دليل البصارة فى تنحى الوزير عن الوزارة

الطفل حين يصل الى مرحلة الفطام وتبدا والدته فى فطامه يكون ذلك تدريجيا بأن تجعله يتذوق طعم ( الملح ) شيئا فشيئا كى يعتاد عليه ( الدنيا ما معروفة ) لأنه سينتقل من مرحلة ( الحليب المسكر ) الى مرحلة أخرى يقل فيها او يفقد فيها تماما ذلك الحليب وعندها لا تحدث للطفل صدمة وحتى يعبر تلك المرحلة الى المرحلة التى تليها من دون أن يحس بالتغيير وبالتالى لا يتعمق فيه إحساس الخسارة ( يعنى تاتا تاتا ) حتى يصل الى بر الأمان.

وأعتقد أنه من المناسب أن يعامل الوزراء كذلك ( يعنى تاتا تاتا حتى يتخطوا عتبة الوزارة ) ورغم أن تخطى عتبة الوزارة ( فى إتجاه الشارع ) تمثل المرحلة الأصعب فى حياة الوزير والتى قد تستدعى ( إقامة مأتم ) فى شكل حفل وداع وعندها يبدا فى البكاء والعويل مثل الإطفال ( بكاء يقطع قلب الكافر ) ويلم عليه ( الشامتون ) وعندها على طريقة المثل المصرى ( المايشترى يتفرج ) ، ولكى ( لايتفاجاء) البعض منهم بالإقالة وبالتالى تكون عليه حسرة  فيجب أن تأتى تلك الإقالة بطريقة تدريجية ( فى الحالات الطبيعية طبعا ) فعندها سيتقبل الأمر بطريقة واقعية وطوال فترة بقائه على راس الوزارة سينخفض لديه مستوى الشعور بأن الوزارة ( رزق ساقه الله تعالى اليه ) وبالتالى ربما تكون فترة بقائه بالوزارة مثمرة ومفيدة ( والله أعلم ).