مصعب الهلالي:
(دواعي الحَـذَرْ فِي فـَتْـوَىَ البَظَـرْ)
[الجزء الثاني]
9) من ناحية أخرى فمن هذا الشّقيّ الذي يدّعِي أن شهوة المرأة تتحرك من خارجها كما يحدث للرجل ؟؟ ... إنها بالفعل إحدى منتجات وسلبيات ومفاسد المجتمع الذكوري الذي يعيش فيه رجل الدين عموما المسلم واليهودي والمسيحي على حد سواء . ورويدا رويدا يختلط عليه الأمر والحابل بالنابل .... فيصبح غير قادر على التفرقة بين الغلام والفتاة وبين الرجل والمرأة وبين الذكر والأنثى ... والقُبـُلَ والدُّبــُرْ . فإذا كان الذكر وبحسب طبيعة القضيب (جهازه التناسلي) يجري إنتصابه بالملامسة الخارجية أو إدمان عينيه النظر . فإن الأنثى على عكس الذكر ولحكمة أرادها الله لا تغلب عليها رغبتها إلا بملامستها في أشفار جهازها التناسلي الداخلية وليس عبر البظر كما يظن بعض الجهلاء عديمي الخبرة بالمرأة . ولأجل ذلك طلب الشارع من الذكر (غض البصر) لأن الذكر يمكن إثارته بمؤثرات خارجية بصورة أسهل وبمجرد النظر أحيانا على عكس الأنثى .
إذن فأهمية البظر الأولى في حقيقة الأمر أنه (مُؤشّر ) يهتدي به شريكها الذكر أثناء التهيئة النفسية والجسدية لمعرفة درجة إستثارة أنثاه وهي متجردة بين يديه . حيث ينتصب البظر حين تستشفها الرغبة ... لكن يبدو أن بعض أصحاب الفتاوي من داخل المربع الذكوري ليسوا على وعي بنفسيات المراة وليسوا على استعداد للحوار الجنسي معها على هذا النسق من الشفافية والأخذ والعطاء بتقنيات المشاركة العاطفية ويقتصرون في علاقتهم معها على (المُواقـَعَة) ليس إلا . ولا يفهمون آليات وأدوات ومواقع (المُداعبة) و (المُلاعبة) الجغرافية والعملية على النحو الفني اللازم.
ولا تتلذذ الأنثى في بظرها بقدر ما تتلذذ في أشفار جهازها التناسلي الداخلية أما الأشفار الخارجية البارزة عادة فوق جسدها فإنها لحماية جهازها النوعي وسلامته بشكل عام على عكس الذكر الذي تتجمع الإثارة لديه في الخِتَانْ وهو رأس القضيب أسفل الحشفة.
أما مسألة المداعبة والملاعبة لها قبل الجماع فهي تنقسم إلى مرحلتين .. "نظرية" و "عملية" ... والعملية أشرنا إليها اعلاه وهي تختلف بين ذكر وآخر على قدر موهبته وملكاته وقدرته الشخصية على الابتكار والإبداع ..... أما النظرية فهي تكون بداية وممهدة وبغرض التهيئة النفسية لمشاعرها واحترام آدميتها . يستخدم فيها الذكر ما يجود به معجمه اللغوي من معسول الكلام والملاطفة . فالمراة أكثر ما يثيرها من الخارج هو قدرة الرجل على مَـسِّ عواطفها بالكلمة والمعاملة الحلوة وليس بظرها وجهازها التناسلي فهي إنسان أولا وأخيرا وأعمق عاطفية من الذكر.
ثم أن البظر وهو جسم مخروطي الشكل لا يوجد جغرافيا في داخل الجهاز التناسلي (المهبل) بل هو جزء من الملحقات الخارجية للجهاز التناسلي . وفيه فتحة صغيرة أعلاه تخرج إفرازات دهنية يتخلص منها الجسد وهذه وظيفة أخرى له .
والمصيبة أنه عند ختانها وإن كان على نهج السنة فإنه يجري بتر جزء طال أو قصر ثم يكوى الجزء المتبقي من البظر الأمر الذي يغلق هذه الفتحة . ويحول بالتالي دون خروج هذه الافرازات فتحتقن في داخل الجلد وتؤدي إلى صدور روائح كريهة مزمنة تحت الجلد في بعض الأحيان ، لا تنفع في علاجها الكريمات أو الخُمْرة و الدِّلكة .
أما الختان أو الخفاض الفرعوني فحدث ولا حرج فهو يزيل الملامح الخارجية للجهاز التناسلي للأنثى تماما لأن الحالقة أو القابلة (بدون مخدِّر موضعي غالباً) تعمد إلى بتر البظر أولاً من جذوره ، ثم تَـعْمَـدُ إلى المشافر الداخلية فتفصّدَهَا بالموس بهدف إزالة توصيلات وتجمعات الشعيرات الدموية بها . وبالتالي إماتة الشعور والإحساس فيها . ثم تسلخ من لحم الأشفار الخارجية وتخيطها بالأشفار الداخلية ولا تترك سوى فتحة بسمك قشة عود الكبريت لخروج الدورة الشهرية .
