مواضيع اليوم

دور إيران في إجهاض الربيع العربي

خالد الأحوازي

2013-09-24 02:15:13

2

ترك الربيع العربي في بداية انطلاقته أثراً تفاؤلياً لدى الشعوب العربية لوضع حد لحكم الديكتاتوريات في منطقة الشرق الأوسط لكن سرعان ما تبخرت تلك الآمال الى تشاؤوم مفعم بالإحباط بسبب انحراف مسير الثورات العربية في دول الربيع العربي.فإذا ابتعدنا قليلاً عن نظرية المؤامرة نجد أنّ للوعي التعبوي للأحزاب والمجتمع المدني في الدول العربية دور مهم في تردي الوضع هذا بسبب الصراع المميت على السلطة بين المجتمعات العربية المنتمية للنخب وذلك ترك اثراً سلبياً على الإقبال الجماهيري على الطليعة الثورية من الشباب العربي و خلّف نقمة شعبية ضدهم تمثّلت في صعود التيار الإسلام السياسي في المكنطقة العربية.

لكن إذا تمعنّا بعض الشئ في المؤامرات التي حيكت من قبل دول المنطقة التي تخشى وصول هذا المد الجارف اليها فإنّ للنظام الإيراني الدور الأبرز في إجهاض الثورات العربية.فتمثّل الدور الإيراني إعلامياً ولوجستياً في دعم التيار الإسلامي الصاعد في دول الربيع العربية باستثناء سورية. وذلك بسبب التقارب الإيراني الإخواني عقائدياً و سياسياً. رغم أنّ الثورة الإيرانية تتوافق تماماً مع الخطاب الثوري السائد في الدول العربية إلا أنّ النظام يخشى صعود التيار التحرري القومي في الدول العربية لما لصعود هذا التيار أثر على الداخل الإيراني.من هنا فضّل دعم فصائل دينية في الدول العربية على حساب التيار المدني الثوري لترجيح كفة جهة على أخرى وبالتالي إجهاض النهوض القومي العربي.من هذا المنطلق نرى أنّ قادة النظام إيران و خطابه الإعلامي كان يشدد على أن الثورات العربية ربيع إسلامي وليس ربيعاً عربياً لأدلجة الثورة العربية لربطها بالثورة الإسلامية.

لكن رغم ذلك واجه التيار الديني العربي المد الإيراني وذلك خشية من الأجندة الإيرانية على حساب أجندة الثورات العربية فلم ينجر لا الإخوان المسلمين رغم تقاربهم التأريخي مع نظام طهران ولا السلفيون وراء الخطاب الإيراني المؤدلج بنظرية ولاية الفقيه المبطنة بعقيدة الإستيلاء الفارسي القديم والمدجنة في ترويض الشعوب العربية على حساب إحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة.

فقد أسقطت الثورة السورية أخر أوراق عن عورة النهج الإيراني وتدخله الفاضح في سورية التي يحكمها رجل علماني يدعي القومية العربية وحزب شوفيني يتشبث بالوحدة ويرفع شعار الأمة العربية. فوقوف إيران بوجه الثورة السورية التي كانت سلمية في بدايتها و مدّ النظام السوري مالياً ولوجستياً و دعمه بمسلحين من حزب الله وعناصر عراقية موالية لإيران و خبراء حرس ثوري يكشف مدى سقوط النظام الإيراني في ورطة التشبث بالربيع الإسلامي من جهة و تناقضه في دعم الشعوب العربية في الوصول الى أهدافها وتطلعاتها التي تتمثل جلياً بالثورة السورية.فالإزدواجية الإيرانية تجاه لثورة السورية تعتبر قمة المحاولات الإيرانية لإجهاض الربيع العربي على حساب التمدد الإيراني و نفوذه الإمبراطوري في العالم العربي.

 




التعليقات (2)

1 - الخليج

محمود - 2013-09-24 06:04:55

دول الخليج الديكتاتوري هي التي تمول كل النشاطات المضادة للربيع العربي وهي التي تشعل حرب سورية وساعدت بلطجية مصر على الانقلاب لكن سوف تفشل في النهاية لان العجلة لا تدور للخلف .

2 - إيران الأفعى

سعاد شاكر - 2013-09-24 06:58:47

لطالما حذر الخبراء من الخطر الإيراني على المنطقة منذ بداية الثورة الخمينية والتي كانت تلبس عباءة الدين نفاقاً لتحقيق مصالحها السياسية والتوسعية في المنطقة والانتقام من العرب بسبب هزائم الفرس المتتالية في الماضي أمام العرب والروم. كما عُرفت إيران على المدى العقود الماضية بتقلباتها السياسية لتحقيق أهدافها ومصالحها الشخصية. ولو لا وجود إسرائيل وإيران والنظام السوري في المنطقة لكانت الشعوب العربية والإسلامية تعيش في أمان واستقرار سياسي واجتماعي لعشرات ومئات السنين القادمة.

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات