دراسة حديثة صادرة عن كلية الخدمة الاجتماعية بالقاهرة أكدت على أن أكثر من خمسة آلاف جريمة سرقة مقرونة بقتل تقع سنويا منها 1200 جريمة ترتكبها الخادمة أو أحد أقربائها لسرقة مشغولات مخدومتها الذهبية.
أشارت الباحثة لبنى سعيد في دراستها بعنوان (الفقر والبطالة سببان لانتشار الجريمة) إلى أن عدد من جرائم القتل التي وقعت مؤخرا وأثارت الرأي العام كان الدافع الرئيسي وراؤها السرقة وأن مرتكبي تلك الجرائم من الشباب العاطلين أو أصاحب الدخول المتدنية جدا التي لا تكفي المتطلبات الأساسية والضرورية للحياة، واستشهدت الباحثة بجريمة قتل (هبة ونادين) في حي الشيخ زايد أواخر نوفمبر الماضي وواقعة مقتل شقيقة نائب الشعب حمدين صباحي على يد خادمتها أواخر مارس الماضي، ويوم إعلان الباحثة عن الانتهاء من بحثها وقعت جريمة مقتل هبة فايق مديرة الائتمان ببنك مصر لتؤكد نظرية الباحثة وما توصلت إليه في بحثها.
وأوضحت الدراسة أن عدد تلك الجرائم زاد في سنة 2008 ليصل إلى 4996 جريمة قتل بغرض السرقة منها 1201 جريمة ارتكبتها خادمة أو أحد أقاربها في حق مخدومتها و640 جريمة ارتكبها أحد أقرباء الضحية لسرقة مقتنيات أو أموال من الشقة، في حين كانت نسبتها 2170 جريمة عام 2007 و1996 عام 2006 و1760 عام 2005 و1720 عام 2004 و1432 عام 2004 و1630 عام 2003 و830 جريمة عام 2002.
يقول الدكتور عاطف أمين أستاذ أمراض المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بالقاهرة: أن شيوع نماذج الفساد مع ضآلة حجم المساءلة وسيطرة الاحتكار على السوق الاقتصادية هي عوامل رئيسية لزيادة معدلات الفقر في مصر، وبالتالي الجرائم التي ترتكب بسبب الفقر، وقد أكدت تقارير التنمية البشرية أن 2% من المجتمع يستحوذون على 43% من عائد التنمية، كما يشير تقرير حكومي إلى أن 11 مليون مواطن يعيشون في 961 منطقة عشوائية، منها 81 منطقة يجب إزالتها لتردي الأوضاع المعيشية لسكانها،هذه الأسباب وغيرها ولدت نوع من الحقد والضغينة بين الفقراء والأغنياء أدت في النهاية إلى سعي هؤلاء الفقراء إلى الاستيلاء على أموال الأغنياء أو الميسورين ولو بالقتل والسرقة، وليس الفقر مبررا لدفع الإنسان إلى السرقة والقتل وإنما في مثل تلك الحالات يكون الجاني واقعا تحت تأثير الفقر والحاجة للمال لكي يعيش بالإضافة إلى اليأس التام من الحصول عليه بطرق مشروعة بالتالي يلجأ للسرقة وربما للتقل.
ويضيف دكتور سعد هلال استشاري الطب النفسي إلى أن الفقر المدقع يدفع الإنسان إلى التفكير بشكل سلبي ويقوم هذا الدافع بحصر تفكير الجاني فقط في بؤرة الحصول على المال ويلهيه عن التفكير في مدى حرمة ما سيقوم به من فعل ومخالفته للقانون أو ما سوف يترتب عليه من عقوبة وبالتالي يقدم على جريمته وكلما اقترب من تنفيذها يزداد حماسة لها نتيجة شعوره بالاقتراب من هدفه – المال – وكلما ازداد حماسة يزداد أيضا عنفه وحرصه على أن لا يضيع منه المال، وهذه جميعها مشاعر تكمن في داخل الإنسان ولا يشعر بها إلا بعد وقوع الجريمة وانتهاء التفكير في الحصول على المال أو في موضوع الجريمة عموما وكذلك يكتشف سلبية تفكيره والنقاط التي فاتته ولم يراها أثناء التفكير في الجريمة أو التخطيط لها نتيجة سيطرة حاجته للمال على عقله.
التعليقات (0)