وبمرور الزمن ومع نمو الطفلة ينمو اللحم فوق الأشفار الداخلية فيندمج مع الشكل الخارجي ولا يُـعاد يُعرف له وجْهٌ مِن قَـفَـا .... أو رأسٌ من كُرْعين كما نقول بالعامية .
والمصيبة الأخرى تكمن في ان هذه الفتحة التي تركت بعد الختان لا تسمح بخروج كافة الدماء الناتجة عن مخلفات بويضات الدورة الشهرية فتظل تـتجمع خلف جهاز البكارة وتسبب آلاما مبرحة للأنثى والتهابات مهبلية داخلية يقف الطب عاجزا عن علاجها موضعيا خوفا من زوال البكارة بالنسبة للفتاة فيكتفى بالمهدئات والمضادات الحيوية.
وهناك الآلام الجسدية والنفسية التي تتعرض لها الأنثى خلال عملية الخفاض وبعدها وخلال فض بكارتها . والتي يعاني معها الذكر على حد سواء تؤثر على مزاجها النفسي وإحساسها بالقهر والظلم والتفاهة فيكون في ذلك تعطيل لقدراتها وإسهاماتها في نهضة مجتمعها وثقتها بنفسها . وكذلك فإنه عقب كل عملية ولادة طبيعية يلزمها إعادة خياطة فتحة المهبل من جديـد ووووو .. القائمة تطول والكل يعرف ولا داعي للإحراج بـذكر الجوانب الأسـوأ الأخرى المترتبة على هذا النوع من الخفاض . والذي لا يزال هو الأكثر الأعم في الريف والقرى والأقاليم وحتى العاصمة ....
ومن حيث الشكل فهناك الآن معضلة حيث كان الزوج في الأجيال السابقة يكتفي بمواقعة المراة دون أن يشغل نفسه أو ربما لا تسمح (تقاليد تاجوج) و (إرث البلاهة) بأن يرى عورة زوجته على النحو (اليقيني) الذي بات فيه الأمر بين الزوج والزوجة عند ممارسة الجنس في العصر الحديث والذي يمارس على نحو كامل من الشفافية من حيث الإطِّلاع والملامسة بالأيدي والشفاه والألسنة بين الطرفين وهو ما لا يسمح به الخفاض الفرعوني حيث ذكرنا من قبل ان ملامح الجهاز التناسلي للأنثى في حالة الفرعوني تصبح في عداد العَدَمْ وتصبح عبارة عن (فتحة) أو (فجوة) أو (مدخل) ليس إلاّ .... أو أطلق عليه ما شئت من أوصاف ومسميات .... وهذه تؤدي كلها إلى إحساس الذكر بالغبن والظلم وخيبة الآمال ... ولاشك تؤدي إلى مشاكل وبرود بين الزوجين وعقد نفسية لدى الزوجة لإحساسها بأنها غير مكتملة.
ومن المفارقات أنه ربما تخطيء القابلة أو الخاتنة غير الخبيرة فتفصد الأشفار الداخلية على نسق الحجامة التقليدية فيؤدي ذلك إلى نمو غير طبيعي في خلايا هذه الأشفار وتكاثر غير متزن في الشعيرات الدموية الناقلة لمشاعر اللذة من المخ وإليه فينقلب السحر على الساحر . فتصبح الأنثى في غاية الشبق الجنسي على نحو قد لا تصبر فيه إلى أن تتزوج ، فتمارس الجنس قبل الزواج بطريقة هيستيرية. أو أن تصيبها هذه الهستيريا الجنسية بعد الزواج فتؤدي إلى خلافات بينها وبين زوجها وطلب الطلاق اعتقادا منها بأن زوجها ضعيف القدرات الجنسية . وقد يطلقها زوجها ليتخلص منها ، أو قد تدفع بها إلى التعدد الرجالي الحرام لإطفاء شبقها . ولعل مناظر الأطفال اللقطاء الذين يعثر عليهم المارة على قارعة الطريق وحول أسوار المستشفيات وأبواب المساجد في الفجر بالمدن الرئيسية ، وكذلك في القرى أحيانا منذ مئات السنوات تدل على أن الختان الفرعوني لم يفلح في لجم شهوة الفتاة كما يدعي مؤيدوه من الفراعين الحهلة.
إن خفاض الإناث سواء على النهج الفرعوني أو ما يطلق عليه جزافا سُنّة هو في الأصل بدعة يهودية حيث ابتدع اليهود الختان الفرعوني خلال تواجدهم بمصر خوفا على إناثهم من التفلت وعلى جهل منهم . ثم جرى تعديله في فترة التيه فاستعيض بقطع جزء من البظر . ومن ثم يبقى في نهاية الأمر مثل غيره من البدع التي كان اليهود على جهلهم يمارسونها في نسائهم المتفلتات بطبيعتهن وأخذها منهم أهل مصر والسودان وأجزاء من وسط أفريقيا ثم الأوس والخزرج في يثرب وغيرهم من عرب اليمن بعد دخول اليهودية هناك قبل الإسلام . وفي الغرب كان الخفاض ممارسا خلال العصور الوسطى إحتذاءا باليهود طلبا للعِفّة ، ولكنهم حرّموه بعد أن اكتشفوا أنه مجرد إنطباع أبله .
