من أصعب الأشياء على الإنسان عندما يريد أن يقضي حاجته أن لا يجد المكان المناسب لها، خاصة في ظل انعدام النظافة في دورات المياه على الطرقات السريعة لمعظم الدول العربية ،وسأتحدث عن الطرق ببلدي وأخص بالذكر طريق مكة المكرمة - المدينة المنورة. كنت مع عائلتي عائدا من المدينة إلى جدة فتوقفنا بإحدى المحطات (التي من المفترض أن تكون أفضل الموجود) ثم المحطات التي تليها لنجد أن دورات المياه غير نظيفة وقذرة بمعنى الكلمة، فالنظافة معدومة على الإطلاق حتى إنك تشمئز من الرائحة الكريهة الناتجة عن الفضلات بجوار دورات المياه في بعض المحطات (أعتذر من القراء على هذا الوصف لكنه الواقع للأسف). هذا الطريق الحيوي الذي يسلكه الملايين سنوياً من ضيوف الرحمن وغيرهم يعتبر تحفة من حيث الإنشاء والصيانة وواجهة مشرفة للطرق السريعة في المملكة، لكن تسيء إليه المحطات ودورات المياه العشوائية، والغريب في الأمر أن تترك الأمور على حالها دون حل أو خطة سريعة لتحسينها في ظل مواسم عمرة متصلة مع الحج طوال العام رغم وجود مشاريع ونماذج للمحطات الحديثة تطبق على الطرق الجديدة وهي ليست بأهمية طريق مكة- المدينة السريع ولا يسلكها حتى 10% من المسافرين عليه، وأعتقد السبب في ذلك أن بعض المسؤولين لا يتقيدون بالأهم ثم المهم.
المحطات ودورات المياه في معظم دول العالم تكون بمستوى معين من النظافة ولا اريد أن آخذ النموذج الأمريكي أو الاوروبي كمثال حتى لا يقول القارئ (إحنا فين وهما فين) لذا سآخذ نموذجين غربي وعربي.
فلو سلكت أي طريق بالولايات المتحدة لوجدت أن هناك مناطق مخصصة كإستراحات لقضاء الحاجات. وفي الدول العربية طريق القاهرة - الاسكندرية تتعجب من المحطات والمقاهي في أول ووسط الطريق سواء لمستوى التصميم والنظافة أو المحتوى. فهل تنفيذ مثل تلك النماذج صعب ومستحيل عندنا؟! لا اعتقد، واقترح كمرحلة أولى تجهيز دوريات نظافة تهتم بدورات المياه بالطرق السريعة أو شركات تتولى المسؤولية حتى يتم التفكير جديا بحل المشكلة وإن كانت دورات المياه بالمشاعر تعتبر مناسبة إلى حد ما لتعميمها على الطرق السريعة على ان تعدل بما يناسب الطراز الحديث للمحطات.
التعليقات (0)