مواضيع اليوم

دلاّل الكتابة!

علي جبار عطية

2009-11-04 15:55:18

0

علي جبار عطية

ـــــــــــــــــــــــــ
يقولون في الامثال (سبع صنايع والبخت ضايع) في اشارة الى ضياع نصيب الشخص من الاتقان مع تعدد مواهبه لكن المظنون ان الذي يضيع بخته هو المجتمع وذلك لكثرة الطارئين على المهن حتى قيل ان المهنة الفلانية صارت لمن هب ودب ! وقد دفعني السقم اليومي من مراجعة المقالات الى وصف هذه المهنة (مهنة الكتابة) بانها اصبحت مهنة من لا مهنة له وهي صارت كالدلالية وهذا ما يفسر كثرة دكاكين دلالية العقار في بغداد فمثل هذه المهنة لاتحتاج الاّ لزوجين من القنفات وكرسي جيد وابوك الله يرحمه ! فلا رأس مال ولاهم يحزنون والربح مضمون حتى لو كان واحداً في المئة فالدلال يصير عيناً على الذاهب والقادم ويتشمم اخبار المسافرين والمضطرين الى بيع بيوتهم واذا اعجبه بيت ورفض صاحبه بيعه كما حدث في منطقتنا قبل سنوات - فانه يتفق مع مجموعة دلالين على كسر هذا البيت باختراع او فبركة ان هذا البيت مسكون من الجن واستخدام مؤثرات صوتية مأخوذة من احد افلام الرعب لارعاب ساكني البيت والنتيجة معروفة ان كل من سكن هذا البيت فر منه بعد يوم او يومين حتى رسا العطاء في بطن احد الدلالين ! هكذا اصبحت مهنة الكتابة لا يحسد صاحبها اذ لا تحتاج هذه الايام سوى قليل من الصفاقة ليسرق المرء مقالاً ويجيره باسمه او يكتب عليه ترجمة فلان حتى اذا بانت السرقة بعد خراب البصرة قبض كاتب المقال الاصلي حسابه من (دبش) !!
فمتى نشهد سن قانون الحماية الفكرية ونشعر ان حقوق الكاتب محفوظة لا مهدورة ومتى يأتينا الاحساس باننا لم نكن مخطئين حين سرنا في طريق الكلمة وان غيرنا قرأ الواقع قراءة خاطئة وليس العكس فالمرء يشعر في احيان كثيرة انه كان عليه ان يطبل مع الطبالين وهو يرى ذوي الكروش يتنعمون بينما هو يشقى وراء معلومة يراها ضرورية كالاوكسجين بينما يراها غيره بحثاً عن المنغصات !

 

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !