار. واتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على أن تقوم العلاقات بين الهند وباكستان على أساس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.
كذلك اتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على عدم تشجيع أية دعاية ضد الدول الأخرى، وتشجيع الدعاية التي من شأنها تنمية العلاقات الودية بين البلدين.كما اتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على عودة المندوب السامي الهندي في باكستان والمندوب السامي الباكستاني في الهند إلى مقر وظيفتيهما، وعلى عودة العلاقات الدبلوماسية العادية بين البلدين، وأن تنفذ كلتا الدولتين معاهدة جنيف الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية.واتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على بحث إجراءات إعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية والتبادل الثقافي بين الهند وباكستان، وأن تتخذ الإجراءات لتنفيذ الاتفاقيات القائمة بين الهند وباكستان.
واتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على إصدار تعليماتهما إلى السلطات المعنية في كل منهما لتبادل أسرى الحرب.واتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على أن يستمر الجانبان في عقد اجتماعات على أعلى المستويات وعلى غيرها من المستويات لبحث كل ما يهم البلدين مباشرة من موضوعات. وقد اعترف الجانبان بضرورة إنشاء هيئات هندية وباكستانية مشتركة لتقديم التقارير إلى الحكومتين لتقرير ما يجب اتخاذه من خطوات تالية.واتفق رئيس وزراء الهند ورئيس باكستان على الاستمرار في بحث الموضوعات الخاصة بمشاكل اللاجئين والقضاء على الهجرة غير القانونية. كما اتفقا على إعادة الممتلكات والأموال التي استولى عليها الطرفان أثناء الحرب.وبعد مفاوضات مضنية بينهما توصل الطرفان إلى تأجيل بحث ومناقشة قضية كشمير إلى وقت آخر، وبوفاة رئيس الوزراء الهندي شاستري المفاجئة إثر نوبة قلبية انتهى المؤتمر إلى الفشل.
الحرب الثالثة:
هي حرب الأسبوعين أو الحرب الخاطفة التي أدت في أواخر عام 1971 إلى فصل باكستان الشرقية عن الغربية وقيام جمهورية بنغلاديش.وبدأت الحرب بتصعيد سياسي صحبته عمليات عسكرية محدودة على الحدود استمرت ثمانية أشهر قبل أن يحدث الهجوم الشامل،ففي23 نوفمبر1971 أعلن الرئيس الباكستاني يحيى خان حالة الطوارئ عقب أول هجوم هندي ذي شأن.و في أول ديسمبرقطعت الهند -بمساعدة "الموكيتي باهييني" (أي فدائيو بنغلاديش)- خطوط السكك الحديدية بين العاصمة داكا وخولنا وشيتا كونغ الميناءين الرئيسيين على خليج البنغال وكوميلا قرب الحدود الشرقية.
وفي2 ديسمبر شنت القوات الهندية الجوية ضربات مركزة استهدفت مطارات وطائرات باكستان، واستمر القصف طوال يومي 2 و3 حتى دُمرت معظم الطائرات الباكستانية وفرضت الهند سيطرتها الجوية في سماء باكستان الشرقية.و في5 ديسمبر أغرقت مجموعة قتال بحرية هندية المدمرتين الباكستانيتين خيبر وشاه جيهان، كما أعطبت سفينتين أخريين في معركة بحرية على بعد 20 ميلا من كراتشي، وأغرقت غواصة باكستانية وعلى متنها بحارتها الثمانون في خليج البنغال.وفي6 ديسمبر ضربت الهند بلدة "جيسور" تمهيدا لانتقال حكومة بنغلاديش إليها من منفاها في كلكتا، وانقسم إقليم شيتا كونغ في الشرق إلى شطرين، واستطاعت القوات الهندية أسر السفينتين الباكستانيتين "مينيلوف" و"مينيليدي". ولم ينته ذلك اليوم إلا وقد أمر الجنرال نيازي قائد القوات الباكستانية الشرقية قواته بالانسحاب الإستراتيجي العام. وحاول مجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه وللمرة الثانية خلال 24 ساعة استصدار قرار يدعو الهند وباكستان إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات المسلحة لكل منهما من أراضي الطرف الآخر، لكن الاتحاد السوفياتي حال دون ذلك باستعماله حق النقض "الفيتو". وكان هذا "الفيتو" بعدما رفض المجلس مشروع قرار للاتحاد السوفياتي يتضمن دعوة باكستان لوقف أعمال العنف في باكستان الشرقية.
وفي8 ديسمبر أحيلت القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا يتمتع أي من الدول بحق النقض، فأصدرت قرارا بعد 24 ساعة يفرض على الهند وباكستان وقف إطلاق النار فورا وسحب القوات العسكرية من الأراضي التي احتلتها كل منهما. ولكن هذا القرار ظل دون تنفيذ وسارت الحرب الهندية الباكستانية حتى نهايتها.وفي10 ديسمبر ما إن اتخذت القوات الباكستانية المنسحبة مواقعها حول داكا حتى بادرتها القوات الجوية الهندية بقصف شديد أدى إلى استسلام ألفي جندي وضابط باكستاني.و في 14 ديسمبر وصلت طلائع الأسطول السابع الأميركي إلى خليج البنغال تتقدمها حاملة الطائرات الذرية "إنتر برايز" قادمة عبر مضيق ملقا وذلك سعيا منها لوضع حد لهذه الحرب المستعرة، ولكن بعد فوات الأوان، فقد أعلنت رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي أن "داكا مدينة حرة في وطن حر".و في16 ديسمبر وقع قائد القوات الباكستانية الجنرال نيازي وثائق الاستسلام في داكا وتسلمها منه قائد القوات الهندية الجنرال أورورا.
نتائج الحرب
انتهت الحرب بعد أن فقدت باكستان جزأها الشرقي ولم يستطع الرئيس يحيى خان مواجهة الغضب الشعبي فقدم استقالته في 20 ديسمبر 1971 ليخلفه الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو. وقد كبدت الحرب الثالثة باكستان خسائر فادحة كان أهمها انفصال شطرها الشرقي كدولة جديدة عرفت باسم جمهورية بنغلاديش.
اتفاقية شملا 1972 :
عقدت حكومة باكستان وحكومة الهند العزم على أن يضع البلدان حدا للنزاع والمواجهة اللذين أفسدا علاقاتهما، وأن يعملا على تعزيز علاقات الود والتآلف وعلى إقامة سلام دائم في شبه القارة، لكي يتسنى للبدلين، من الآن فصاعداً، تكريس مواردهما وطاقاتهما للمهمة الملحة التي تتمثل في تعزيز رفاهية الشعبين.وتحقيقاً لهذه الغاية، اتفقت حكومة باكستان وحكومة الهند على ما يلي:
(أ‌) أن تكون المبادئ والأغراض المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة هي التي تحكم العلاقات بين البلدين.
(ب‌) إن البلدين قد عقدا العزم على تسوية خلافاتهما بالطرق السلمية، من خلال المفاوضات الثنائية أو أي طرق سلمية أخرى يتفق عليه الجانبان فيما بينهما، وإلى حين التسوية النهائية لأي مشكلة من المشكلات بين البلدين، لا يغير أي طرف الوضع من جانب واحد، ويمنع الجانبان تنظيم أو مساعدة أو تشجيع أية أعمال تكون ضارة بعلاقات الود والتآلف.
(ت‌) إن الشرط الأساسي للوفاق وحسن الجوار والسلام الدائم بينهما هو أن يلتزم البلدان بالتعايش السلمي، واحترام سلامة أراضي وسيادة كل منهما، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
(ث‌) أن تسوى القضايا الأساسية وأسباب النزاع التي أفسدت العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الخمس والعشرين الأخيرة بالطرق السلمية.
(ج‌) أن يحترم كل طرف على الدوام، الوحدة الوطنية للطرف الآخر، وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسي، ومساواته في السيادة.
(ح‌) أن يمتنع كل طرف، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة, عن التهديد باستخدام القوة أو عن استخدامها ضد سلامة أراضي الطرف الآخر واستقلاله السياسي.
(ط) سوف تتخذ الحكومتان جميع ما بوسعهما من خطوات لوقف الدعاية المعادية ضد بعضهما البعض. وسوف يشجع البلدان نشر المعلومات التي من شأنها تشجيع تطور العلاقات الودية فيما بينهما.
(ي) ولإعادة العلاقات وتطبيعها بالتدريج بين البلدين، خطوة خطوة، اتفق على ما يلي:
1. تتخذ الخطوات لاستئناف الاتصالات البريدية، والبرقية، والبحرية والبرية، بما في ذلك منافذ الحدود، الاتصالات الجوية بما في ذلك الطيران فوق أراضي كل منهما.
2. تتخذ الخطوات المناسبة لتعزيز تسهيلات السفر بالنسبة لمواطني البلد الآخر.
3. سوف تستأنف التجارة والتعاون في المجالات الاقتصادية والمجالات الأخرى التي يتفق عليها بقدر الإمكان.
4. سوف يتم تشجيع التبادل في مجالات العلم والثقافة. وفي هذا الصدد سوف تجتمع وفود البلدين، من حين لآخر، للاتفاق على التفاصيل اللازمة.
(ك) وللشروع في عملية إقامة سلام دائم، اتفقت الحكومتان على:
1. أن تنسحب القوات الباكستانية والقوات الهندية إلى جانب كل منهما على الحدود الدولية.
2. أن يحترم الجانبان خط السيطرة الذي أسفر عنه وقف إطلاق النار في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1971، في كل من جامو وكشمير، دون إخلال بالوضع المعترف به لكلا الجانبين، وألا يسعى أي من الجانبين إلى تغييره من جانب واحد مهما كانت الاختلافات فيما بينهما ومهما كانت التفسيرات القانونية، كما يتعهد الجانبان بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها فيما ينتهك هذا الخط.
3. تبدأ عمليات الانسحاب بمجرد سريان هذه الاتفاقية وتتم خلال مدة ثلاثين يوماً من ذلك.
(ل) تخضع هذه الاتفاقية لتصديق البلدين طبقاً للإجراءات الدستورية بكل منهما، ويبدأ نفاذها اعتباراً من تاريخ تبادل وثائق التصديق.
(م) تتفق الحكومتان على أن يجتمع رئيساهما مرة أخرى في وقت ملائم يتفق عليه الجانبان في المستقبل، وعلى أن يجتمع ممثلو الجانبين، في هذه الأثناء، لمناقشة الطرق والترتيبات الأخرى اللازمة لإقامة سلام دائم ولتطبيع العلاقات، بما في ذلك المسائل المتعلقة بتبادل أسرى الحرب والمعتقلين المدنيين، وتسوية سلمية لجامو وكشمير واستئناف العلاقات الدبلوماسية.
جهود التسوية السلمية:
شهدت القضية الكشميرية محاولات للتسوية بالوسائل السلمية بعد أن فشلت المحاولات العسكرية في تحقيق ذلك. وأبرز هذه المحاولات في بداية الأزمة من الأمم المتحدة التي عرض مجلس الأمن الدولي فيها عبر القرارات التي صدرت عنه في 12أبريل 1948 و13 أغسطس 1948 و5 يناير 1949 توصيات حاول من خلالها أن يتخذ موقفا سياسيا وسطا للتقريب بين الفرقاء، فعرض خطته للحل والتي اشتملت على ثلاث نقاط:
• انسحاب القوات العسكرية من كشمير.
• إجراء استفتاء شعبي.
• تنصيب حكومة انتقالية في كشمير للإشراف على الوضع.
رفضت الدولتان العديد من بنود خطة المجلس ونظرت كل منهما إلى هذه الخطة على النحو التالي:

