مواضيع اليوم

دموع يحيى الجمل بين الثورة .. والثورجية ..

محمد شحاتة

2011-03-05 11:54:18

0

يعد المستشار الدكتور يحيى الجمل علماً بارزاً من أعلام الفقه الدستوري ورجال الفكر القانوني والسياسي في مصر ..

وهو رجل صاحب تاريخ ناصع ومرجعية فقهية وأحد صمامات الأمان التي يأنس بها الشعب ضمن مجموعة الوطنيين البررة التي لم تلوثها أبداً عوادم السلطة وعاديات الأنظمة وإغراءات المناصب ..
وكم انتفض يحيى الجمل غير مرة منذراً ومحذراً الأنظمة في عهدي السادات ومبارك حين المساس بحقوق الشعب أو التلاعب بمقدراته ومصيره عن طريق التلاعب بمواد الدساتير وتعييبها وحرفها وتحويرها لصالح الحكم المستبد المطلق وتضييق الخناق على الشعب ..
وكذا اندفع صارخاً ومندداً بتزوير الانتخابات في كل مراحل التزوير ودامغاً وواصماً المجالس النيابية بالبطلان ومهدراً كل قانون وكل شرعية مستمدة منها ..

كان هذا هو يحيى الجمل .والذي لم يفرح احد فرحته بهبة الشباب في 25 يناير..

ولم يسعد أحد سعادته برؤية زهور مصر وبراعمها وأعوادها الخضراء تهتز على رابية مصر وتمسح عن جبينها الغبار في ميدان التحرير ..

كان الدكتور يحيى الجمل بحكم علمه وعمره ودراسته وخبرته ومرجعيته ورؤيته يتمنى أن تسير الثورة في طريقها الأنجع والأسلم لمصر ودون أن تهتز مصر ودون أن يلحق بها ثمة ضرر فادح .. لذا .. فإن يحيى الجمل وهو أشد الناس كراهية وبغضاً وعداء لنظام الحكم المستبد والمطلق لم يدع نفسه لمشاعر الكراهية والبغضاء تسوقه وتذهب وعيه ..

ومن ثم فقد كان على رأس الرأي الذي يري بقاء مبارك في السلطة بضعة أشهر مع إجراء التعديلات الدستورية وتسريع انتخاب رئيس جمهورية من الشعب والاحتفاظ – قدر الإمكان – بمؤسسات مصر الحيوية تعمل وعودة الجيش إلى ثكناته .. عوضاً عن وقوع مصر في أزمة الحكم العسكري ومخاطر العودة إلى العسكرة مرة أخرى ..أو الوقوع في براثن الفراغ الدستوري ومخاطره العظمى في ظل سقوط الدستور والمؤسسات التشريعية والتنفيذية ووقوف مصر على حافة الخطر الداهم في ظل المخاطر الدولية والداخلية المحيطة بها ..
لم يستطع أحد أن يتهم يحيى الجمل بالخيانة العظمى .. بالعداء للثورة وللثوار.. بل تم اختياره نائباً لرئيس الوزراء في وزارة الفريق أحمد شفيق ..
ولم يتعرف الشعب على أحمد شفيق مثلما تعرف عليه عقب تعيينه رئيساً للوزراء وكان مثالاً للقبول والتفاؤل بقيادة واعية للبلاد في فترة الأزمة الراهنة ..

إلا أن تياراً دعياً (ثورجياً) يسير جنباً إلى جنب بمحاذاة أهل أصحاب الثورة الحقيقيين يزاحمهم ويطاول أعناقهم وأكتافهم ويغلب الجميع بعلو الصوت وإهدار جميع قواعد اللياقة وآداب الحوار واللغة الثقافية الواعية ومراعاة أسماع ومشاعر الناس وذلك بحسبانهم أن لغة التطاول والقدح والإهانة والاستهانة والتجريح والتوبيخ والتقريع هي من أدبيات الثورة ولغتها الجديدة ..

فعلها من قبل موسيقار أبكى الناس تأثراً بحديثه عن الشباب ثم فاجأ الناس بالحديث بلغة لا أسوأ ولا أوقح ولا أفظع منها جعلت الغالبية الكاسحة تستقبحه وتستهجنه لكلامه الذي لا يصلح حتى للغرز والحواري وأرباب الوقاحة وسلاطة اللسان ..

ثم تكررت نفس اللغة ونفس الطريقة (القبيحة) واللغة (القميئة) والحوار (المؤسف)ولكن هذه المرة من (مؤلف روايات ) مع رئيس وزراء مصر (أحمد شفيق) والذي وجهت إليه أفظع وأقذع لغة لا ترقى لأي مستوى مسئول ..

ثم تهديده بإجباره على الاستقالة بمظاهرة مليونية من تلك النوعية التي صارت مثل العلكة في الفم .. واستقال أحمد شفيق .. وتم تعيين عصام شرف رئيسا للوزارة الجديدة .. والعجيب أن شرف وشفيق لا يختلفان في النزاهة والسمعة الحسنة والقيادة الرائدة ..
ولقد بكى يحيى الجمل وهو يودع الفريق( أحمد شفيق ) حال مغادرته رئاسة الوزارة ..

بكى يحيى الجمل ليس لمفارقة احمد شفيق منصبه . .

ولم يكن بكاء يحيى الجمل خوفاً على نفسه أو على منصبه سواء ظل باقيا نائباً لرئيس الوزراء أم تركه ..

ولكن بكاء يحيى الجمل حسبما أعتقد كان له مغزى آخر ..وصورة تتشكل لمصر..

وخيوطاً تغزل على غير نول شباب مصر ..

شباب 25 يناير ..

لتتشوه الثورة تحت سنابك الثورجية الجدد ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !