موافقة بطعم المناورة، على خطى صالح بشار يقبل بالمبادرة العربية، و بين القبول الإعلامي و التطبيق العملي بون شاسع، ربح وقت و شرعية عربية و تشتيت لجهود الضغط الممارسة إقليميا ودوليا، الجامعة ترى في القبول قشة نجاة لتبدو و أن لها دور فعلي في حلحلة القضية و لتقف على منتصف الطريق بين النطام المتهم لها بالضلوع و بالتحريض و بين الثائرين و المعارضة المتهمين لها بالضعف و التغاضي عن جرائم النظام السوري.
بالنسبة للحالة اليمنية، المبادرة الخليجية مطروحة منذ أشهر و النظام أعلن موافقته، لكن الرئيس صالح و يناور و يؤجل و إلى حد الآن لم يتجه فعليا لتطبيق بنودها، صالح يستغل دعما خفي و يتجه بالبلاد إلى حالة من الجمود كما الآن أو إلى حالة حرب أهلية كأسوء الحلول، ويبدو لي أن صالح لن يتخلى الآن عن الحكم و أسرته و يعطيها لنائبه الجنوبي....صالح يرلى الأمور بميزان القوة و بما أنه مازال و قواته على قدر من التحمل و الإستمرار فإنه لن يرضخ لضغوط خارجية و سيما أنها عربية خليجية.
على هذ الأساس، لا يختلف النظام السوري عن اليمني، و حديث المبادرة هو حديث إستهلاك و تسويق، بشار لن يقبل بغليون أو الإخوان كشركاء طاولة حوار فبالأحرى شركاء سلطة، و بشار يعلم أن أي انتخابات نزيهة و شفافة قد تأتي بمعارضة قوية في أسوء الإحتمالات إن لم نقل بوجوه جديدة للحكم، مما يخاف البعث و بشار؟ بشار يدعي بأن الثورات الحالية إنما هي صراع بين القوميين و الإسلاميين، فزاعة الإسلاميين طالما كررها و هو يكررها الآن خاصة بعد فوز النهضة في تونس و احتمال فوزهم في مصر، كلام يمرر للباقي الأنظمة التي لم تطلها رياح الثورات، و بشار من خلال قبوله بالمبادرة يقطع على المجلس المعارض إمكانية الإعتراف به عربيا، لا يريد تكرار السيناريو الليبي حين سارع سيف بسب العرب و جامعتهم، كما أن دمشق تجد نفسها أقوى من مجلس المعارضة بدعم خارجي صيني- روسي و دعم إيراني يجعل من العراق حكومة و لبنان كداعمين عربيين إضافة إلى الجزائر و دول أخرى عربية، ضف على ذلك التردد الخليجي من دعم الثورة السورية لأسباب ذاتية، فدول الخليج ترى أنه من الممكن بسقوط النظامين السوري و اليمني أن تمتد نسائم الربيع إلى ديارها......
دخلت الثورة السورية حالة من الجمود، و من المستبعد أن يسقط النظام السوري حاليا و بهذه الظروف الداخلية و الخارجية، لكن من المستبعد أيضا أن يطول مقامه، و إن لم تسقطه عرضات الليل و الحواري فقد تساهم في إضعافه و تهاويه في وقت لاحق.
التعليقات (0)