هنالك مؤشرات تؤكّد على تصويت معظم الأحوازيين للمرشّح المعتدل حسن روحاني الذي يحظى بتأييد الأحزاب والشخصيات الإصلاحية في إيران يليه بقية المرشحين. لكن التساؤول المطروح هو لماذا ينتخب الأحوازيون روحاني بالتحديد؟. ولماذا يصوت هؤلاء في الإنتخابات أساساً هل بسبب إدراكهم بأنّ مثل هذه الإنتخابات قد تغيّر واقعهم المعيشي أوالسياسي .؟! أسئلة نحاول الإجابة عليها في هذا المقال.
يعتقد البعض من أبناء الأحواز الذين يذهبون الى صناديق الإقتراع للتصويت لمرشح الإصلاحيين (حسن روحانی) الى أنّ هذا الشخص يمكن له أن يفتح المجال السياسي في المنطقة فيحدث كما حدث في سنوات حكم الإصلاحيين خلال ترؤوس خاتمي لفترتين رئاسيتن متتاليتين في نهاية التسعينات من القرن الماضي حيث شهدت المنطقة حراكاً سياسياً وثقافياً نتج عنه تأسيس بعض الأحزاب وانفتاحاً في العمل القومي في الأحواز فهذا الأمل يحدو بتلك الشريحة التصويت لصالح الإصلاحيين .
هنالك شريحة في الأحواز تصوّت في الإنتخابات وهي مرتبطة بالنظام أساساً إما أنّ أعضاء في الأسر تمسك بعض المناصب أو تعمل في مؤسسات أمنية أو خدمية ومؤسساتية تابعة للسلطة وهي تصوت حباً أو رغماً في كل إنتخابات تشهدها البلاد وهذه الطبقة مرتبط مصيرها ومصالحها ببقاء النظام أو عدمه ويصوّت هؤلاء للمحافظين عادة.
هنالك البعض من الأحوازيين مضطرين كي يصوتوا في الإنتخابات كونهم إما ينتمون الى طبقة ضعيفة تتعرض للضغوط للتصويت في الإنتخابات من قبل مؤسسات خيرية تقدم لها معونة مالية مثل لجنة إغاثة الخوميني أو لجنة إعانة الفقراء وغيرها من المؤسسات الحكومية الأخرى.أو هنالك طلاب و منتفعين أو رجال أعمال و مدرسين و أصحاب محلات مجبرون على التصويت ضماناً لمصالحهم الشخصية.
البعض من الأحوازيين لا يصوّت أساساً في اي إنتخابات إيرانية رغم التهديد والوعيد و هنالك أسر تخلق الذرائع كي تفلت من عملية التصويت و ذلك بسبب معارضة هؤلاء للنظام الإيراني و رغبتهم في التغيير الجذري في المنطقة وعدم إيمانهم بديمقراطية النظام ومشاريعه الإصلاحية و السياسية .
إنّ دلالات التصويت في كل أنحاء العالم تنحصر أساساً إما في توجهات سياسية تبحث عنها الشعوب التي تذهب لصناديق الإقتراع لتنتخب حزباً أو تياراً سياسياً يمثلها أو تناشد تغييراً في الهيكلية السياسية والثقافية والإقتصادية والثقافية في البلاد .وهذا المزيج حاضر في الإنتخابات التي يدلي بها الأحوازيون عندما يذهبون لمرشح يتعارض مع توجهات النظام ولو بصورة تشبه المسرحية الهزلية في الخلافات بين تيارات النظام إلا أن تصويت الأحوازيين للإصلاحيين هي كلمة لا للنظام الإيراني أمام ما يتعرض له الأحوازيون من معاناة سياسية وثقافية وإجتماعية وإقتصادية جلبها لهم نظام الملالي ومرشده الأعلى علي خامنئي.
التعليقات (0)