دلالات سيطرة عراق العجم على عراق العرب

التصريحات الأخيرة لمستشار الرئيس الإيراني علي يونسي حول اعتبار بغداد عاصمة الإيرانيين الجديدة فيها دلالات عديدة كلها تشير الى أنّ طهران باتت تفكر مليّاَ بأن تحوّل بغداد الى عاصمة الخلافة الإيرانية على الوطن العربي لأنّ بغداد تبدو أكثر إغراءً للإيرانيين من أي عاصمة عربية بسبب القرب والعمق الجغرافي بين البلدين ، عراق العجم وعراق العربي(إيران والعراق)،

من هنا فإنّ طموح طهران الى تحويل بغداد الى قاعدة نفوذ وسيطرة في المنطقة العربية يعكس استراتيجية جديدة لهذا البلد ستنفذها قيادات الحرس الثوري بعد القضاء على داعش ذلك لأنّ طهران تعلم علم اليقين بأنّ بوابة النفوذ في العالم العربي يمرّ عبر بغداد وحدها.

رغم تعديل يونسي لتصريحاته عبر قناة العالم الإيرانية والإيحاء بأنّ مغزى حديثه كان يقصد الوحدة بين بغداد وطهران في مواجهة من يكنّون الشر للبلدين، إلا أنّ ذلك لن يشفع للإيرانيين من أنّ طموحاتهم في العراق هي طموحات سلطوية بحتة. إنّ دلالات اختيار النظام الإيراني لمستشار روحاني في شؤون الأقليات دون غيره للإدلاء بهكذا تصريح يشير بحد ذاته الى أنّ تصريح الأخير الذي هو مسؤول مختص بالشأن الداخلي يحمل دلالات مهمة هي أنّ النظام الإيراني يعتبر العراق تابعاً لإيران الكبرى و أنّ سكان دولة مثل العراق هم أقلية ضمن الإمبراطورية الإيرانية التي تحاول تغليب العنصر الفارسي في مفاهيمها ( رغم أنّ العنصر الفارسي بحد ذاته أقلية بين شعوب إيران التي تتشكل من غالبية غير فارسية).

التصريحات الأخيرة لمستشار الرئيس الإيراني علي يونسي حول اعتبار بغداد عاصمة الإيرانيين الجديدة ليست الأولى فقد سبقه عدد من قادة الحرس الثوري بتصريحات تعتبر دولة إيران ممتدة من طهران الى البحر الأبيض المتوسط و لن تكون هذه التصريحات الأخيرة مادام العراق يعتمد على خبرات قاسم سليماني وقيادات فيلق بدرالذي كانوا يقتلون العراقيين في حرب الثمانينات. لكنّ مغزى مثل هذه التصريحات والنتيجة المستخلصة منها تشير الى دلالات عديدة كلها تشير الى أنّ طهران باتت بالفعل تفكر مليّاَ بأن تحوّل بغداد الى عاصمة الخلافة الإيرانية للسيطرة على جميع الوطن العربي كي تعيد كتابة التأريخ الملئ بالسيطرة بين العراقين عربه وعجمه.