ولم تقتصر بدع اليهود لعنهم الله على الخفاض فحسب بل طال الأمر حتى أوضاع الجماع . ومما يحكى أن المهاجرين من الصحابة عندما تزوجوا من نساء الأوس والخزرج حدثت بينهم مشاكل فيما يتعلق بأوضاع الجماع فقد كان أهل المدينة على نسق اليهود يضاجعون نسائهم على حَـرْفٍ (بالجَـنْبـَة) من الخَـلْفِ ، بمعنى أن تستلقي المرأة على جنبها ثم يلتصق بها الرجل من خلفها فتخلف أحد ساقيها نحو الأعلى وتترك الساق الأخرى ممدة فيولج الرجل ذكره في فرجها . في حين كان أهل مكة يضاجعون نسائهم إفتراشاً وهنّ مستلقيات على ظهورهن .
وقد كان الفاروق عمر بن الخطاب قد تزوج إمرأة من الأنصار ، فجعلته يضاجعها في فرجها من خلفها فاستنكر على نفسه ذلك بعد فراغه . ثم ما لبث أن خرج بعد اغتساله مسرعا إلى المسجد النبوي الشريف وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هلك إبن الخطاب يا رسول الله)) وشرح الأمر ، فطمأنه صلى الله عليه وسلم وقال له : ﴿ أقبلْ وأدْبــِرْ واتَّـقِ الحَيْضَةَ والدُّبُـرِِ ).
وكانت اليهود تدعي أن ممارسة الرجل الجنس مع زوجته على وضع غير (الحَـرْفِ) يأتي بالولد أحول العينين . وحين إحْـتَـجّتْ نساء الأوس والخزرج على أزواجهن من المهاجرين ذهبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل في ذلك قوله عز وجل: ﴿نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنـّى شئتم ﴾ 223 سورة البقرة.. أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات وعلى حرف (جَنْب) وواقفات وجالسات وحيثما شاءا واستطاعا من أوضاع وأن يعانقها ويقبل جسدها من أخمص قدميها حتى أعلى راسها ... إلخ . فكل جسد المرأة لذة للرجل وما يفعله بها لذة لها وموضع تقدير وبهجة وعلى الرحب والسـعـة في قرارة نفسها ..... . ولكنها بحسب القهر الاجتماعي والإضطهاد الجنسي والنوعي الذي تتعرض له منذ طفولتها بوصفها انثى ومفعولا بها تخجل ولا تفصح لزوجها عن مكنوناتها ورغباتها الجنسية الحقيقية بشفافية ،اللهم إلاّ إذا عوّدها زوجها على ذلك منذ أول يوم من دخوله عليها فهذا شأن آخر لاسيما إذا كانت عذراء ولا سابق خبرة لها بالرجال ... وقليل من الرجال يفعل ذلك .... والكثير بالمقابل يرفض تكريس الشفافية لأسباب أهمها هو خوفهم من أن يفقدون هيبتهم أمامها (عُقْدَةُ سِي السَـيِّد) ولا يستطيعون قهرها وحكمها حسب اعتقادهم . أو خشية أن يتسبب لهم هذا التكريس لاحقاً في الحرج وعدم الجهوزية إذا تركوا للمرأة المشاركة في حق المبادرة بطلب الجنس في أي وقت شاءت . وبالتالي يحتفظون لأنفسهم بهذا الحق الحصري حتى إذا كانت لهم رغبة طلبوه . وإن لم تكن لهم الرغبة أو القدرة الجسدية والصحية ناموا أو تناوموا ولم يطلبوه .
وبعد .. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هو لماذا لا تتدخل الجامعة العربية عبر أماناتها المتخصصة لتدارك هذه المخاطر والإنحرافات الصحية والثقافبة والفكرية التي تعاني منها العديد من المجتمعات العربية بقدر أقل أو أكثر هنا وهناك بدلا من إضاعة وقتها وميزانيتها فيما لا طائل من ورائه لهثا خلف المعضلات السياسية فقط .. ولماذا لا تتدخل منظمة الصحة العالمية أيضا إذ ليس من المفروض أن يترك هذا الأمر الخطير لتلاعب وعبث غير المتخصصين وبعض الجهلاء والمنغلقين من رجال الدين اصحاب الفكر الذكوري . وكأنّ جسد المراة "حائط مبكى" عربي يرمي فيه البعض زبالات فشلهم ويذرفون امامه دموع تعاستهم.
(بــدايــة النهايــــــــة)
الخُـمْرَةَ و الـدّلْـكَـة : أسماء لنوعين من العطور البلدية وهي خليط من عدة أنواع من العطور الزيتية تستخدمها المراة السودانية المتزوجة. والدلكة تكون على هيئة عجينة رطبة تستخدم لتدليك الجلد فتعمل على تلميعه وتفتيح لونه ومنحه ميزة عطرية جاذبة ومثيرة للرجل .
التعليقات (0)