مواضيع اليوم

دموع خالد التي أذلت شوارب العرب !

محمد شحاتة

2010-08-04 12:19:51

0

تمنيت أن أدفع نصف عمري لأنظر في وجوه جلالة الملوك وفخامة الرؤساء وسمو الأمراء وعظمة السلاطين العرب والأخبار تقذف على وجوههم مشاهد الطفل الفلسطيني (خالد) ابن الخمس سنوات وهو يصرخ مذعوراً ممسكا و متعلقا بيديه الغضتين بملابس أبيه ويحاول أن يستخلص أباه من بين مخالب أبناء المجرمين الصهاينة الذين تكاثروا على والد الطفل الصغير وجده قابضين عليهما كما الموت الحسوم !!! ...

أدفع نصف عمري لأرى كيف حال الشوارب والذقون المرسومة والحواجب المنمصة ومن حولها جيوش الياوران والخدم والحشم والحراسات المدججة بأحدث .. وأحلى .. وأفتك .. وأشيك الأسلحة في العالم لحماية أصحاب الجناب أو (الجنب) العالية والفخيمة في قصورهم وضياعهم وجناتهم الرغيدة !!!

بينما الطفل العربي الصغير الذي لم يتم ربيعه الخامس بعد يعدو حافي القدمين مذعوراً يجري بين أقدام الجنود الصهاينة المجرمين ويتشبث بوالده الذي غاصت رقبته بين أذرع أخطبوطية تغلق عليه حتى قنوات التنفس.. 

 بينما ابنه الصغير يتعلق بثيابه صارخاً مذعوراً مستغيثاً (أبي) (أبي) أريد أبي ..

وآذان المجرمين كأن بها وقراً !!..

وأقدام المجرمين تكاد تسحق الصغير!! ..

وأيادي المجرمين تسوق الأب إلى مصيره المجهول!! ..

من في الإنسانية يعيد للمذعور أباه ؟! ..

من في البشرية بقادر على أن يهدئ روع الصغير (خالد) ويرد إليه أباه ؟! ..

 من في دنيا الناس يمسح دمع الطفل المفجوع ويجبر المجرمين الأنذال على أن يفرجوا عن أب الصغير الذي اعتقلوه بلا ذنب أو جريرة سوى الرغبة في البطش والسحق والتعذيب والسادية والوحشية والإجرام الذي بلا حدود ؟! ..

لا تحدثونا عن أصحاب الشوارب والذقون المرسومة والحواجب المنمصة.. 

 فجيوشهم لعروشهم ..

و قروشهم لكروشهم ..

بينما أطفال العرب يروعهم المجرمون ..

بينما أراضي العرب يستلبها الغاصبون ..

بينما نساء العرب يستحييهن الأنذال ..

بينما مقدسات العرب يستبيحها المعربدون في تاريخنا .. وديارنا..  وفي عيوننا .. وفي مساجدنا .. وكنائسنا..  وعلى حدودنا !! ...

بينما شوارب أصحاب الذقون المرسومة والحواجب المنمصة تغرق في الدهن العتيق!! ..

لكيلا تتعفر بتراب الطريق..

 وهي منسحقة  تحت أقدام العدو...الصديق !!!!!

وإليك يا (خالد).. يا ابن فلسطين ..  يا بني الصغير رسالة نعتقد أن القدر سيحملها إليك (عندما يشتد ساعدك) .. رسالة من أمك تخبرك وتنبؤك عن مآل أبيك وعما صنع به المجرمون مما لم يدركه بعد عقلك الصغير .. رسالة نسجها الشاعر الراحل (هاشم الرفاعي) لك ولكل صغير بريء شاءات له الأقدار أن يولد في زمن أصحاب الشوارب والذقون المرسومة والحواجب المنمصة ...

نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجـــاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المســــاء
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّج في الدمـــاء
أشدو بأغنيتي الحزينة ثم يغلبني البكـــاء
وأمد كفي للسماء لأستحث خطى السمـــاء

 

نم لا تشاركنــي المـــرارة والمحـــــن
فلسوف أرضعـك الجــــراح مع اللبــــن
حتى أنال على يديك منىً وهبت لها الحيــــاة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أبـــاه

 

ستمر أعوام طوال في الأنين وفي العـذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفـور الشبـاب
تأوي إلى أم محطمـة مُغَضـَّنَةِ الإهــاب
وهنا تسألني كثيراً عن أبيـك وكيف غــاب
هذا ســؤال يا صغيري قــد أعد له الجــواب

 

فلئــن حييت فسـوف أســرده عليــك
أو مت فانظـر من يُسـِرُّ به إليـــك
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقترفت يـــداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئـاً من دِمـــاه

 

غدكَ الذي كنا نؤَمل أن يُصــــاغ من الـــورود
نسجوه من نار ومن ظلم تدجــج بالحديـــد
فلكل مولود مكـــان بين أســــــراب العبيــــد
المُسلمينَ ظهورهم للسوط في أيدي الجـنود
والزاكمين أنوفهم بالتُرب من طول السجــــــود

 

فلقــد ولــدتَ لكي تــَــرى إذلال أمـــــة
غفلت فعاشــت في دياجيــــر الملمـــــة
مات الأبيُّ بها ولم نسمع بصوت قد بكــــاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فـــاه

 

أما حكايتنا فمن لون الحكايــات القديمـــة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمـــة
الحاكم الجبار والبطش المسلح والجريمــــة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومــة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمــة

 

الحــــرُ يعــــرف ما تريــــد المحكمـــــة
وقُضاتــــها سلفـــــــــاً قـد ارتشفــوا دمه
لا يَرتجي دفعاً لبهتان رمـــاه به الطغـــــاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــاة

 

حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالــــه
قد كان يرجو رحمـــة للنــاس من جـــلاده
ما كان يرحمه الإلــــه يخون حب بـــلاده
لكنه كيـد المُدِل بجنـــده وعتـــاده
المشتهى سفك الدمـــاء على ثـــــرى رواده

 

كذبوا وقالوا عـــن بطولتـــه خيانـــة
وأمامنا التقريــر ينطـق بالإدانــــة
هذا الذي قالوه عنه غداً يردد عـن ســواه
ما دمتَ تبحث عن أبِيٍّ في البلاد ولا تــراه

 

هو مشهد من قصة حمراء في أرض خصيبـــة
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبــــة
قد شادها الطغيان أكفاناً لعزتنا السليبـــة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبـــة
والناسُ في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبـة

 

حتى صدى الهمسـات غشـاه الوهـــن
لا تنطقــوا إن الجـــدار لـــــه أذن
وتخاذلوا والظالمون نعالهــُم فوق الجبــاه
كشياهِ جزار وهل تستنكر الذبح الشيــــاه؟ ؟

 

لا تصغي يا ولــــدي إلى ما لفقــوه ورددوه
من أنهم قاموا إلى الوطن السليب فحـرروه
لو كان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلــــوه
ولما رموا بالحـُر في كهف العــــــذاب ليقتلــوه
ولما مشوا بالحق في وجه السلاح ليخرســوه

 

هذا الذي كتبـــوه مسمـــوم المـــذاق
لم يبق مسموعــــاً ســـوى صوت النفـــاق
صوت الذين يقدسون الفـــــرد من دون الإلـــه
ويسبحون بحمده ويقدمون له الصـــلاة !!

لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوماً يداكْ
فهو الذي جلبَ الشقاء لنا ولم يرحم أباك
كم كان يهوى أن يعيش لكي يُظلّل في حماك
فاطلب عدوّك لا يفُتْكَ تُرح فؤاداً قد رعاك
هذي مناي وأمنيات أبيك فاجعلها مناك

——————————–

فإذا بطشتَ به فذاكَ هو الثّمنْ
ثمن الجراحات المشوبة بالّلبنْ
وهناك أدري يا صغيري ما وهبت له الحياة
وأقول هذا ابني ، ولم يرَ في طفولته أباه...

 

                                       رابط الفيديو                 http://www.youtube.com/watch?v=VcC1sXsu6Sw

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !