كانت الصدمة فى قلوب كل المصريين مع قراءة أخبار معاناة بطل المخابرات المصرى "جمعه الشوان" فى مرضه الأخير ، و"جمعة الشوان" بطل مصرى إستطاع خداع الموساد الإسرائيلى قُبيل نصر أكتوبر العظيم ، ووضع مصر الآن يتشابه تماماً مع وضع بطل المخابرات "جمعه الشوان" أثناء مرصه الأخير ، حيث تجاهلته مصر الرسمية بحرسيها القديم والجديد ، لتهب مصر الحقيقية لنجدته ، فبقدر الألم الذى أصابنا بعد قراءة ما حدث من تجاهل لهذا البطل بقدر ما كشفت لنا تلك الوقائع البسيطة على شىء واضح وضوح الشمس وهو أن مصر هى فى الحقيقة "مصران" ، وكل مصر فيهما تعتبر عملة لها وجهان وربما أكثر ، فمصر الأولى المنسحبة فى طريق التوريث بحرسها الجديد الذى "يفرد" أوراقه بتأنى على الطاولة ، وجهها الآخر هو مصر المرتبكة التى تُلملم أوراقها بصعوبة من على الطاولة وهم رجال الحرس القديم ، ومصر الأخُرى الحقيقية وجهها الأول بعض من شرفاء مصر ومثقفيها والذين هبوا ليُعيدوا لهذا البطل حقاً بسيطاً من حقه على الدولة المنسحبة ، وكان الجميع مشغول فى ترتيب أوراقه إذ بنا نفاجأ بظهور أحد الوجوه الأُخرى ـ وما أكثرها ـ لمصر الحقيقية وهى قواتنا المسلحة والتى كانت أول من وصل لهذا البطل ونفذ وتكفّل (وفاز) بإنجاز المهمة (!) .
التعليقات (0)