1- اعتبرت الهند قضية انضمام كشمير إليها أمرا يخصها هي وحدها والشعب الكشميري فقط دون الحاجة إلى تدخل طرف ثالث، وكانت باكستان تعتبر نفسها على قدم المساواة مع الهند فيما يتعلق بهذا الموضوع.
2- رأت باكستان أن يعهد للأمم المتحدة كل ما يتعلق بتنظيم ومراقبة الاستفتاء الشعبي المقترح إجراؤه في حين رفضت الهند هذا الأمر.
3- رفضت الهند انسحاب جيشها من كشمير في حين وافقت باكستان على ذلك شريطة أن يتم بالتزامن مع الانسحاب الهندي.

4- اختلفت الدولتان على الإدارة التي ستتولى تنظيم شؤون الإقليم أثناء تنظيم الاستفتاء، فقد اقترحت الهند اسم الشيخ عبد الله في حين اعترضت باكستان وشككت في ولائه واقترحت أن تتولى ذلك الأمم المتحدة.
وبسبب هذه الخلافات أصبحت معظم جهود التسوية السلمية سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو عبر الوساطات الدولية غير ذات جدوى تماما كما كان الحال في المفاوضات الثنائية التي جرت بين البلدين في الأعوام 1953 و1955 و1960 و1962 و1962/1963 و1972.. إلخ.وقد عاد التوتر إلى الأجواء بعد اتهام الهند لبعض الجماعات الكشميرية التي تتخذ من باكستان مقرا لها بالضلوع في الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي في ديسمبر/ كانون الأول 2001 والذي أدى إلى مقتل 13 شخصا منهم المهاجمون الستة، وطالبت بتفكيك بعض جماعات المقاومة الكشميرية التي تعتبرها الهند إرهابية خاصة جماعتي لشكر طيبة وجيش محمد، ثم تطورت الأحداث وحشدت الدولتان بعض وحداتهما العسكرية على الحدود الأمر الذي خشيت الولايات المتحدة من أن يؤدي إلى انشغال الجيش الباكستاني بتلك الأزمة عن الدور الذي يقوم به ضمن المخطط الأميركي للقضاء على تنظيم القاعدة والقبض على أسامة بن لادن ومراقبته للحدود الأفغانية الباكستانية الطويلة، وهو ما يجعل بعض المراقبين يتوقعون -على الأقل في الوقت الراهن- ألا تنزلق الأحداث بين الجارتين إلى حرب شاملة.
وهناك في الوقت الحاضر عدة بدائل لإقرار تسوية لذلك النزاع بين الدولتين بعد أن مضى عليه أكثر من ثلث قرن:
• - إجراء استفتاء في كل كشمير على أن يسبقه انسحاب معظم قوات الدولتين ولكن العقبة في ذلك أن الهند ترفض الجلاء عن المنطقة التي سيطرت عليها.
• - ضم منطقة جامو الهندية ولاداخ البوذية إلى الهند من ناحية وضم بالستيان وجلجلت المسلمتين إلى باكستان وإجراء استفتاء في باقي المناطق فال وبونش.
• - استقلال كشمير وظهورها كوحدة سياسية مستقلة .
• - إشراف الأمم المتحدة بنوع ما على كشمير أو على منطقة فال تاركة باقي الإقليم على ما هو عليه الآن.
- تقسيم كشمير على أساس خط وقف إطلاق النار في سنة 1949م بين الهند وباكستان وقد أبدى نهرو في سنة 1956 تأييده لهذا الرأي.
التسابق النووي:
أما الحرب الرابعة المتوقعة والتي يتخوف العالم من اندلاعها، فهي – إن وقعت – سوف تختلف شكلاً ومضموناً عما سبقها من حروب نتيجة التطور الشديد في الأسلحة، والتسابق النووي الذي خاضته الدولتان في السنوات الأخيرة.ففي مايو 1974م بدأت الهند معركتها التكنولوجية بإجراء اختبار نووي في صحراء راجستان، لتعلن بذلك أنها اكتسبت المكانة النووية العسكرية تحت شعار سلمي،و في31 ديسمبر 1988تم توقيع البلدين اتفاقية عدم الاعتداء على المنشآت النووية لكل منهما.و في أكتوبر1989 أعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال ميرزا أسلم بيك نجاح التجارب الباكستانية في إطلاق صاروخها البالستي الأول حتف (1) وحتف (2) ، وأجرت الهند تجارب لصورايخها البالستية المهيأة لحمل رؤوس نووية، و في فبراير1992أعلنت باكستان امتلاكها للمعلومات والتقنيات الكاملة لتصنيع القنبلة النووية لكنها عبرت عن عدم رغبتها في القيام بذلك ، وبدأت تظهر نتائج السباق النووي بين الدولتين عام 1994م، حين أعلن نواز شريف (رئيس وزراء باكستان السابق) في لقاء جماهيري في الشطر الباكستاني من كشمير أن باكستان لديها القنبلة النووية، وأسرعت باكستان تنفي الخبر، حيث كان نواز شريف وقتها (رئيس وزراء سابق).
ولكن في أبريل 1998أجرت باكستان تجارب ناجحة على صاورخها البالستي غوري ، و أعلنت الهند في مايو إجراء تجارب نووية جديدة تحت الأرض، و ردت باكستان بإجراء تجارب نووية مماثلة في الشهر نفسه، وفي مايو 1998م أعلنت باكستان أنها أصبحت دولة نووية،وردت على التفجيرات النووية الهندية اختباراً باختبار، وتفجيراً بتفجير، وكانت هذه أول مرة في تاريخ النزاع تستطيع باكستان أن ترد على الهند رداً متكافئاً، وأصبحت المواجهة بين الدولتين مواجهة نووية وتكنولوجية.
وقد توقع الكثيرون، وخاصة في الهند وباكستان أن عهداً من الاستقرار النووي سوف يسود شبه القارة الهندية في ظل التوازن النووي بين الهند وباكستان، اقتداء بما حدث بين أمريكا والاتحاد السوفيتي من استقرار نووي طوال مدة الحرب الباردة، خاصة وأن هامش الخطأ في شبه القارة الهندية ضئيل جداً لقرب المسافات بين البلدين والعاصمتين، وامتلاك كل منهما لوسائل الاتصال اللازمة من طائرات وصواريخ يمكن أن تصل إلى أهدافها في وقت قليل جداً.
هذا بالإضافة إلى قلق المجتمع الدولي بأكمله من التسلح النووي للبلدين وتزايد احتمالات المواجهة النووية بينهما مما خلق رأياً عاماً ضاغطاً يطالب بضبط النفس في شبه القارة عبر عنه قرار مجلس الأمن رقم 1172 الذي دعا الدولتين إلى مزيد من ضبط النفس وتحاشي التهديدات العسكرية واستئناف الحوار بينهما لإزالة التوتر، وإيجاد حلول مقبولة ومتبادلة لجذور القضايا التي تسبب التوتر بما فيها قضية كشمير.
وفي أواخر مايو 1999م تطور الموقف بين الدولتين في كشمير، ووقعت أعمال عسكرية خطيرة، واشتباكات بالمدفعية الأرضية وسلاح الطيران على حد الهدنة الفاصل بينهما، وبدأت الضحايا يتساقطون بالعشرات من الجانبين، وسالت الدماء، واضطر أكثر من خمسين ألف كشميري إلى النزوح من مناطق القتال إلى مناطق بعيدة وبعد فشل القمة الباكستانية الهندية في يوليو 2001م تبادل البلدان النوويان الرمايات مراراً على طول خط المواجهة.


تطور العلاقات:
في1976تم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان على مستوى السفراء.و في 18مايو1982 وقع كل من رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي والرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق اتفاقية عدم اعتداء واحترام الجوار بين البلدين.و في1986أظهر البلدان رغبة في الوصول إلى اتفاق سلام عقب المحادثات الهندية الباكستانية على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت بإسلام آباد.و في أكتوبر1989 منى حزب المؤتمر بهزيمة في الانتخابات العامة بالهند، و تم تشكيل حكومة أقلية بقيادة حزب جناتا دل. و في ديسمبر دمر متطرفون هندوس مؤيدون لحزب بهارتيا جناتا مسجد بابري التاريخي.و في يناير 1994فشلت المحادثات الهندية الباكستانية و أستبعدت باكستان أي محادثات قادمة قبل توقف القوات الهندية عن انتهاك حقوق الإنسان في كشمير الهندية.
وفي يونيو 1996دعت رئيسة الوزراء بينظير بوتو الهند إلى استئناف المحادثات بين البلدين بشرط أن تجري الهند انتخابات محلية في إقليم كشمير الهندي، وأقال الرئيس الباكستاني فاروق لغاري حكومة بينظير بوتو بتهمة الفساد.و في مارس 1997عقدت جولة أولى من المحادثات الجديدة بين البلدين على مستوى وزارتي الخارجية في نيودلهي، والتقى وزيرا خارجية البلدين في نيودلهي في أبريل من العام نفسه. وفي مايو التقى رئيس الوزراء الهندي إندر كومر كوجرال بنظيره الباكستاني محمد نواز شريف إبان اجتماعات رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) وتم الاتفاق على أجندة من ثماني نقاط كانت مسألة كشمير إحداها وذلك في الجولة الثانية من محادثات وزيري خارجية البلدين في إسلام آباد في يونيو على أن يتم تحديد آليات تطبيق الأجندة في لقاءات لاحقة، و رفضت الهند وساطة أميركية لحل الخلاف على كشمير وتؤكد أن المسألة الكشميرية تحل بمحادثات ثنائية مع باكستان.
و في أبريل 1998 و صرح رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي أن بلاده مستعدة لإنهاء خلافاتها مع باكستان عبر المحادثات الثنائية، كما صرح بإمكانية إجراء تجارب جديدة على الصاروخ البالستي أغني.و في فبراير1999عقد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي قمة تاريخية مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف بمدينة لاهور الباكستانية ، وفي يونيو اندلعت معارك شديدة بين الطرفين في مرتفعات كارغل.و في يوليو2000أعلن حزب المجاهدين الكشميري الموالي لباكستان وقف إطلاق النار،وفي أغسطس عقدت محادثات سلام بين الحزب والحكومة الهندية.و في2001عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف قمة مع رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في مدينة أغرا الهندية دون أن يصدر عن الزعيمين أي بيان مشترك، و في2002زاد التوتر بين البلدين وأعيد نشر القوات العكسرية لكل طرف على خط الهدنة الفاصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.

حادث البرلمان الهندي:
تجددت التوترات بين البلدين في أعقاب الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي في22 ديسمبر 2001م، والذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً منهم المهاجمون الخمسة، وقد اتهمت الهند جماعات باكستانية إسلامية بأنها وراء الهجوم، واعتبرت الحكومة الهندية أن الهجوم على البرلمان الهندي قد تم تنفيذه على أيدي منظمة «جيش محمد» الكشميرية التي تدعمها أجهزة الاستخبارات الباكستانية، وأن الحادث جاء في سياق مؤامرة كبرى تهدف إلى القضاء على الزعماء السياسيين الهنود من خلال مهاجمة البرلمان الهندي؛ سعياً إلى ضرب مجمل النظام السياسي الهندي لزعزعة استقرار البلاد، وتبنت الحكومة الهندية على الفور موقفاً يتسم بالحدة والانفعال، حيث هدد المسئولون الهنود بأن كل من يجرؤ على أن يتحدى أمن الهند القومي سوف يواجه العواقب.
وأعقب ذلك قيام الهند باستدعاء سفيرها في إسلام آباد، وإعلانها أنها ستوقف خطوط النقل عبر سكك الحديد ووسائل النقل البري مع باكستان، وذلك بعد رفض "إسلام آباد" الاستجابة إلى مطالبها بقمع جماعتي "العسكر الطيبة"، و"جيش محمد" الإسلاميتين، والمشتبه في تنفيذهما الهجوم على البرلمان الهندي.وأكدت الحكومة الهندية أنها ستتخذ عدة إجراءات أخرى ضد باكستان من بينها إلغاء الاتفاقية الثنائية الخاصة بالمياه، ووقف اتفاقيات التجارة بينهما، فضلاً عن حث مجلس الأمن باتخاذ إجراءات صارمة ضد إسلام آباد وفقا لحملة مكافحة الإرهاب.
أما المسؤولون الباكستانيون، فقد اعتبروا كل المزاعم الهندية ملفقة، ودعو إلى إجراء تحقيق مشترك ؛ لأنه ليست هناك في الواقع أي مصلحة حقيقية لباكستان في زعزعة استقرار الهند، وأقصى ما تسعى باكستان إليه من الهند هو تسوية قضية كشمير من خلال منح سكان الإقليم حق تقرير المصير.وأكد الرئيس برويز مشرف وقتها أن بلاده سترد بقوة على أي عمل متهور تقدم عليه الهند، وأن أي مغامرة ضد باكستان ستُقابل بالقوة، ولكنه تعهد في المقابل بتوقيف أي جماعة تتخذ من باكستان مقراً لها ويثبت تورطها في الهجوم على البرلمان الهندي، وبدأت الحكومة الباكستانية بالفعل في اتخاذ إجراءات متشددة تجاه منظمتي "جيش محمد" و"العسكر الطيبة" اللتين تتهمهما الهند بارتكاب الهجوم على البرلمان الهندي، كما أكد مسؤولون حكوميون وعسكريون أن باكستان سوف ترد بشكل قوي جداً إذا تعرضت للهجوم.

التصعيد العسكري:
يرى أحمد إبراهيم محمود (الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام) أن هناك عاملين رئيسيين يحكمان احتمالات التصعيد العسكري بين الطرفين، هما:
1- القدرات النووية الباكستانية، التي تمثل عاملاً كابحاً لأي تصعيد عسكري خوفاً من اندلاع مواجهة نووية مدمرة، حيث أشار عمر عبد الله (وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي) صراحة في جلسة للبرلمان الهندي إلى أن ما يمنع الهند من ضرب الجماعات الانفصالية الكشميرية داخل الأراضي الباكستانية هو كون باكستان دولة نووية، وخلص إلى أن القوة والعنف لن يكونا قط الخيار الأول.

2- الموقف الدولي والإقليمي الذي ربما لا يوفر فرصة ملائمة للهند من أجل القيام بتصعيد عسكري ضد باكستان، فالولايات المتحدة دعت الجانبين إلى ضبط النفس، والحيلولة دون تصعيد الموقف. ومن ناحية أخرى، فإن باكستان سعت إلى تعزيز موقفها في الأزمة الحالية من خلال الاستقواء بحليفها التقليدي القوي الصين، التي تتسم علاقاتها مع الهند بالتأزم المزمن، وقد سارع الرئيس الباكستاني إلى زيارة الصين، في وقت تزامن مع ازدياد التوتر مع الهند، مع تأكيد الجانبين على عمق وقوة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، كما ركزا على محاولة صياغة معادلة إستراتيجية جديدة في وسط آسيا بعد هزيمة طالبان في أفغانستان، جنباً إلى جنب مع دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وعلى الرغم من أن هذين العاملين ربما يمثلان قيداً على تصعيد عسكري واسع النطاق من جانب الهند، فإن ذلك لا ينفي احتمال لجوء الهند إلى المبادرة بشن هجوم عسكري ضد الشطر الباكستاني في كشمير، من أجل خلق أمر واقع جديد، على أمل حدوث تدخل دولي لاحقاً لمنع تصعيد النزاع، والحيلولة دون وصوله إلى مواجهة نووية بين الهند وباكستان، كما أن ذلك لا ينفي احتمال لجوء الهند إلى أشكال أقل حدة من التصعيد العسكري، وهو ما يعني أن جنوب آسيا ربما تشهد قريباً اندلاع أعتاب الحرب الرابعة بين الهند وباكستان.

توازن القوى:
ويرى المراقبون أن أي تفجر للمواجهات في شكل حرب بين البلدين يمكن أن تكون له عواقب وخيمة ليس على المنطقة فحسب وإنما على نطاق عالمي، كما أن حسم الصراع لأي من الطرفين لن يكون سهلاً، فالهند التي يفوق عدد سكانها سكان باكستان ثماني مرات تتمتع بقدرات عسكرية واقتصادية أكبر من باكستان التي تعتمد على الردع النووي في ظل عدم التوازن في الصراع.وتحظى نيودلهي بتأييد من الولايات المتحدة في موقفها المتشدد من باكستان رغم أن واشنطن لا ترغب في تصعيد المواجهة بين البلدين لأن من شأن ذلك أن يعرقل حملتها في مكافحة ما تسميه الإرهاب، كما أن أي انحياز أميركي كامل للهند يمكن أن يحرم واشنطن من تعاون باكستان في وقت لم تحقق فيه الحملة العسكرية بأفغانستان أهدافها المتمثلة في القبض على ابن لادن وتدمير القاعدة وطالبان.
ويقول محللون: إن الهند تحاول حرمان باكستان من جني ثمار تعاونها مع الولايات المتحدة في حربها على ما تسميه الإرهاب، وذلك بعد أن فقدت الهند الكثير بسبب التعاون الأميركي الباكستاني، لكن الولايات المتحدة عبرت في أكثر من مناسبة عن قوة علاقتها مع نيودلهي. ويخشى مراقبون من أن ينتقل الصراع بين الهند وباكستان في حال السيطرة عليه في الحدود إلى ساحة أخرى يمكن أن تكون أفغانستان التي تشكلت فيها حكومة تميل أكثر إلى التقارب مع الهند.وقد أبدت العديد من الدول خشيتها من انزلاق الهند وباكستان في حرب شاملة على اعتبار أن طبيعة المواجهة بينهما هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة التي تبادلا فيها التراشق المدفعي عبر الحدود .

