فى قراءة ما بين السطور بعد اعتراض البحرية الاسرائيلية لقافلة سفن الحرية المتجهة الى قطاع غزة والتى تحمل مساعدات انسانية ومؤن وناشطين اغلبهم اسلاميين متعاطفين مع حركة حماس غير الشرعية التى تسيطر على قطاع غزة ولولا حماس لما اعترضت اسرائيل تلك السفن فحماس تعد السبب الرئيسى فى مهاجمة السفن لان وجود سلاح حماس يهدد الامن الاسرائيلى لكن القراءة الدقيقة لتلك الاحداث الاخيرة ياتى الهدف الرئيسى الاكبر منها توجيه ضربة اسرائيلية قاصمة لتركيا ووضعها فى موقف محرج للغاية فى ضوء تصاعد الحرب الباردة بين انقرة وتل ابيب بعد تولى حزب العدالة والتنمية السلطة لاول مرة فى تركيا وهو حزب يمتلك توجهات اسلامية تقليدية متشددة وله موقف عدائى من اليهود خاصة التصريحات المستمرة لرجب طيب اردوجان ضد اليهود ووسائل الاعلام اليهودية وتصاعدت هذه الحرب بعد الفشل التركى فى الانضمام الى عضوية التحاد الاوروبى والسبب الثانى هو الاتفاقية الثلاثية بين ايران وتركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووى خلا عام 2010 الحالى الملر الذى يقلل من فرص فرض عقوبات دولية على ايران اما السبب الثالث والاكثر اهمية فهو الدعم التركى المستمر للحركات الاسلامية المتطرفة وعلى راسها حماس فى قطاع غزة حيث تقدم انقرة دعما ماليا واعلاميا لحماس فى ظل التقارب السورى التركى الايرانى مما زاد من حدة الغضب الاسرائيلى حيال ذلك التى تعتبر ايران عدوها الاول وسوريا عدوها الثانى طالما ان دمشق تدعم حركة حماس بالصواريخ والاسلحة التى تستخدمها لضرب اهداف اسرائيلية ..ومن ثم كان الرد الاسرائيلى المباشر على التصرفات التركية هو اعتراض قافلة السفن لاحراج تركيا ومنع تسلل الاسلاميين الداعمين لحماس الى قطاع غزة عبر السفن والرد الاخر غير المباشر الذى يدخل ايضا فى اطار الحرب الباردة بين انقرة وتل ابيب هو الدعم الاسرائيلى الخفى لحزب العمال الكردستانى بشمال تركيا وتحريضه على شن هجمات ضد انقرة بنفس الاسلوب الذى تستخدمه تركيا فى دعم حماس ويبدو ان الحرب الباردة بين تركيا وتل ابيب سوف تشهد تصاعد غير مسبوق خاصة بعد تصاعد حدة الخطاب التركى الخارجى بعد هذه الاحداث والتهديدات التركية باعادة النظر فى العالقات الدبلوماسية مع اسرائيل والحديث عن محاكمة الدبلوماسيين الاسرائيليين امام المحاكم التركية .
التعليقات (0)