أتصدّق أننّي في تلك الليلة إنتظرت طيفك طويلاً..
فمللت الإنتظار
خرجت هائماً على وجهي أبحث عنك في كل مكان..
لم أشعر بنفسي وأنا أسير في طريق مظلم ،
شجيرات هنا وأشجار هناك
أوقفت سيارتي قريباً من سفح جبل ،
والوادي تتراقص فيه الأشجار
وظلال ناعمة تنشر بريقها ..
والبدر مكتمل أضاء المكان..
أخذت أتجول في الوادي
وأجمع بعض الأحطاب..
تماماً كما كنّا نفعل سوياً
قبس،جذوة، لهيب نار يشعل الدفء
بقلبي،ويضئ عتمة الزمان..
جلست على صخرة أنظر الى الوادي
وأبحث عن طيف من سراب..
نظرت الى القمر مكتمل..
أعطى للمكان عبق ،
وروعة تنتشي في زوايا الظلام
تأملته ..سألني القمر فجأة عنك ..قلت:
أختفى ..حتى طيفه مات من ذاكرتي.. وأحتفى
كان القمر في قمة الوله،والوعه...
إبتسم قليلاً ثم بكى..
يآلهي قطرات من دموع القمر
تعطّر المكان ..زهور..وورود بألوان فاتنة ،
وشذا عبير يسحق رائحة الأقحوان
الحياة تشرق..والورود تنفث عطرها..
والفراش يملأ المكان
يتراقص بين الحقول،والألغام ،
والشوق المنهمر
يحكي قصة عشق طارت نحو الفضاء..
همس القمر وتمتم لي بكلمات ..
جمعت الزهور وأرسلتها اليه
فجاء كضحكة الفجر الغنوج
والندى يراقص أوراق الزهور،
والعمر يذبل،والورود تحيّا بعد موت.
أختفى القمر كما أختفى الحبيب.
وأصبحت في أمر مريج
وتعانقت في خاطري كل حبّات المطر
والبرد ينهش أعضمي..
ويعيدني أنشودة الصبح القديم
بين خوف..بين عشق تاجه رأس الألم
وبكيت وحدي ليلة عقب السحر
وتناثرت منّي الدموع
دموع قلب من حجر
وأخذت أبحث في ربى الوادي..
وغيّمات الأصيل
فلم أجد الاّ لوعة القلب في عشق دفين
وسرحت في آمآآل أحلام محطمة
،وآهات،وشوق ،وحنين
أحلام تشبه لهث السراب،
وقلب تائه كالضباب
وبقيت وحدي
والدمع يجري
صارخاً مستنجداً
أسأل الكون الفسيح
فأجابني:
مازلت تحلم بالعهد القديم
شئ مستحيل
يآصاحبي رحل الحبيب
التعليقات (0)