فى احدى ليالى الاسبوع الاخير من شهر رمضان ادرت مؤشر التلفاز على القناة الاولى المصرية . كان البث من الجامع الازهر لنقل صلاة التهجد , اخذت اتابع هذه الشعيرة , كانت الكاميرا تنتقل بين وجوه المصلين وتنقل انفعالاتهم , لاحظت ان الكثيرين يكسون وجوههم بمسحة الحزن ,ويغلفون نبراتهم بحشرجات البكاء . كانوا يستحثون الامام ان يبدأ المعزوفة , احس الامام بالامر , استدعى مشاعر الندم على ما فرط من امره , لا بد من اتقان الدور , تحشرج صوته بالبكاء , تلقف المأمومون الاشارة , اصطخبت ساحات المسجد الكبير بالنههنهات والتأوهات . بعد هذا الفاصل اخذ الامام يردد الدعاء , ترتفع الاصوات خلفه بكلمة يا الله .بالطبع عادة البكاء الجماعى فى صلاة التهجد انتشرت فى مصر فى السنوات الاخيرة فيما يشبه المظاهرة , ولكن ان تنطلق من رحاب الازهر بمكانته وتراثه فهذا هو الذى يستدعى التساؤل . لماذا يبكى المصريون فى السنوات الاخيرة اثناء تهجدهم ؟ هل يتصورون ان دموعهم سوف تغسل ما يرتكبه الكثير منهم من مظاهر الفساد والظلم الاجتماعى . اعتقد ان هذا تفكير كارثى لأنه يجعل التدين وسيلة لانتشار الفساد
التعليقات (0)