 

الأهمية الأستراتيجية لكشمير:
أ- أهمية كشمير بالنسبة للهند:
تمثل كشمير أهمية إستراتيجية للهند جعلها شديدة التمسك بها على مدى أكثر من خمسين عاما رغم الأغلبية المسلمة بها ورغم الحروب التي خاضتها واستنزفت من مواردها البشرية والاقتصادية الكثير، وتتلخص هذه الأهمية فيما يلي:
1- تعتبرها الهند عمقا أمنيا إستراتيجيا لها أمام الصين وباكستان.
2- تنظر إليها على أنها امتداد جغرافي وحاجز طبيعي مهم أمام فلسفة الحكم الباكستاني التي تعتبرها قائمة على أسس دينية مما يهدد الأوضاع الداخلية في الهند ذات الأقلية المسلمة الكبيرة العدد.
3- تخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية أن تفتح بابا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية التي تغلب فيها عرقية معينة أو يكثر فيها معتنقو ديانة معينة.
و تقيم الهند دعواها على الأسس التالية:
• أن حكومة كشمير الشرعية وافقت على الانضمام للهند في سنة 1947
• أن الهند منذ سنة 1947 قامت بمشرعات تنمية ضخمة لتطوير اقتصاديات كشمير ومواصلاتها وكذلك نفذت مشروعا ضخما لتوزيع الأراضي وان جامو وكشمير قد وارتبطت بالهند بطرق النقل كما تدعي بان مستقبل كشمير يمكن أن تحققه الهند –بأسواقها الواسعة وإمكانيتها الصناعية بطريقة أفضل مما تستطيعه باكستان.
• أن مطالب باكستان –لاستغلال مياه الأنهار للري أو لتوليد القوى الكهربائية يمكن أن تنظمه اتفاقية دولية.
• أن الهند ملتزمة بحماية مصالح الأقلية الهندية التي يبلغ عددها مليونا من البشر وتعيش أساسا في جامو.
ب- أهمية كشمير بالنسبة لباكستان:
أما أهمية إقليم كشمير بالنسبة لباكستان التي تعتبرها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه أو التفريط فيه، فيمكن تلخيصها فيما يلي:
1- تعتبرها باكستان منطقة حيوية لأمنها وذلك لوجود طريقين رئيسيين وشبكة للسكة الحديد في سرحد وشمالي شرقي البنجاب تجري بمحاذاة كشمير.
2- ينبع من الأراضي الكشميرية ثلاثة أنهار رئيسية للزراعة في باكستان مما يجعل احتلال الهند لها تهديدا مباشرا للأمن المائي الباكستاني.
و تقيم الحكومة الباكستانية دعواها في المطالبة بضم كشمير على الأسس التالية :
• أن غالبية السكان مسلمون.
• أن كشمير قبل تقسيم القارة الهندية كانت مرتبطة بباكستان الحالية بطرق برية وان مخارج تجارتها العادية ترتبط بالأمة الإسلامية.
• أن سيطرة الهند على كشمير تعرض نظم الري في باكستان للخطر وكذلك مشروعات القوى الكهربائية وذلك لان أعلى نهر السند ورافدان من روافده الخمسة الرئيسية تجري في كشمير.
• أن سيطرة الهند ستهدد الأمن القومي لباكستان وذلك لنقص مقومات الدفاع الطبيعية بين جنوب كشمير وباكستان كما أن سيطرة باكستان على كشمير تعد أساسية لحماية مقاطعة الحدود الشمالية العربية ضد أطماع جماعات الباتان الأفغانية.
• أن سيطرة باكستان على كشمير تعد ضرورية تدعيم وسائل الدفاع ضد التوسع الصيني السوفيتي.
إمكانيات الحلول:
بالرغم من العنف لم يتحوّل الصراع في كشمير إلى حرب مفتوحة؛ وثمّة عوامل عدّة تساهم في الحدّ من مخاطره. فعلى الصعيد العسكري, يُواجه الجيشان نقصاً في الاعتمادات يرتبط بإعطاء الأولوية للإصلاحات الاقتصادية. ثم ان البلدين تشلُّهما جزئياً واجبات المحافظة على الأمن الداخلي. إضافة إلى أنّ العامل النووي ¬ تملك الدولتان القوة النووية, حتى وإن كنا نجهل تماماً ترسانة كلٍّ منهما ¬ يؤدّي دوراً رادعاً.لكنّ السؤال يبقى هل انّ الشك في اندلاع الحرب يفتح الأبواب أمام تسوية سياسية؟في غياب الحل العسكري, وحده نجاح العصيان والضغط الدولي بإمكانهما تغيير الوضع القائم. فليس بإمكان إسلام أباد الرضوخ طالما في كشمير شعور استقلالي أو مؤيّد لباكستان. أما الهند فعليها أن تتصرّف بحيث تتطوّر المعطيات الداخلية ويصير شعب هذه الدولة مستعداً للقبول بحل بديل, ليس في نظرها, سوى الاستقلال وسط الاتحاد الهندي.
وربما لأنّ مثل هذه النزعة تلوح في الأفق, لا ينبغي استبعاد أي شيء. فلقد نجحت الحكومة الهندية فعلاً, وبمراقبة عسكرية صارمة, في أن تُنظّم من شهر أيار إلى شعر أيلول 1996 انتخابات في كشمير التي كانت منذ 1989 تحت إدارة نيودلهي مباشرة. ونظراً للمشاركة المرتفعة في الانتخابات (58%), بالرغم من الوضع الهندي وخصوصاً أعمال المقاومة, فإن ذلك يوحي بضجر السكان من المأزق السياسي والصعوبات الاقتصادية التي خلّفتها سنوات الحرب. إنّ فوز المؤتمر الوطني, ومشاركته في تحالف الجبهة الموحّدة, وربما في الحكومة, قد يٌمهّد لعودة كشمير إلى قلب الديموقراطية الهنديّة, إضافة إلى أنّ الحكومة المركزية قد تعهّدت بمنح الكشميريين وضعاً مستقلاً حقيقياً ينصّ عليه الدستور, يتيح لهم المحافظة على هويتهم. وثمّة مفاوضات في هذا الشأن تجري مع المؤتمر الوطني.
ولأنه واثق من العقيدة التي باتت تحمل اسمه والتي تنصّ على أنّ بإمكان الهند كدولة متفوّقة أن تٌقدّم تنازلات لجيرانها بهدف تسوية النزاعات, فإنّ رئيس وزراء نيودلهي مستعدّ من دون شك للتفاوض حول قضية مجلّدة “سياشن” حيث تدور حرب مواقع منذ العام 1984. كما أن بإمكانه اتخاذ قرار بتخفيض الوجود العسكري في كشمير.
لقد بات القانون المتحكّم باعطاء تأشيرات دخول إلى المواطنين الباكستانيين, أكثر ليونة بعد أن كان على كثير من الصرامة, وما من شك في أنّ إشارات مهدّئة أخرى سوف تُطلق في اتجاه إسلام أباد.
يبقى على الهند أن تُجسِّد وعودها للشعب الكشميري, وعلى الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي جرى انتخابه بأكثرية ساحقة, أن يُمسك باليد الممدودة.و لا يبدو حتى اليوم أن هناك حلاً جاهزاً أو محتملاً نظراً الى الوضع الدولي القائم والتوازنات المستجدة فيه، إلا أنه يمكن تصور احتمالات متعددة قد تؤدي الى حل ما، ومنها:

1- إبقاء الوضع على ما هو عليه واعتبار خط وقف النار حدوداً دولية بموافقة الطرفين.

2- ضم القسم المسلم من الإقليم الى الباكستان والقسم الهندوسي الى الهند، وهذا يتطلب موافقة الطرفين ايضاً.

3- منح الإقليم استقلاله ليصبح دولة مستقلة، ويختار مصيره من خلال استفتاء شعبي.

4- إقامة دولتين مستقلتين في الإقليم.

إن رغبة سكان الإقليم هي في استقلال الإقليم، إلا أن لعبة المصالح الدولية تمنع قيام هذه الدولة حتى اليوم لخوف الهند والباكستان من تحول هذه الدولة الى الطرف الآخر، ما يؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي على أعتاب الصين الجنوبية وروسيا.

 

 

 

دور الأعلام في الصراع
الأعلام الباكستاني:
ذكرت صحيفة "نيوز إنترناشونال" الباكستانية ذكرت بعد حادث البرلمان الهندي أن الهند ترغب في نشر قواتها ومعداتها العسكرية قرب الحدود الدولية مع باكستان ؛ للإيهام بأنها تستعد لشنّ هجوم واسع النطاق عليها ؛ وذلك بهدف استدراج إسلام آباد لإخراج أسلحتها النووية، ومن ثم القضاء عليها.
وقال المحلل الباكستاني "نصرات جافييد" في تقرير له بالصحيفة الباكستانية : "إنه حصل على معلومات من مصادر هندية -رفضت ذكر اسمها- تفيد بأن نيودلهي ترغب في قيام إسلام آباد بالكشف عن أسلحتها النووية "، مشيراً إلى أن ذلك سيتطلب من المجتمع الدولي السعي إلى القضاء على تلك الأسلحة تحت مسمى "الحد من انتشار الأسلحة النووية في جنوب آسيا".
وأشار المحلل إلى أن مسؤولاً أمريكياً بوزارة الدفاع (البنتاجون) كان قد صرح لمجلة "نيويوركر" الأمريكية بأن إحدى وحدات الجيش الأمريكي تقوم بتدريبات عسكرية استعدادا لشن هجوم محتمل على باكستان لسرقة ترسانة الأسلحة النووية التي تملكها. وألمح المسؤول الأمريكي إلى أن بعض الجنود من وحدة "262" الإٍسرائيلية والمعروفة بـ”SAYARET MATKEL” "قد شاركوا أيضاً في تلك التدريبات التي أجريت في الولايات المتحدة.
وقال المحلل الباكستاني : إن إسلام آباد قامت بعد انفجارات 11 سبتمبر 2001م بنقل معداتها وأسلحتها النووية إلى أماكن "آمنة" لا تستطيع الأقمار الصناعية الأمريكية رصدها.
واعتبر وزير الاتصالات الباكستاني أحداث مومباي تخريجا لتوترات وأزمات تعتمل في الداخل الهندي، مذكرا بأن اتهامات هندية متعددة نالت باكستان فيما مضى حول عمليات إرهابية عديدة داخل الهند، غير أن التحقيقات الدقيقة كانت تؤكد زيف هذه الاتهامات، وتكشف تورط جماعات هندية متطرفة فيها.وفي ذات السياق، استنكرت صحيفة" ذي نيشن" الباكستانية ما وصفته بالسلوك الروتيني للهند حكومة وإعلاما، والذي ألف القفز على نتائج التحقيقات والتسرع في توجيه الاتهام لباكستان، وأبدت دهشتها من غض الطرف عن تصريح الناطق باسم المهاجمين بأن مجموعته جاءت من مدينة حيدر آباد الهندية فيما راحت وسائل الإعلام الهندية تؤكد أن المهاجمين قدموا إلى مومباي عبر البحر من مدينة كراتشي وأنهم يتكلمون بلكنة باكستانية.
وأشارت "ذي نيشن" في افتتاحيتها إلى أهداف الهجوم كما ورد على لسان بعض المهاجمين من أنه انتقام لهدم المسجد البابري عام 1992، وسوء معاملة الأقلية المسلمة في البلاد على نحو ما تجلى في أحداث غوجارات عام 2002 التي حرق فيها أكثر من ألف مسلم ومسلمة.ولفتت الصحيفة الباكستانية إلى أن طريقة وأسلوب تنفيذ الهجمات ومعرفة المهاجمين الدقيقة بما يستهدفونه تؤكد أنهم هنود، وقد استشهدت الصحيفة بما أوردته صحف بريطانية بشأن أحداث مومباي التي أرجعتها إلى فاعلين هنود مستاءين من اضطهاد ممنهج تمارسه الأكثرية الهندوسية ضد الأقلية المسلمة هناك، علاوة على النزاع بشأن كشمير.
وأخذت "ذي إندبندت" على الحكومة الهندية عدم كشف الأدلة التي تؤكد ضلوع عناصر مسلحة باكستانية في اعتداءات مومباي، في وقت يؤكد خبراء الإرهاب العالميين أن هويات المهاجمين لا تزال غير معروفة، وفى ختام افتتاحيتها، دعت الصحيفة الباكستانية الحكومة الهندية إلى الاهتمام بالداخل بدلا من اتهام الخارج، ونصحتها بتبني سياسة أفضل حيال الأقليات المسلمة؛ كي يسود السلام في البلاد. ونقلت وكالة "أسوشياتد برس أوف باكستان"في18سبتمبر2009 عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط قوله إن هنالك قضايا مختلفة مع الهند تحتاج إلى حل ومن بينها مشاكل "الإرهاب"، مشيراً إلى أن بلاده تأخذ الخطوات اللازمة من أجل معالجة هذه المسائل بكل جديّة.
وأكد عبد الباسط أن إسلام آباد لا تسمح لأي جيوش خارجية أن تنفذ هجمات ضدّ "الإرهابيين" داخل باكستان، مشدداً على أن قوات بلاده "قادرة على مكافحة الإرهاب والمسلحين، وقد أثبتت ذلك في عملياتها الأخيرة ضد هذه المجموعات في وادي سوات ومناطق أخرى".وبشأن المحادثات الباكستانية - الهندية المرتقبة في نيويورك، قال عبد الباسط إن إسلام آباد ستحضر بكل إيجابية على أمل التوصّل إلى حصيلة بناءة لتلك المحادثات. وقال "إن باكستان تؤمن بضرورة صدور قرار عادل حول قضية كشمير لأجل إحلال السلام في جنوب آسيا وباكستان"، مؤكداً أن بلاده سوف تحمل معها هذه القضية إلى نقاشاتها في نيويورك لأجل جلب دعم أكبر من المجتمع الدولي لهذه القضية.
ونقلت وكالة "أسوشياتد برس"الباكستانية-في26سبتمبر2009- عن جيلاني قوله إن الموقف الباكستاني واضح تجاه مسألة كشمير، مشيراً إلى أن هذه القضية وقضية المياه سوف تناقشان خلال المحادثات التي ستجريها إسلام آباد مع نيودلهي. وأشار إلى أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري سيبحث هذه القضايا خلال محادثاته مع الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في اجتماع مجموعة "أصدقاء باكستان الديمقراطية".
و في أمس الأحد 2/11/2009 أعلن المتحدث العسكري الباكستاني اللواء أطهر عباس أن قوات الجيش عثرت أثناء سيطرتها على معاقل رئيسية لحركة طالبان على أدلة دامغة تثبت تورط الهند في مساعدة العناصر الإرهابية بمقاطعة وزيرستان الجنوبية في الحزام القبلي .وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الإعلام قمر الزمان كايرا إن بين الأدلة مطبوعات هندية وأسلحة هندية الصنع استخدمها مقاتلوا طالبان . وأضاف بأن الوثائق المتجمعة حول تورط الهند أحيلت إلى وزارة الخارجية لطرحها في محادثات مقبلة بين البلدين . و في الثلاثاء 24/11/2009 شنت باكستان حربا كلامية ضد جارتها الهند حيث اتهمت عدوها اللدود بالاستعداد لشن حرب "محدودة" ضدها.وقال عبد الباسط، المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، ردا على بيان أدلى به قائد الجيش الهندي في وقت سابق، "تعمل الهند منذ فترة طويلة على ما يسمى باستراتيجية (البداية الباردة)، وتستعد لحرب محدودة ضد باكستان". جاء البيان شديد اللهجة من باكستان وسط أحدث تبادل للانتقادات بين الجارتين النوويتين اللتين لديهما تاريخ شديد من الشكوك والحروب المتبادلة. وقال عبد الباسط إن تصريحات كابور تؤكد مجددا عقيدة الهند النووية "الخطيرة والهجومية" مشيرا إلى أن "البيان يؤكد على نزعة الهيمنة في عقيدة الهند النووية". وحث المتحدث الباكستاني المجتمع الدولي على الانتباه إلى هذه التصريحات ونوايا الهند على المدى البعيد.
وقال "تتحمل القوى الكبرى مسئولية خاصة في هذا الصدد.. يجب عليهم (الهنود) الامتناع عن الخطوات التي قد تؤثر سلبا، بأي شكل من الأشكال، على التوازن الاستراتيجي في جنوب آسيا".
وأكد عبد الباسط أن بلاده "قادرة تماما" على الحفاظ على سيادتها والدفاع عن حدودها، ولكنها كدولة مسئولة، ستواصل تعزيز الاستقرار في جنوب آسيا على أساس المساواة والاحترام المتبادل.وقالت باكستان في بيان لها إن الهند هي التي ترعى الإرهاب في المنطقة وطالبتها بتفسير تصرفاتها في هذا الصدد. وجاء البيان الباكستاني ردًا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الهندي سونامالي كريشنا حيث طالب فيها العالم بالضغط على باكستان " لتنفيذ ما التزمت به من إجراءات للتعامل مع الجماعات الإرهابية". واعترض المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبد الباسط خان في بيان لوسائل الإعلام على تصريحات وزير الخارجية الهندي قائلا إن المجتمع الدولي يقدر الإجراءات التي تقوم بها باكستان والتزامها بمكافحة الإرهاب. وأضاف "إن الارهاب يعد قضية اقليمية وعالمية وفي الواقع يجب أن تفسر الهند تصرفاتها الخاصة برعاية الإرهاب والتحريض عليه والتشدد في المنطقة".
وبعد شهر من وقوع الهجمات الإرهابية في 26 نوفمبر 2008في مومباي أكدت تقارير وسائل الإعلام الواردة من باكستان إعادة نشر القوات الباكستانية من على الحدود الأفغانية، حيث تحارب طالبان، إلى الجبهة المواجهة للهند وإلغاء إجازات جميع الجنود الباكستانيين للحفاظ على ذروة حالة التأهب.
الإعلام الهندي:
لم تستطع باكستان السيطرة على غزو الافلام الهندية القادمة رأسا من استديوهات بوليوود إلى مختلف المدن الباكستانية، من اقصى شمال البلاد حتى جنوبها، ومن شرقها الى الغرب، حيث تصل هذه الافلام الى كل بيت عبر اقراص الـ«دي في دي» أو «الكابل». ووصلت تلك الافلام، التي تتحدث في الغالب عن الحب والهجر والشوق والثأر والانتقام على انغام الموسيقى الراقصة، بطرق رسمية او غير رسمية الى قرى باكستان الفقيرة ايضا، بعيدا عن مقص الرقيب. ويعزو مراقبون السبب في ذلك إلى ان معظم الافلام ناطقة بالاوردية، وهي اللغة الام في باكستان، بالاضافة الى ان مشاهير الممثلين الهنود من اصول مسلمة، مثل نصير الدين خان، وشاروخ خان، الذي يطلق عليه لقب «ملك بوليوود»، ومن اشهر افلامه التي يحفظها الباكستانيون فيلم «فيرا زارا»، و«سلمان خان» و«امير خان».
وهناك اكثر من ممثلة هندية لديها نصيب الاسد في حب الباكستانيين للسينما الهندية، مثل مادهوري الديكشي، واشواريا راي ملكة جمال العالم السابقة، التي تزوجت من نجل الممثل الاشهر اميتاب باتشان. وتتصدر شيلبا شيتي، نجمة برنامج «الاخ الكبير»، بالإضافة إلى النجمة اشواريا راي، وزوجها ابيشك باتشان، قائمة النجوم الهنود المحببين لدى الباكستانيين، وفي المراكز التجارية بكل حي بأنحاء العاصمة اسلام اباد وفي المطاعم ودكاكين الحلاقة التي تقدم خدمة فريدة مثل مساج الرقبة والكتفين، تصدح الاغاني الهندية الصاخبة عبر «الكيبل» وأقراص «دي في دي». ويرجع الخبراء سبب انتشار ظاهرة الافلام الهندية في باكستان بالإضافة إلى اللغة، الى احتوائها على عناصر الاثارة الجنسية من رقص وقبلات واحتضان، وتركيزها على العاطفة والحرمان، كما يلعب تقارب المزاج الشعبي بين البلدين دوره في اقبال الباكستانيين من ابناء الجيل الجديد على تلك الافلام.
ويعترض مثقفون باكستانيون على الغزو الثقافي الهندي للتراث الباكستاني، حيث كشف أحد المحررين في محطة «جيو» التلفزيونية التي انطلقت قبل خمسة اعوام، ان بوليوود تهدف ايضا الى غزو العقل الباكستاني حتى عبر الافلام التي تتحدث عن العلاقات الهندية الباكستانية، مدللا على ذلك بفيلم «فيرا زارا»،فالبطل طيار هندي وسيم والبطلة فتاة باكستانية يقع في غرامها عندما تزور دلهي في رحلة جامعية، وعندما يذهب لخطبتها يحبك له والد الفتاة تهمة تجسس بسبب العلاقات المتردية بين البلدين نتيجة قضية كشمير والحدود الملتهبة، وبعد ان يقضي بطل الفيلم 15 عاما في السجون الباكستانية، يعود الى موطن رأسه ليجد الفتاة في انتظاره في منزل اسرته كل هذه السنوات.
ويعتبر الرقص الذي تزخر به الأفلام الهندية، جزء من الطقوس الدينية لدى الهندوس، وله دور مهم في جذب الكثيرين من ابناء الشعب الباكستاني الى تلك الافلام، حيث ينال الرقص نصيب الاسد في تلك الافلام، في مواجهة الثقافة الأصولية لكثير من المدارس الدينية. ويرى الخبراء في باكستان ان الهند، كدولة خاضت ثلاث حروب مع باكستان و فشلت في تحقيق مآربها، استطاعت استخدام سلاح الغزو الثقافي عبر الافلام الهندية التي قسمت المجتمع. ويضيف الخبراء أن انتشار اسماء ابطال الافلام الهندية في المجتمع مثل «بوجا» و«راجيت» وتقليد الشباب للرقصات الموجودة في الأفلام، ناهيك من تبديل أزيائهم من الساري للبنات وسروال القميص للشباب إلى الجونلات والجينز، وقضاء ساعات طويلة في الاماكن العامة، ما هو إلا مظهر من مظاهر نجاح المشروع الثقافي الهندي في اختراق الشارع الباكستاني، بالاضافة الى ظاهرة تعاطي الخمر في الفنادق والمقاهي الصغيرة في اسلام اباد، التي بدأ البعض منها تقديم الشيشة بجميع انواع المعسل. اما الترويج للديانة الهندوسية ومظاهر العبادة فيها فربما يكون مستترا في دولة اسلامية كباكستان، وربما لم تغب ايضا عن منتجي تلك الافلام استخدام النار، حتى غدا امرا مألوفا استخدام النار في الاحتفالات المختلفة في باكستان.
اللافت ان استخدام الهنود وسائل التسلية ابتداء من مسارح الشوارع وصولا الى الافلام من اجل خلق نوع من الوعي السياسي بين الجماهير، هو ظاهرة قديمة ابتدعوها في فترة مواجهة الاستعمار البريطاني، وما زالوا يستخدومنها الى اليوم لتحقيق ما عجزت عنه الجيوش بكامل اسلحتها على خط النار، وهو ما جعل الهنود من اهل الحنكة والخبرة في هذا المجال. ويقول امير خان، المدير التنفيذي بمحطة «نيوز ون» الباكستانية، ان «النظام العالمي الجديد يسعى الى توحيد ثقافة الشعبين الهندي والباكستاني، وبالتالي التخفيف من ايديولوجية الاسلام التي قامت عليها باكستان، وهو ما يعني في الوقت ذاته زوال الخوف من كيان يمتلك قوة نووية ويتخذ من الاسلام اسما لعاصمته اسلام اباد، ولعل تأسيس بوليوود في مدينة بومباي الهندية بدعم من هوليوود الاميركية خير دليل على ذلك».
ان انتشار الافلام الهندية بشكل مهول وضع صناعة السينما المحلية الباكستانية في وضع لا يحسد عليه، فيما يرى خبراء الاعلام ان السلطات المحلية فشلت في الحد من الهجوم الثقافي الهندي، رغم الوسائل المتعددة التي اتخذتها الحكومة، فعندما منعت الحكومة استيراد الافلام الهندية السينمائية الهندية اصبحت تصل عبر الاقراص المدمجة التي سرعان ما تستنسخ بطرق غير مشروعة وعبر روبيات قليلة تصل الى كافة القرى والانحاء الباكستانية.

في الأربعاء5أغسطس2009 كشفت مصادر إعلاميّة هنديّة عن مقتل أحد قادة حزب المجاهدين في هجوم شنّته القوات الهندية على منطقة (دودا) بولاية جامو وكشمير. وبحسب وكالة (برس ترست) الهندية، فإن الهجوم جاء بعد ورود معلومات سريّة للقوات الهندية عن تواجد القائد نور محمد إلياس منصور في أحد المنازل في منطقة (بيهوتا مارمات)، حيث قامت بتطويق المنطقة وإجراء عملية بحث عنه. ونقلت عن مصادر مسئولة "أنه فور العثور عليه نشبت معركة بالأسلحة مما أدى إلى مقتله على الفور". و في18سبتمبر2009نقلت وكالة "برس تراست أوف إنديا" الهندية عن المصادر أنه تم اكتشاف مجموعات من المسلحين يتنقلون فوجاً فوجاً من مكان إلى آخر على خط المراقبة بين باكستان والهند، وذلك تفتيشاً عن نقاط مناسبة يسهل التسلل منها إلى إقليم جامو وكشمير الحدودي، المتنازع عليه بين الهند وباكستان.
وقالت المصادر الهندية إن المسلحين يحاولون الدخول بأعداد كبيرة قدر المستطاع قبل حلول فصل الشتاء وسقوط الثلوج في هذه المنطقة حيث يتعذر عليهم عبورها، معتبرة أن الشهرين المقبلين حساسان جداً حيث من المتوقع أن ترتفع محاولات التسلل بشكل ملحوظ. وفي 23أكتوبر2009أكدت صحيفة "رايزنج كشمير" الهندية أن نيودلهي تجرى اتصالات مع مسلمي كشمير لاشراكهم في محادثات من خلال ما يسمي بـ "الدبلوماسية الهادئة".وأوضحت الصحيفة أن مبعوث نيودلهي أشوك بان اجتمع بعدد من قادة مسلمى كشمير ومنهم رئيس فصيل حريات المعتدل ميرواعظ عمر فاروق ورئيس جبهة تحرير جامو وكشمير ياسين مالك للتعرف على مدى استعدادهم للمشاركة في محادثات حول الحوار المقترح.ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن بان عقد سلسلة من الاجتماعات مع قادة كشمير الخميس ونقل لهم جدية نيودلهي تجاه عملية الحوار.
و في الاثنين 23/11/2009قال الجنرال ديباك كابور، في حلقة دراسية حول "الطبيعة المتغيرة للصراع: اتجاهات وردود"إن احتمال شن حرب محدودة تحت تهديد نووي لا يزال حقيقة واقعية في جنوب آسيا.


الإعلام العربي:
نشر في مجلة السياسة الدولية في ابريل2002: شهد النصف الثاني من عام‏2001‏ تصعيدا في التوتر بين الهند وباكستان حيث وصل تردي العلاقات بينهما الي درجة غير مسبوقة منذ أحداث كارجيل عام‏1999‏ وقد تقاقم الوضع بين الجانبين متمثلا في تبادل التراشق النيراني عبر خط المراقبة‏-‏ خط الهدنة‏-‏ في كشمير واعلان التعبئة وحشد جانب كبير من قوات الجانبين علي جانبيه في كشمير وهو ما أدي الي زيادة التوقعات بحدوث مواجهة عسكرية بينهما في كشمير علي وجه التحديد تتراوح بين الحرب المحدودة بالأسلحة التقليدية وصولا الي حرب شاملة باستخدام أسلحة غير تقليدية‏-‏ السلاح النووي‏-‏ مما يشكل خطرا علي الاستقرار الإقليمي والعالمي‏.‏
وقد تسببت عدة عوامل في تفاقم الوضع بين الهند وباكستان تتمثل في تراكمات ضاربة بجذورها منذ انفصال الدولتين عن بعضهما البعض عام‏1947‏ الي جانب أحداث أنية كان من أبرزها الهجمتين اللتين تعرض لهما البرلمان في ولاية جامو كشمير يوم‏1‏ أكتوبر‏2001‏ والبرلمان الهندي في‏13‏ ديسمبر‏2001‏ واعلان الهند أن العمليتين من تنفيذ جماعات تتخذ من باكستان مقرا لها وتربطها بالمخابرات الباكستانية علاقات قوية‏.‏وقد أملي الوضع الدولي في مرحلة ما بعد‏11‏ سبتمبر‏2001‏ وما ترتب عليه من تبعات‏,‏ علي متخذ القرار الباكستاني ادخال بعض التعديلات الداخلية لمرتبطة بالتناول الباكستاني لجوانب من القضية الكشميرية لجوانب من القضية الكشميرية وخاصة ذلك الجانب المتعلق بالجماعات المسلحة المؤيدة لانفصال كشمير عن الهند علي وجه الخصوص‏.‏
وقد ترتب علي هذا التناول الجديد تراجع حدة التوتر بين الهند وباكستان عن المستوي الذي كانت قد وصلت له في الأيام التالية للهجوم علي البرلمان الهندي يوم‏13‏ ديسمبر‏2001‏ واتخاذ التأييد الباكستاني لقضية كشمير شكلا جديدا‏.المرحلة الأولي‏:‏ من‏11‏ سبتمبر وحتي‏1‏ أكتوبر‏2001‏:
خلال تلك المرحلة بدأ تأثير عنصر المفاجأة والتهديد واضحا علي متخذ القرار في باكستان ولوحظ أن رؤية وتقديرات باكستان للموقف جاءت متأثرة في جانب كبير منها بالموقف الهودي الذي حاول‏‏ إفراغه‏‏ من أي نقاط يمكن أن تترتب عليها نتائج في غير صالح أهداف السياسة الباكستانية خاصة فيما يتعلق بالقضية الكشميرية‏,‏ وقد حددت باكستان مصالحها وأولوياتها في تلك الأزمة وانحصرت في‏4‏ نقاط رئيسية كان آخرها هي كشمير‏:‏
1-‏ تأمين البلاد ودرء الأخطار الخارجية‏.
2-‏ الاقتصاد الباكستاني ومحاولة النهوض به‏.
3-‏ حماية ترسانة باكستان النووية والصاروخية‏.
4-‏ حماية المصالح الباكستانية فيما بتعلق بقضية كشمير‏.‏
أما الموقف الهندي فتمحور حول اعتبار نفسها في‏‏ ذات القارب‏‏ مع الولايات المتحدة وبصفة أساسية نتيجة اعلان بن لادن الحرب عليهما من قبل‏.‏ ومن هذا المنطلق نبعت جهودها للربط بين ما تتعرض له قواتها في كشمير من هجمات والعلاقات الخاصة التي ربطت باكستان بطالبان وببعض المنظمات التي انتهجت العمل العسكري كوسيلة للضغط علي الهند داخل جامو وكشمير من جانب آخر‏.‏
المرحلة الثانية‏:‏ من‏1‏ أكتوبر الي‏2001‏ الي‏12‏ يناير‏2002‏:
شهدت تلك المرحلة تنفيذ الجماعات المناوئة للوجود الهندي في كشمير هجومين كانت لهما آثارهما الوخيمة علي العلاقات الهندية الباكستانية حيث زادت حدة التوتر العسكري لمستوي غير مسبوق وهو ما استدعي قيام الدولتان باعلان التعبئة وحشد قواتهما علي جانبي خط المراقبة في كشمير‏.‏وقد مورست خلال تلك المرحلة ضغوطا قوية علي باكستان‏-‏ من الولايات المتحدة علي وجه الخصوص‏-‏ لاقناع متخذ القرار باتخاذ خطوات تهدف الي تغير جانبا من السياسة الباكستانية تجاه التطرف الإسلامي فيها بوجه عام وتجاه الجماعات المسلحة التي ارتبطت بالقضية الكشميرية علي وجه الخصوص وهو ما أدي الي حظر باكستان لعدد من الجماعات العاملة علي أراضيها واعتقال أعداد كبيرة ممن وصفتهم السلطات الباكستانية بالمتطرفين الإسلاميين‏.‏وقد تبادلت الهند وباكستان في تلك الفترة مطالبة بعضهما البعض بتسليم‏20‏ شخصا اعتبرتهم السلطات الهندية مسئولين عن تنفيذ هجمات إرهابية ضدها‏.‏
المرحلة الثالثة‏:‏ ما بعد‏12‏ يناير‏2002‏:
وتميزت تلك المرحلة باعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف تبنيه لاصلاحات ذات أبعاد اجتماعية وتعليمية وأمنية تمس في المقام الأول الجماعات المتواجدة علي الأراضي الباكستانية وتتبني أعمال تخريبية ضد العمق الهندي أو ضد القوات الهندية في كشمير وهو ما يمثل تحولا تاريخيا في الموقف الباكستاني تجاه كشمير منذ بداية الأزمة عام‏1947,‏ إلا أن هذا الموقف الجديد الذي كانت له أبعاده وأسبابه الواضح لم يثني باكستان عن الاحتفاق بيوم التضامن مع كشمير في‏5‏ فبراير‏2002‏ وسط تحول إيجابي في الموقف الهندي مما أكد تراجع احتمالات نشوب نزاع مسلح بين الدولتين في الوقت الحاضر علي الرغم من استمرار الحشود العسكرية وحالة التعبئة‏.‏
نظرة للمستقبل:
فيما يتعلق بالمستقبل القريب فإن السلام وانتهاء حالة الاستنفار العسكري علي جانبي خط المراقبة وبدء جهود التسوية مرهون بأمرين رئيسيين‏:‏ الأول هو نجاح باكستان في تنفيذ الاصلاحات المعلنة منذ‏12‏ يناير‏2002‏ وخاصة تلك المتعلقة بالسيطرة علي جماعات العنف المسلح المتواجدة علي أراضيها والتي ترتبط بأنشطة تخريبية ضد الهند‏,‏ أما الثاني فيتعلق بالانتخابات التشريعية القادمة التي ستجري في كشمير بحلول خريف العام القادم‏,‏ وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج‏.‏

ونشر في أبريل2004: شهدت العلاقات الهندية الباكستانية فى الآونة الأخيرة مرحلة جديدة من التقارب تجاوزت كافة التوقعات التى كانت تشير إلي استبعاد حدوث أي اجتماعات بين قادة البلدين سوى مجرد لقاء مجاملة بين رئيس الوزراء الهندى فاجبايى والرئيس الباكستانى برويز مشرف أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندى لباكستان للمشاركة فى اجتماعات رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي ( سارك) .فقد اتفق الجانبان على بدء حوار ثنائى شامل يتناول كافة القضايا الخلافية بينهما وفى مقدمتها القضية الكشميرية ، هذا بجانب قضايا الإرهاب ومنطقة سباتشين وترسيم بعض المناطق الحدودية – تفعيل العلاقات الاقتصادية وتحرير التجارة بينهما – الشئون القنصلية – الأسلحة التقليدية والنووية .
وجدير بالذكر انه قد سبق هذه الاجتماع الثنائى ، اتخاذ الطرفين لخطوات إيجابية عديدة عكست رغبة الطرفين فى بدء صفحة جديدة من العلاقات ، تمثلت أهم مظاهر ذلك فى:
- المبادرة الباكستانية الداعية إلي استمرار التزام الطرفين بهدنة وقف إطلاق النار على امتداد خط مراقبة النار .
- مشاركة وزير الإعلام الباكستانى فى اجتماعات وزراء الإعلام برابطة دول جنوب آسيا التى عقدت فى الهند .
- الإعلان التاريخى الذى تقدم به الرئيس الباكستانى بتنحية مطلب إسلام آباد بشأن إجراء استفتاء فى كشمير وما أثار ذلك من ردود فعل سلبية من جانب الجماعات المسلحة الكشميرية وبعض القوى الباكستانية الرافضة لتقديم أي تنازلات فيما يتعلق بالقضية الكشميرية .
هذا بجانب تعاون البلدين فى المجالات الصحية والرياضية والثقافية خاصة فى مجال إنتاج الأفلام السينمائية .كل هذا ساهم فى خلق جو إيجابي للقمة التى عقدت بين قادة البلدين على هامش اجتماعات سارك وشكلت الأساس للمباحثات التى يجريها الطرفان لتحقيق السلام فى المنطقة والتى بدأت بالفعل أولى جولاته فى فبراير 2004 .ويرجع حدوث مثل هذا التقارب بين الجانبين إلي عاملين كان لهما بالغ الأثر فى هذا الصدد:
- العامل الأول يتعلق بالدور الأمريكي النشط والداعى إلي توصل الطرفين إلي حلول للقضايا والمشكلات المثارة بينهما وذلك من خلال الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة على الطرفين خاصة الجانب الباكستانى .
- العامل الثانى يتعلق بالطرف الباكستانى نفسه والذى واجه ضغوط خارجية كما سبق وأشرنا ، وضغوط داخلية متعددة بدءا بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعانى منها باكستان مرورا بالموقف الباكستانى الداعم للولايات المتحدة فى حربها على أفغانستان أملا فى الحصول على مساعدات من جانب الولايات المتحدة التى تراجعت عن وعودها واقتصرت مساعدتها على 400 مليون دولار مما اضعف موقف مشرف داخل باكستان وأمام مجاهدى كشمير .
فى ظل هذه الأوضاع لم يكن أمام مشرف سوى البحث عن طوق النجاة والمتمثل فى إحياء المحادثات بين بلاده والهند والتى قوبلت برفض من جانب قطاع كبير من الكشميريين والباكستانيين المعارضين لأي تقارب هندى باكستاني لا يتضمن حلولا جذرية للقضايا الشائكة بين الطرفين ، وان كان ذلك لم يمنع من وجود بعض القوى التى أيدت هذا التقارب باعتباره خطوة مبدئية على طريق التوصل لاتفاق بين الجانبين .وفى ضوء كل ذلك نجد صعوبة فى رسم صورة متفائلة حول اثر لهذا التقارب على مستقبل علاقات الطرفين على اثر الخلفية التاريخية التى تحكم العلاقة بين البلدين ، حيث أن نجاح عملية التقارب مرهونة بأمرين أساسيين : انخفاض وعى فى مستوى الأنشطة التى تهدد الاستقرار والأمن فى كشمير من جانب الطرفين – رؤية كل طرف لحل المشكلة الكشميرية فى ضوء ما يمكن أن يقدمه من تنازلات فى هذا الصدد .وان كان المستقبل القريب لن يشهد تقدما ملحوظا على مستوى علاقات الطرفين خاصة فى ظل عدم قدرة الحكومة الهندية على تقديم تنازلات جادة وهى مقبلة على انتخابات عامة خلال شهور الصيف القادمة .

وترى الباحثة أنه يسود تعتيم أعلامي في الإعلام العربي حول القضية حيث لا يتم تداولها في وسائل الإعلام المتاحة إلا عند وقوع أحداث جسام بخلاف الإنترنت الذي تتوافر عليه أغلب المعلومات تقريبا،و قد أعتمدت الباحثة عليه كليا تقريبا في إجراء البحث.

الإعلام الدولي:
أصدر معهد الأمم المتحدة للبحوث نشرة حول نزع السلاح في الفصل الثاني من العام 2004. وقد خصصت النشرة مقالات عدة للنزاع بين الهند والباكستان:
■ رئيسة التحرير كيرستن فينيار قالت في كلمتها: إن النزاع القائم بين دولتي الهند والباكستان اللتين تملكان سلاحاً نووياً، يسير تدريجياً نحو التسوية والحلول. فاللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني، لوّح بمؤشرات أمل لسلام أفضل في المنطقة، وبتطبيع العلاقات بين الدولتين لناحية إيجاد تعاون اقتصادي وتجاري ومكافحة الفساد والمخدرات... واشارت فينيار الى العلاقة بين أمن المواطن وحقوقه ومدى ارتباطهما بعملية نزع السلاح التي ترعاها الأمم المتحدة ومعهد الأمم المتحدة للبحوث حول نزع السلاح UNIDIR والذي بدوره يقوم مع منظمات ومراكز أبحاث أخرى بأعمال ونشاطات تحول دون انتشار الأسلحةعلى أنواعها للمضي قدماً نحو مستقبل أفضل عنوانه السلام والتطوّر.
■ جاء في تعليق خاص للمفوض الأعلى للباكستان السيدة مليحة لدحي، ان الوضع القائم بين الهند والباكستان هو أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، فالتاريخ يشهد على حروب عدة نشبت بين البلدين... إن المنطقة أصبحت تعرف بالأكثر خطورة على حد قول الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وذلك بفضل التشجيع الذي أقدم عليه كل من البلدين لتطوير برامجه النووية، لذلك يعتبر اتفاق كانون الثاني ¬ الذي نتج عن جهود المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وعن سلسلة إجراءات بناءة اتخذتها كلتا الدولتين ¬ إيجابياً. وعرضت لدحي للصيغة التي اقترحها الرئيس الباكستاني للوصول الى حل سلمي للنزاع.
■ واهي غورو بال سينغ سيدهو، من معهد السلام الدولي في نيويورك تناول في كلمته النزاع الأميركي ¬ السوفياتي (أو ما يعرف بالحرب الباردة) خلال مرحلة الخمسينات أو الستينات الذي أدى الى تعقيد الأزمة الناشبة في المثلث الصيني الهندي الباكستاني، حول تطوير البرنامج النووي لكل من البلدان الثلاثة، حيث باتت كل دولة تعتمد على تطوير اسلحتها النووية خوفاً من خطر يمكن أن تسببه الأخرى.
■ دافيد لوغان مدير مركز دراسات الأمن والديبلوماسية في جامعة برمنغهام قال بدوره: يبدي كل من الطرفين رغبته في عدم تصعيد وتيرة النزاع، لكنهما يفتقدان الى اتخاذ قرارات صارمة بسبب غياب الثقة، ولتخوفهما من الاصوليين داخل أراضيهما. واشار الى أن "SAARC " قمة في كانون الثاني 2004، أظهرت دخول البلدين في مرحلة "النضج"، ولكنها مرحلة حساسة للغاية، فأي اعتداء من اي طرف يمكن أن يولد حرباً، وهنا تكمن خطورة الحرب إذا استخدم فيها السلاح النووي، لذا يجب التنبه لهذه المخاطروالمحافظة على مرحلة التفاوض، فالمجتمع الدولي يلعب دوراً بارزاً في هذا المجال للسير قدماً نحو مستقبل أفضل تنعم فيه المنطقة بالأمن.
■ راهول شادهوري الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ISS تناول دور الولايات المتحدة وتأثيرها على النزاع القائم بين الهند والباكستان، واشار الى ضرورة السير بخطوات مستقبلية أفضل مع تدخل الولايات المتحدة في حل النزاع، نظراً الى تفاوت حجم القوة بين الهند والباكستان اقتصادياً وعسكرياً،بالاضافة الى التفاوت العددي للسكان ومساحة البلاد. وقال: في حين ترفض الهند أي تدخل لطرف ثالث لحل النزاع حتى ولو كان هذا التدخل من قبل الأمم المتحدة، تفضل الباكستان تدخل دولة أجنبية لاعتقادها بأن كشمير هي سبب خلافها مع الهند.
■ افتخار زمان المدير التنفيذي لمؤسسة السلام الأميركي تناول موضوع العيش في ظل منطقة جنوب آسيا النووية، والعمل على توفير الأمن ونزع السلاح فيها، وقال ان العالم بعد 11 سبتمبر 2001 دخل مرحلة صعبة ينبغي فيها محاربة السلاح النووي والعمل على إيجاد صيغة تخرج العالم من مأزقه الى عالم آخر ينعم بالسلام والأمن.
و في الثلاثاء 24/11/ 2009اعربت الصين عن أملها أن تتمكن الهند وباكستان من حل قضية كشمير بشكل ثنائى عن طريق الحوار والمفاوضات.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ خلال مؤتمر صحفى دورى " إن الصين لديها موقف ثابت إزاء قضية كشمير".وأضاف تشين " إن قضية كشمير هى قضية بين الهند وباكستان خلفها التاريخ . وإننا نأمل أن يتمكن الجانبان من حل القضية بشكل ملائم عن طريق الحوار والمفاوضات".
وجاءت تصريحات تشين بعد أن نقلت تقارير إعلامية عن ميرواعظ عمر فاروق رئيس مؤتمر حرية كل الأحزاب وهى جماعة سياسية كبيرة فى كشمير المحتلة، أن الصين لها دور فى تحقيق السلام فى المنطقة.
الخلاصة

ترى الباحثة أن السبب الرئيسي في هذا الصراع هو الإحتلال البريطاني لبلاد الهند،و الذي حاول زرع الكراهية،و الفرقة بين الهنود المسلمين،و الهندوس كما حاول أن يفعل بين المسلمين،و المسيحين في مصر،و لكن ما ساعده في الوصول الى مأربه في الهند هو الإختلاف الكبير بين الديانتين،و عدم إعتراف إحداهما بالأخرى.و عندما خرج الإحتلال من الهند قسمها إلى دولتين على أساس ديني:الهند للأغلبية الهندوسية،و باكستان للأغلبية المسلمة،و تركت حرية الإنضمام مفتوحة للولايات،و الأقاليم مما ساهم في نشوب الخلافات،و الصراعات بين الدولتين حول الولايات المنضمة إلى كل منهما،و التي إنحصرت بعد ذلك في الخلاف الدائم حول ولايتي جامو،و كشمير.
و تعتقد الباحثة أن الحل الممكن لهذا الصراع هو إجراء إستفتاء شعبي لأهالي الولايتين؛ ليختاروا إلى أي الدولتين يريدوا أن ينضموا،أو قبول الوضع كما هو بعد التقسيم الذي أجرته الأمم المتحدة للولايتين بين الدولتين.

 

 

 

 

 

 


المراجع
1. الهند وباكستان.. صراع مستمر- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C1341F99-BF33-49AE-A4B2-19CA9E26BA7F.htm- الأحد-29/11/2009-7:50
2. الحروب الهندية الباكستانية- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/16F3F178-02EA-44A2-A2AF-D43C1219ED01.htm-الجمعة-28/11/2009-21:00
3. اتفاقية شملا 1972- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/EF15A803-6BC6-453A-899B-98555B7F4572.htm- الجمعة-23/11/2009-20:58
4. اتفاقية طشقند 1966- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9350A2AA-C352-4560-95A6-A55486935347.htm- الجمعة-28/11/2009-20:44
5. محمد عبد العاطي- كشمير.. نصف قرن من الصراع- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5AAFD3A8-16E4-41C5-86A5-B4CA62440A97.htm- الأحد-29/11/2009-6:20
6. أحمد أبو زيد- السباق النووي بين الهند وباكستان ومخاوف الحرب الرابعة-16/10/1425 هـ- http://almoslim.net/node/85481- الأثنين-30/11/2009-19:20
7. إسماعيل محمد- محطات في الصراع الهندي الباكستاني- www.aljazeera.net/NR/exeres/79FBBB2F-49AD-4DD3-96E2-B6FF06A9E132.htm- الجمعة-28112009-20
8. نزاع كشمير- http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B_%D9%83%D8%B4%D9%85%D9%8A%D8%B- الأثنين-30/11/2009-20:50
9. رودي قازان- كشمير في قلب الصراع الهندي ¬ الباكستاني- مجلة الدفاع الوطني-الثلاثاء-1/12/2009-22:30
10. أحمد عَلّو- أزمة كشمير بين الهند والباكستان- مجلة الجيش- العدد274 – مارس2008- http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=18095 - الأربعاء-2/12/2009-22:20
11. بشير عبد الفتاح- أحداث مومباي تجمد التقارب الهندي الباكستاني-موقع إسلام أون لاين- الثلاثاء-2ديسمبر2008- http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout&cid=1228206654581- الخميس-3/12/2009-18:30
12. محمد الشافعي- صراع بين الثقافة «البوليوودية» والآيديولوجيا الباكستانية- جريدة الشرق الأوسط-لاربعـاء 26 جمـادى الثانى 1428 هـ 11 يوليو 2007 العدد 10452- http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10452&article=427671 - الخميس-3/12/2009-5:00
13. براكريتي غوبتا-الجارتان النوويتان.. على شفا حرب رابعة-جريدة الشرق الأوسط-الجمعـة 06 محـرم 1430 هـ 2 يناير 2009 العدد 10993- http://www.aawsat.com/details.asp?section=45&article=501290&issueno=10993- الخميس-3/12/2009-19:10
14. استشهاد أحد قادة حزب المجاهدين في إقليم كشمير -6 أغسطس 2009 الساعة: 11:51- http://southasian.maktoobblog.com/518/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%87%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%82%d9%84%d9%8a/- الجمعة-4/12/2009-19:00
15. النزاع بين الهند وباكستان في نشرة معهد الأمم المتحدة للبحوث- مجلة الجيش
العدد232-أكتوبر2004- http://www.lebanesearmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=5611- الخميس-3/12/2009-3:00
16. باكستان تقول إن الهند تخطط لشن حرب ضدها-27 نوفمبر 2009 الساعة: 06:59-http://southasian.maktoobblog.com/1347/باكستان-تقول-إن-الهند-تخطط-لشن-حرب-ضدها/- الجمعة¬-4/12/2009-19:9
17. الصين:قضية كشمير يجب حلها من خلال الحوار-26 نوفمبر 2009 الساعة: 04:05-http://southasian.maktoobblog.com/1292/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8a%d9%86%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d9%83%d8%b4%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%ad%d9%84%d9%87%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7/- الجمعة-4/12/2009-19:15
18. باكستان تطالب الهند بتفسير تصرفاتها- 5 نوفمبر 2009 الساعة: 23:23-http://southasian.maktoobblog.com/1178/%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d8%a8%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%aa%d8%b5%d8%b1%d9%81%d8%a7%d8%aa%d9%87%d8%a7/- الجمعة-4/12/2009-21:10
19. الجيش الباكستاني يتهم الهند بدعم حركة طالبان-3 نوفمبر 2009 الساعة: 14:06-http://southasian.maktoobblog.com/1161/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%aa%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d8%a8%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9/- الجمعة-4/12/2009-21:30
20. الهند تسعى لمحادثات جدية مع الكشميريين!- 23 أكتوبر 2009 الساعة: 20:27- http://southasian.maktoobblog.com/1039/%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d8%aa%d8%b3%d8%b9%d9%89-%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%8a/-السبت-5/12/2009-4:45
21. جيلاني: حل مسألة كشمير ضروري للسلام في المنطقة- 26 سبتمبر 2009 الساعة: 13:07- http://southasian.maktoobblog.com/862/%d8%ac%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%84-%d9%85%d8%b3%d8%a3%d9%84%d8%a9-%d9%83%d8%b4%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%a7/-السبت-5/12/2009-5:20
22. باكستان مستعدة للحوار مع الهند والأخيرة تتهمها بالقرصنة- 18 سبتمبر 2009 الساعة: 09:23- http://southasian.maktoobblog.com/841/%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a/-السبت-5/12/2009-5:30
23. طارق عادل الشيخ،كشمير ورؤي ما بعد‏11‏ سبتمبر‏2001‏(القاهرة:مجلة السياسة الدولية،عدد148،الأهرام للطباعة و النشر و التوزيع،أبريل2002).
24. أحمد طاهر،العلاقات الهندية – الباكستانية : جولة جديدة من التقارب( القاهرة:مجلة السياسة الدولية،عدد113،الأهرام للطباعة و النشر و التوزيع،أبريل2004).

إعداد
سارة الليثي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !