راميار فارس الهركي
أنا من الذين يعشقون الازمنة القديمة التي امتزجت بحياة البساطة الخالية من جميع صور التكلف والمبالغة في كل شيء وكثيراً ماتمنيت لو أن دنيانا التي نعيشها الان والتي تشهد تدفق شلال التغير في صفات الناس واخلاقهم وادابهم نحو الاسوء ، ان تتغير الى دنيا بسيطة يسودها الخير والعطاء من حيث قويها يساعد ضعيفها وغنيها يكرم فقيرها وغالبها يشد من ازر مغلوبها وشجاعها ينصف مظلومها من ظالمه ، دنيا فيها اقوال وافعال اهلها لوجه الله تعالى فقط لالوجه الغايات والمصالح الدنيئة .
قرأت في احد كتب التاريخ عن زمن من الازمنة الغابرة يتحدث فيه كاتبه عن اخلاق الناس وصفاتهم ويصف الحياة التي كانوا يعيشونها وهي حياة البساطة والشجاعة والنخوة والكرم والتي تختلف جذرياً عن حياتنا التي نعيشها الان التي اختلط فيها الحابل بالنابل والخير بالشر والصالح بالطالح وصار المرء يسير في ايامها وشهورها وسنينها وهو لايدري هل هو في نظر الناس محبوب ام مكروه صادق ام كاذب خيراً ام شريراً .
تغيرة الحياة الان وتغير كل شيء كان جميلاً وأختفت معها الانسانية والمحبة واصبحت هاتين العبارتين مقترنتان مع المصالح والغايات الدنيوية التي لو دفعت الابن لتقل ابيه من اجلها لما توراى عن فعله .
لماذا كل هذا التغير ؟ لماذا انقلب الانسان من مخلوق كرمه الله تعالى عن باقي مخلوقاته واودع فيه روحاً وعقلا ًوقلباً ، الى وحش كاسر لايرحم حتى اقرب الناس اليه ، لماذا أصبحت حاجة الشخص سواء كانت معنوية او مادية عاراً في أعين الناس غرباء او قرباء ومادة خام تتناقلها السنهم ليلاً نهاراً ؟
اتعلمون لماذا أحب حياة البساطة في قديمها وحديثها لانها على الرغم من قلة مواردها الاجتماعية والمادية فان كل شيء فيها على بديهيته وفطرتة فناسها أناساً بسطاء يحبون الخير لغيرهم ويدفعون الشر عن غيرهم قبل دفعه عن انفسهم
يقولون ويفعلون ماتمليه عليهم فطرتهم فلا مكان للمنافق والكذاب والمتملق مكانناً بينهم وان وجد فان القصاص يقام عليه لامحال .
التعليقات (0)