مواضيع اليوم

دنجوانات البلد

حسن الحارثي

2009-08-11 16:21:26

0

كم مازن عبد الجواد عرفت في حياتك؟ ستقول «أوووووه كثير»، وربما تكون أو كنت واحدا منهم ولا ننزه أنفسنا عن الخطأ والنسيان. لكن مازن «المجاهر» كان أغبى من أن يكتفي بفتح ملف حكاياته الدونجوانية في مجلس شبابي ضيق. كشف أوراقه للعالمين فأصبح ضحية انفتاح حضاري أممي قادته الفضائيات العربية بإتقان.
في حقيقة الأمر ما قام به مازن سابقة في تاريخ العالم، فحتى المهووسون بالنساء في المجتمعات الغربية ليست لديهم الشجاعة الكافية للحديث عن أسرار علاقاتهم الشخصية على الملأ باستثناء الإباحيين. ولم تشهد البرامج الحوارية العالمية الشهيرة كبرنامج «أوبرا» أو «دكتور فيل» خروج مثل هذا المازن بهذا الشكل السافر والمستهجن.
وبالعودة إلى واقعنا الذي لا مفر منه، لا بد أن نعترف أن البلد مليء بالدونجوانات و«الغزلنجية». وفي الأوساط الشبابية تكون المباهاة بـ «تشبيك» البنات والتعرف إليهن ضربا من البطولات، وهناك من يفاخر بعدد البنات اللاتي يعرفهن والمواعيد الغرامية التي يقودها، ويصل الأمر إلى أن يحسد شاب آخر على علاقته مع هذه أو تلك.
العلاقات المشبوهة بين الجنسين سلوك إنساني في كل المجتمعات والعصور. وللعرب تحديدا تاريخ عظيم في أدبيات الغواية والغزل ومطارحة الغرام، منذ الزير سالم حتى مازن عبد الجواد. فالأنثى جسد وشهوة وعيون نجلاء وقد مياس وشعر أسود وجبين وضاح وجنس، قبل أن تكون إنسانا له عقل وقلب ومشاعر وكيان.
واليوم لا حديث يعلو على قصة الشاب المجاهر. والمجتمع لم يتفق على شيء كما اتفق على الموقف المضاد لصاحب الرذيلة. وكل خوفنا أن تكون هذه القضية مدخلا لادعاء المزيد من الفضيلة الزائفة دون ممارسة حقيقية. سنكتفي بمحاسبة مازن على فعلته، وعلى بقية الدونجوانات أن يحذروا من اللون الأحمر، والخفاء الخفاء.

 

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20090811/Con20090811297868.htm

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !