لم تكن دموع السيد أحمد أبو الغيط وزير خارجية جمهورية مصر العربية - بجلالة قدرها - بعد عرض فيلم شاكيد الذى يعترف فيه الصهاينة بقتل الأسرى المصريين بدم بارد لكى يبرر ويلطف من أحد تصريحاته الخائبة – وما أكثرها – والذى قال فيه " أننا لن نقطع علاقاتنا بإسرائيل من أجل فيلم " - إلا دليلاً واضحاً لاشك فيه على قلة حيلته .
والسيد وزير الخارجية ليس هو الوحيد الذى يشعر بقلة حيلته ولكن يشعر بها كل الشعب المصرى ليس هناك إستثناء لأحد إلا لمنافقى ومصلحجية الحزب الوطنى المصابون بعمى ألوان فيتصورون أن الكوب الفارغ أمامنا مملوء ، لذلك فاللحظة التى نحياها الآن لم تمر مثلها على مصر حتى فى عز هزيمة ونكسة 1967 .
وها هو مجرم الحرب الصهيونى بنيامين أليعازر قاتل الأسرى العُزَّل مازال يأتى ويدنس أرض مصر ويطلق كلمات شائنة - بالتأكيد لا نصدقها - ونصمت وكأننا قليلى الحيلة ، ففى العام الماضى وفى المؤتمر الصحفى لنتنياهو وعلى الهواء مباشرة - وفى عز صدمتنا من فيلم شاكيد - يقول ويعلن فى بداية المؤتمر الصحفى عن مفاجأته الجميلة - كما قال - والتى جاء بها للرئيس مبارك وهى مجىء صديق الرئيس مبارك القديم معه ويقصد المجرم بنيامين أليعازر (!!) .
ولأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين كان هناك خطأ جسيم بإعتقادنا أنه بعدم إظهار المجرم أليعازر تليفزيونياً فى زيارة نتنياهو الأخيرة أننا بذلك قد قضينا على تطاولاته ونسينا أن مثلنا الشهير يقول " ديل الكلب عمره ما ينعدل " لذلك وفى أول مناسبة بعد وصوله لتل أبيب قال " الرئيس مبارك كنز إستراتيجى لإسرائيل " .
ولنا جميعاً أن نتسائل وقبل أن نصاب بالجنون من تخاذلنا المهين أين القضايا التى كانت قد رُفعت على هذا المجرم أمام محاكمنا ؟! .
رغم أن الشعب المصرى لا يرى أى فائدة تُذكر من زيارات هؤلاء الصهاينة لمصر ولكن إذا كان ولابد فيجب أنيكون هناك مسئول جرىء يبلغ هؤلاء بعدم إمكانية نزول هذا المجرم من الطائرة حتى لا يتم القبض عليه ، فكيف يهربون كالفئران من بريطانيا خوفاً من القبض عليهم ونتركهم يستفزوننا هكذا .
ولأننى عندما يرتفع ضغط دمى أتخيل أشياء غريبة وهذه المرة تخيلت نفسى مسئول مسكين بالدولة كوزير خارجيتنا وذهبت لأستقبل هذا النتنياهو على سلم الطائرة فى شرم الشيخ وعندما هم أليعازر فى النزول منها وإذ بى أسرع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى كان قد نزل قبله بثوانى قائلا له بكل أدب - بعد أن غمزت لرجل مخابراتنا غمزة خفيفة - سيدى الرئيس أرجو من سيادتكم أن تأمروا السيد أليعازر بالرجوع للطائرة وألا ينزل منها لخطوة واحدة حتى لا يتم القبض عليه وتقع مشاكل لا نريدها معاً ... وهنا إحمر وجه نتنياهو غيظاً وخجلا وأيقن أن الهدية التى أعدها للرئيس مبارك قد رددناها إلى نحره ...
التعليقات (0)