دموع حائرة فى نهر الحب
يوم ان كانت صغيرة ولا يعرفها احد كانت كاى فتاة عادية قادمة من الريف بثوبها الذى يلامس الارض التحقت بالكلية التى كنت ادرس بها وكنت قد رسبت فى السنة الاولى واعيد السنة الدراسية لثلاث مواد رسبت بها ، كانت تدرس معنا الممثلة دلال عبد العزيز وكنا مجموعة زملاء تربطنا الدراسة معا وليست الصداقة ، رايتها اول مرة حيث حمرة خديها وحجابها الذى كان يرسم لوحة جمال ولاحظت انها ما ان تجد ان تلتقى عينها بأحد الا وبسرعة البرق تبعد عينيها وتنظر الى اسفل وكأنها رأت شبح وتابعتها طيلة اسبوع كامل كنت احضر بهدف متابعتها فقط حيث ان الثلاث مواد الذى اعيد السنة عليهم ليس لهم نسبة حضور ومن الممكن ان اذاكرها فى منزلى ولكن كيف وانا ارى لوحة رسمها فنان بخيال فنان وليس بخيال انسان او اى كائن كان وخلقها رب العالمين خالق الانسان ومدبر الكون ، كانت فتاة ريفية وطبقا لعادات الريف فالمحظورات كثيرة على الفتاة ونظرا اننى كنت فى اتحاد الطلبة فكنت معروف لدى الكثيرين من الزملاء والزميلات ، طار عقلى بها وتمنيت ان اتعرف عليها اى كانت الطريقة وسهل على ذلك صديقان لى حيث بطريقى ما تحادثا معها فى حوارات مختلفة الى ان وصلا الى الحديث عنى وكم انى اموت شوقا للتعرف عليها فلم ارى كم الخجل الذى يوجد بهذة الانسانة والذى لم اجدة فى اى فتاة اخرى معنا بالكلية واقترحا عيها ان تحضر معهم عيد ميلادى الغير حقيقى بالطبع وقالوا لها ان كثير من الزملاء والزميلات سوف يكونوا متواجدين خاصة اننى اقيمة فى احدى النوادى ، وطار عقلى فرحا وكنت اعد الثوانى قبل الساعات لهذا الموعد الاول الذى يمكننى من التحدث معها وبرغم شقاوتى الا اننى كنت عاجز امامها اهو الحب من اول نظرة ؟ لا ادرى فكل الامور لدى كانت كثيرا سهلة ولكن معها كنت متردد كثيرا الى ذلك الموعد الذى من المفروض عيد ميلادى وفعلا كان هذا النادى نجتمع وكثير من الاصدقاء بة ووسط هذا الكم من المتواجدين بالنادى وجدتها تتقدم وكأنها مترددة للجلوس الى الطاولة التى نجلس حولها وبكلمات خرجت بصعوبة القت على الجميع السلام وجلست واختارت كرسى بعيدا عنى وبين الحين والاخر ترمق نظرها على وكل نظرة كانت سهم يرشق فى جسدى وبالطبع عرفت ان موضوع عيد الميلاد كان كذبة بيضاء كى فقط تصاحبنا فى جلساتنا ، مرت الايام وتعددت اللقاءات بالنادى وبحكم اننى كنت اعيد السنة فقد كانت تسألنى عن مواضيع كلها تخص الدراسة والمواد التى تدرسها وصارت علاقتنا بعد كل لقاء تتوطد حتى اننا وصلنا الى عدم القدرة على مرور يوم الا ونكون معا وكنا نتحدث فى كل شىء وكانت تشكو لى ان صديقاتها يلحون عليها ان تكون اكثر تحضر وتتنازل عن كونها قروية كى تقترب منى ولكنى كنت دائما وابدا اوضح لها ان حبى لها جاء من تشبثها بعاداتها التى نشأت وتربت عليها ولا يخاجلنى اى شعور اخر كونى من المدينة وهى قروية ومر العام الدراسى سريعا وكم كانت مشجعة لى للمذاكرة رغم مشاغلى بامور اللجنة الفنية التى ارؤسها فى اتحاد الطلبة جاءت اجازة نهاية العام الدراسى وكل منا عاد الى محافظتة وكنت دائما اتصل بها للطمئنان عليها وبالطبع كان لايوجد موبايل مثل الان وكم كانت مشكلة الاتصال حتى ابتداء العام الدراسى الجديد وفوجئت بانسانة اخرى غير التى كنت اعرفها ورق قلبى اليها فقد كانت ترتدى ملابس اقل حشمة عن ذى قبل حتى الحجاب فقد تنازلت عنة كى تظهر سلاسل الذهب فى صورة شعرها الطويل الرائع وغير المكياج الملفت للنظر ووجدت نفسى وكأننى اصبت بعيار نارى فى قلبى ولا اعرف سبب ذلك بل وصل الحال بى اننى تمنيت ان لا اراها مرة اخرى بهذة الثياب وتلك الملامح التى اظهرت لى ما كنت اتمنى ان اراة ولكن فى منزلنا الذى يجمعنا سويا وليس امام الاخرين وتدهورت علاقتنا سريعا ورغم محاولاتها ومحاولات اصدقائنا الا اننى وجدت ان حبها قد فتر فى قلبى فليست هذة هى الانسانة التى رق قلبى لها اول مرة وطيلة العام الدراسى السابق وتركتها وانا من داخلى حزين عليها لما وصل الحال بها حيث بتركى لها بدأت تتعرف على شباب اخر الى ان جاءت الطامة الكبرى بخبر وصلنى انها فقدت عذريتها مع احد الطلبة وكم تمنيت ان انتقل من الكلية الى اخرى كى لا اراها وهى مكسورة ودائما باكية وفقدت عزتها بنفسها وحاولت ان تقترب منى مرة اخرى الا اننى رفضت بشدة رغم اننى كنت حزين عليها وفى يوم سمعت نبأ اقدامها على الانتحار حيث القت بنفسها من بناية المدينة الجامعية ولقت حتفها فورا وحتى اللحظة كلما تذكرتها اجد دموعى تنسال لما حدث لها ولكن بيدها وليس بيد اى احد اخر
التعليقات (0)