مواضيع اليوم

دماء مصر .. لا دماء الكنيسة ..

محمد شحاتة

2011-01-01 22:19:30

0

بعد أقل من نصف ساعة من ميلاد العام الجديد ..وبينما كان العالم يسبح في بحور النور والحبور احتفالاً واحتفاء بالدقائق الأولى والنسمات الوليدة للسنة الجديدة .. كانت مصر على موعد مع سيارة مفخخة انفجرت بجوار كنيسة القديسين بالإسكندرية لتدخل مصر من بوابة العام الجديد وقد تخضبت بدماء أبنائها من الضحايا الأبرياء
ولتسجل مصر ولأول مرة في تاريخها انفجار سيارة مفخخة كما يحدث في البلاد التي تنتعش بها القلاقل والاضطرابات ..

عرفت مصر حوادث عنف .. وإطلاق أعيرة نارية .. ومحاولات اغتيال وقتل .. ولكن كل ذلك كان تحت إطار السيطرة وهيمنة الدولة .. إلا أن هذا الانفجار المفخخ الأخير يعتبر نقلة نوعية شديدة الخطر وعظيمة الأثر الذي لا ينبغي ولا يجب أبداً أن نحصره أو نقصره أو نحسره أو نحشره في دائرة الطائفية البغيضة الضيقة والقميئة ..

فالسيارة المفخخة لم يكن انفجارها بجوار إحدى الكنائس المصرية بقدر ما كان انفجاراً في قلب مصر موجهاً إلى صميم سيادتها وجارحاً لشعبها وماساً بأراضيها وبهيبتها ...
ونجد أنه من الحمق المريع أن نقصر وصف ذلك الحادث المروع على لفظة (الإرهاب) ...
فالإرهاب إنما هو (الفعل) ..

وقد علمنا الفعل وتجرعناه .. وبقي أن نعلم (الفاعل) ..

وعلينا أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة أن نستقصيه .. وأن نستتبعه .. أياً كانت هيئته سواء عصابة أو جماعة أو طائفة أو دولة قامت به أو ساهمت أو ساعدت في حدوث هذا التفجير حتى ولو تطلب الأمر إعلان الحرب ... نعم إعلان الحرب العسكرية ..
مصر ليست دولة بالهينة لتقبل أن تنتهك أراضيها وأن يعربد فيها أولاد الأفاعي ليعيثوا فيها تفجيراً وتخريباً وقتلاً وتدميراً ...

وإن قتلى وجرحى حادث السيارة المفخخة بجوار كنيسة القديسين بالإسكندرية إنما هم مصريون أولاً وأخيراً ولا يجوز ولا ينبغي أبداً أن نصنفهم بأنهم مسيحيون أو أن نستدعي عبارات الطائفية التافهة ..

فالأمر أكبر وأخطر كثيراً من كل ذلك . إذ أن الأصابع الأجنبية (العدوانية) ضالعة بجلاء في هذا الحادث الغريب والجديد على الطبيعة المصرية ..

لذا تخطئ الكنيسة تمام الخطأ إذا شخصنت هذا الحادث وألبسته ثوب الطائفية الكذوب ..

كما تخطئ الكنيسة تمام الخطأ إذا جعلت نفسها المتحدث الرسمي باسم الضحية أو المضرور ...

كما تخطئ الكنيسة تمام الخطأ إذا فصلت نفسها عن الدولة ووجهت خطاباً استغاثياً خارجياً بطلب الحماية والتدخل...

الشعب المصري على ما به وعلى ما فيه وبالرغم من كل ما يعانيه .. فإنه شعب شديد الوعي تماماً .. وشديد الحساسية تجاه أي مساس أو محاولة للمساس الخارجي بسيادته أو بأراضيه ... أقول الشعب المصري نفسه .. وليس النظام المصري فقط ..

فعند الملمات .. وعند تهديد السيادة المصرية .. فإنه لا مكان للمهادنة .. ولا مجال للمداهنة .. وليس من بد سوى المواجهة الشاملة ..والساحقة ..

التفجير الأخير ضرب مصر في الصميم .. ومس سيادتها .. وهيبتها .. ولا يجوز أن نختصر الحدث المروع في لمحة الطائفية .. فإن الدماء التي سالت قد نزفت من قلب مصر .. ومن جسدها ... ومن كرامتها وهيبتها ..
لذا فإنه لا مجال البتة ولا مساحة لأي من التصرفات الخرقاء أو الحمقاء أو الهوجاء نحو إثارة الصبية أو الجهلاء ليقذفوا قوات الأمن بالحجارة أو ليثيروا الشغب أو ليشعلوا النيران في ذيل الطائفية البغيضة ..

فالقضية أكبر وأخطر من كل ذلك .. يبدو أن الذئاب التي نهشت جسد العراق .. وفتقت أرض السودان .. وخربت في البلدان .. قد توجهت أنظارها نحو (مصر ) ...

ولأن مصر  دائماً ودوماً هي الصخرة التي تتكسر عليها رءووس المغامرين  .. ولأن تراب مصر هو مقبرة الغزاة  على مدار التاريخ ..

لذا على المصريين أن يرتفعوا فوق الصغائر .. وأن يشمروا عن سواعدهم .. وأن يعيدوا تجهيز (دار بن لقمان) بالمنصورة و التي سبق أن سجن فيها المصريون أسيرهم ملك فرنسا لويس التاسع أحد ملوك الحملة الصليبية على مصر ثم أطلقوا سراحه مقابل فدية ..

و لتتهيأ ( دار بن لقمان) لاستقبال لويس أو شارون التاسع عشر ..

لا يهم.. من يكون ..

ولكن هذه المرة ربما لا يكون فداء ..!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !