دموعٌ وآهات وأوجاع ومعاناة ومآسي تعيشها هذه الشريحة المظلومة المنسية في بلد العطاء والخير والسلام وبلد الخيرات والثروات ، فكم دمعةٍ نزلت من نساءٍ ترملت وقتل شريك حياتها؟ وكم من نساء خطفت يد المنون من يعيلها على صروف الليالي والأيام ؟ هذا قدر الحياة لهذه النساء الصابرات المكافحات في زمنٍ أرادهُ ساسة الفساد والقتل والدمار إن يكون سوداويا قاتما كلون الدم بعد إن أثبتوا أنهم فاشلون منهزمون فكم من قصص وكم من لوعاتٍ وكم من معاناة لكنَّ أيتها العراقيات الصابرات المحتسبات ففي إحصائيات حديثة عن المنظمات الدولية والإنسانية عن واقع الأرامل في العراق بلغ إلى أرقام مخيفة ومهولة وتنذر بواقع مرير لهذه الشريحة المظلومة ففي تقرير للأمم المتحدة يتحدث عن الإعداد الحقيقية للأرامل في العراق ونقلا عن مسؤولين عراقيين ومنظمات مدنية إن ما بين 90 إلى 100 امرأة عراقية تترمل كل يوم نتيجة إعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة في العراق، ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من جنيف، إن هذه الأرقام قد تكون اقل مما هي في الواقع إذا أخذنا بنظر الاعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها وإحصاؤها.
لكن المكتب ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة في العراق: إن هناك 300 إلف أرملة في بغداد وحدها إلى جانب 8 ملايين أرملة في مختلف إنحاء العراق حسب السجلات الرسمية. وهذا يعني إن نسبة الأرامل هذه تشكل 35% من عدد نفوس العراق وإنها تشكل نسبة 65% من عدد نساء العراق، وقد تشكل نسبة 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والأربعين.
أنها أرقام تعكس الكارثة العراقية بصورتها الحقيقية حين تترمل نساء العراق أو يقتلن أيضا في الحياة نتيجة حرب طائفية دينية ملعونة تحرق الأخضر واليابس وتقطع شرايين الحياة في وادي الرافدين. وإذا استمرت فان اقرب لقب للواقع يطلق على هذا البلد هو بلد الأرامل.
يا لهول ويا عظم وحجم المأساة والمعاناة التي تعيشها أرامل العراق الجريح بل حجم الكارثة الحقيقية هو في نسيان وظلم وعدم إعطاء هذه الفئة والشريحة المنسية أي اهتمام يذكر من قبل من يدعي أنه مسؤول عن رعية ويريد صلاح هذه الرعية وخيرها من يسأل من يداوي الجراح النازفة لامرأة فقدت زوجها بسبب سياسة ساسة جاؤوا لخدمة مصالحهم الحزبية والفئوية الضيقة فسياستكم الرعناء الهوجاء سببت لنا مآسي ومعاناة كبار فكم هي مأساة نساء عراقيات يردن عيش حياة سعيدة وهانئة بعد إن فقدن أزاوجهن بسبب تصارع وتناطح ساسة العراق الذين مابرحوا وما فتئوا يشعلون نار الأزمات والصراعات والسرقات فأين ذهبت أموال وخيرات العراق؟!
أين هي حقوق العراقيين ولا سيما أرامل العراق ؟ هل لكم دين ؟ هل لكم ضمير؟ هل لكم إنسانية؟ هل لكم رحمة؟ هل لكم شفقة على نساءٍ عراقياتٍ يخرجن من الصباح الباكر من أجل لقمة العيش الصعبة في بلدنا الحبيب وهن يعانين العوز والفاقة أين حقوق أرامل العراق ياحكام العراق؟
وسأروي لكم أيها القراء الأعزاء واحدة من معاناة أرامل العراق لنضعها نصب أعيينا ونصب أعين المسؤولين والسياسيين الفاسدين السارقين والناهبين لخيرات وثروات بلد الرافدين وبلد علي والحسين (عليهما السلام) فالشابة (علياء)
والتي لم يتجاوز عمرها الثلاثين عاما فقد تحدثت بألم وحزن قائلة: تحملت مسؤولية إعانة أطفالي الثلاثة بعد استشهاد زوجي ولم أجد يد العون من المسؤولين فقد طرقت أبواب اغلب الوزارات من أجل الحصول على وظيفة لإعانة عائلتي سيما إن الظروف المعاشية صعبة التي أعيشها أنا وأطفالي، وبرغم إن زوجي كان موظفا في إحدى الوزارات وهناك قرار في وزارة الدولة يؤكد تعيين احد أفراد ذوي الموظف الشهيد إلا إنني لحد الآن لم احصل على نتيجة بسبب المماطلة والروتين القاتل المتبع في الدوائر الحكومة، ولا ادري هل جزاء من ضحى بنفسه من اجل بلده أن تعيش عائلته الحرمان والضياع من بعده ؟
هذه واحدة من معاناة الآلاف بل ملايين الأرامل في العراق فهل أنتم أيها الحكام مطلعون على أخبار وشؤون الرعية أم أنتم غافلون ونائمون وقابعون في المنطقة الخضراء المحصنة وحتى النملة لاتستطيعُ الدخول إليها؟
من لهذه الدموع ؟ ومن لهذه الصرخات المدويات في سماء العراق الحبيب تنادي بأعلى الأصوات ؟
أين حقوقي وخيرات بلدي يا ساسة يا حكام ؟ أين أموال العراق يا ساسة الفساد؟ أين المليارات والميزانيات الانفجارية التي صرفت وأدخلت إلى حساباتكم في المصارف والبنوك ؟ نحن أرامل العراق نحن نساء عراقيات صابرات فقدنا أزاوجنا وليس لدينا من يعيلنا بعد الله هل أنتم مسلمون ومؤمنون يا حكام العراق كونوا عربا أترابا فالمسؤولية خطرة على عاتق الجميع من مفكرين وسياسيين ومثقفين وعلماء ورجال دين واقتصاديين (أرامل العراق أمانة بأعناقكم أرامل العراق يعانين المرارة والقسوة أرامل العراق يردن حقوقهن كعراقيات فالعوز والحرمان يؤدي بالإنسان إلى الانحراف والعياذ بالله فهل من مجيب وهل من مستمع وهل من مدافع عن حقوق الأرامل في عراق الخير والسلام ) .
ونتيجة لهذه المعاناة والمأساة خرجت تظاهرات لأرامل العراق الصابرات المجاهدات للمطالبة بالحقوق وإنصافها وإعطائها كافة الحقوق المشروعة وان لا تبقى مهمشة مسلوبة حقوقها وإليكم الصور المعبرة عن وقفات الأرامل العراقيات المؤمنات لتعلنها صرخة بوجه الحكام الفاسدين السارقين لخيرات العراق وثرواته.
استغاثة ارامل العراق المسلوبة حقوقهن في ظل حكومة الفساد
التعليقات (0)