الإخوان في تونس يدعون إلى الفرقة و الإختلاف ؟
ما يستفزني في الفكر الإخواني أنهم يبررون جهلهم و كفرهم بالله و ببصائره اعتمادا على نصوص بشرية أو اقتطاع لآيات القرآن و تحريفها على غير وجهها الظاهر كمن يعتمد شطر الآية : ويل للمصلين ؟ دون اتمام لمعنى الآية أو زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين ليؤكدوا جريهم على ملذات الدنيا ؟ لذلك يبقى الفكر الإخواني الأخطر على مستقبل الثورة التونسية من كل أعدائها ؟؟
و فيما يلي نموذج لتحريف معاني كلمات الله من قبل الإخوان المجرمون الذين خربوا حيوية الفكر الاسلامي منذ القرن الأول للهجرة و الى حد اليوم ؟
قلت على جداري في الفيس بوك هذا الصباح :
إن مرد الإختلاف بين كل التيارات ذات المرجعية الاسلامية هو عدم اعتمادهم نصوص القرآن المجيد و معاييره الأزلية مرجعا وحيدا لأقوالهم و سلوكياتهم السياسية و عدم تفريقهم بين الزمن الثوري الذي دعا إليه القرآن المكي و الزمن المدني الذي دعا اليه القرآن المدني بما هو دعوة لتنظيم المجتمع المسلم الذي اختار جل ابنائه نظريا توحيد الله منهجا للحياة و لهذا يؤكد القرآن أن الميزان الحق لكل السلوك البشري هو كتاب الله لا غير ... كما هو المعيار الوحيد لكل سلوكيات البشر و لو كانوا أنبياء :يقول عز وجل : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميــزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) 17- الشورى
أجابني السيد و الظاهر أنه إخواني حد النخاع ؟
Noureddine Aouididi
الاختلاف أصيل بين بني البشر أخي محمد. فالله قد خلق الناس مختلفين. قال تعالى "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" (119) سورة هود.. فالاخ...تلاف عميق أصيل. وهناك مفسرون يذهبون إلى أن الله قد خلق الناس ليكونوا مختلفين "ولذلك خلقهم". واختلافهم يثري حياتهم. والصحابة الكرام، وليس فقط التيارات ذات المرجعية الإسلامية، اختلفوا في نص يبدو للوهلة الأولى أنه واضح قاطع، وهو قوله صلى الله عليه وسلم، "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريضة"، فبعضهم أجل الصلاة حتى نصف الليل، وبعضهم صلى العصر وذهب لبني قريظة، على اعتبار أنه فهم أن الرسول قصد حثهم على الإسراع في الذهاب لبني قريظة، ولم يطلب منهم تأخير الصلاة.. فانظر رحمك الله إلى أن الاختلاف طبيعي.. المهم أن لا يتحول خلافنا إلى صراعات وتدابر وتنابذ وتقاتل. وقد قال القائل "نعمل فيما اتفقنا فيه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وهذه هي الروح المطلوبة منا اليوم، مهما اختلفنا، وذلك لليقين أن الاختلاف في الفهم والنظر أمر طبيعي ولا مهرب منه ولا مفر. ويمكن تحويله إلى نعمة تكامل وتعاون، بدلا من أن يكون نقمة فرقة وتشتت وصراع.
أجبته :
صباح الخير , اسفت سيدي لهذا الفهم لكتاب الله و لآياته البينات التي لا تحتاج لأكثر من تدبر بسيط قادر على فهمه حتى الأمي من الأعراب ؟ فالآية تؤكد على وجود الاختلاف بين البشر و هذا بائن بوضوح لا مرية فيه و لكنه يستثني الأمة المسلمة من هذا الا...حتلاف لذلك ختمت الآيات بقوله عز وجل :إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" (119)و في آيات عديدة يؤكد القرآن( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون )؟,
ثم أراك تختم حديثك بقول للرسول صلى الله عليه و سلم و الرسول ص لم يكن في يوم من الايام مصدرا للتشريع كما تزعمون مما جعلكم في النهاية تخالفون قوله صلى الله عليه وسلم على لسان القرآن :إن أتبع إلا ما يوحى إلي و أمر الله له : اتبع ما أوحي إليك من ربك ؟
قلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَ مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَ لاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَ مَا أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) ( الأحقاف ـ 9 )
.
2 ـ ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ وَ لاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَ لاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَ البَصِيرُ أَفَا تَتَفَكَّرُونَ ) ( الأنعام ـ 50 ).
3 ـ ( وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) ( هود ـ 31 ).
4 ـ ( قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَ مَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ لِقَوم يُؤْمِنُونَ ) ( الأعراف ـ 188 ).
و لا أرى للإخوان من دور في العصر الحديث سوى دور تخريبي للثورات الجارية في طول البلاد العربية ؟ لذا وجب الحذر و تحييدهم في أي عمل سياسي كي لا يجهزوا على ما تحقق لمجتمعاتنا ؟
التعليقات (0)