مواضيع اليوم

دكاكين غزة أكثر من طوابيرها

فلسطين أولاً

2010-07-17 06:57:34

0

دكاكين غزة أكثر من طوابيرها

اسم الكاتب : ساهر الأقرع
قرأت خبرا يقول ((انطلقت الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) وهي تجمع فضفاض من مختلف القوى السياسية والمجتمعية والشبابية الفلسطينية تهدف إلى تأسيس شرعية جديدة في فلسطين، بعد إنهاء الانقسام)) ولا اعلم عن أي شرعية جديدة يتحدثون وما هذه الشرعية التي لا نعلمها، و هل شرعية مثل شرعية الحكومة المحكومة بغزة، ام انها شرعية سكر زيادة، فقد قررت التعليق بمقال يناسب المقام، مع التأكيد على رفضي القاطع لأي مساومة أو تشهير في حـق احد، والإلحاح أيضا على استعدادي الكامل لكشف الأوراق الخفية كلما جد جديد، وكلما استدعت الضرورة ذلك، مع التركيز الكامل- مرحليا - على بعض النخـب منتهية الصلاحية ذات الصلـة التي تبحث عن شهرة فقط، ولكل حادث حديث.

 

لا شـك أن المتتبع، لما يجري ويـدور، من خلف كواليس البدعـة السياسية في الأراضي الفلسطينية والتدخلات الإقليمية ليبقي الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن، ولجهة بعض نخبها الدكتاتوريين، المنحدرة من قطاع غزة تحديدا ... سيصاب بالتقزز والدوخة القاتلتين.

 

ولأن بعض متزعمي الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) لحل مشكلات غزة، بحاجة إلى استكمال تكوينه الفكري، والسياسي، واللغوي، ليس اعتمادا على نظرية البطولات، بل أساسا على وسائل إيضاح عتيقـة، كالخشيبات، ولمثل هؤلاء، أكتفي مرحليـا بالإشارة لبعض السلوكيات السياسية توخيا لرفع الإلتباسات، لما يحاك ضد القضية الفلسطينية من الـدسائس والمؤامرات، والتي ستتساقط حتمـا، كشأن كل الخزعبلات، وأقول وبدون مقدمات : انقضّت هذه النخبة اليائسة على البدعـة السياسيـة المسماة بحركة ضمن الحركات التي لا عدد لها بقطاع غزة بوجهة الخصوص، وفي محاولة لهندسة فعـل سياسـي بات يقزز حتى الذوق السليم، وتعافه حتى أتفـه النكرات السياسية.

 

قطاع غزة كبير بتاريخه، ورجالاته وسياساته الضاربة عميقا في الأصالـة والحضارة الحقيقتين ... وقد راحـت هذه النخـب المهترئـة تدق الطبول، وتثير اللّغـط، حـول الكائن السياسي العجيب، متجاوزة كل حدود الصفاقة والاستفزاز، تفكيرا وتدبيرا... هل نحن بحاجة الي إنشاء حركات او أحزاب جديدة ( كتائب ضغط الكهرباء العالي، وجبهة الوحوش بالغابة،  ومجموعات صيد الفئران والـخ.

 

ان شعبنا الفلسطيني كان ولا زال، عصيا على التّدجين والتّهجين، وسيبقى تلك الصخرة الشّماء، التي ستنكسر عليها أوهام وأباطيل النخب المزيفة منتهية الصلاحية، ستتهاوى خيالاتها المريضة الطامحة إلى تحويل مجهودات وتضحيات الأحزاب والطاقات المحلية، إلى مجرد مراتـع لعلف -البقـر- الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) الجديدة التي هي قيد الإنشاء، وترويضها وفق كفايات ممارسة السياسة، على حساب مجهودات الآخرين وفوق الجثث، على سنّـة مزيفة  لبرنامجها الحديث جدا، والديمقراطية جدا جدا !!. والجدوى من صفو أحلامهم، هو فبركة أعظم حـزب سياسـي، ولو تطلب الأمر التوظيف المكثف لمنابر إعلامية، تمّ انتهاك استقلاليتها وحرماتها، على نار هادئة! وفي وضح النهار، ومنذ زمان. وكيف لا وهي من راحت تعلن علي الملأ الأعلى سيتم إنشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية)، بفتوحات سياسية، اتضحت وظيفتها الأساسية، منذ شرعت، تروج لمقولة سننهي الانقسام! إلى دفن ما تبقى منها (الأحـزاب) وحلمت وقدّرت، أن مصلحة الفلسطينيين، رئيسا وحكومة وشعبا، هو القفز إلى بحر إنهاء الانقسام وإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك للحيلولة دون الطوفان/ الإسلام السياسي، وما أسمته بتخشب الأحـزاب السياسيـة.!!

 

لقد كانت الصورة والمنهجية واضحتين، ولا غبار عليهما... ولم أكن شخصيا وحيدا، حين صرخت ذات اجتماع ضم عدد من الزملاء الكتاب والإعلاميين وبعض قادة الفصائل، بأننا لسنا بحاجة إلى أشبـاح سياسيـة لتعلّم الديمقراطية... لكن الوهـم واصل تعميم مفاعيله التدميرية، وحاول الامتداد، إلى قلعة الضفة الفلسطينية، محمولا على أكتاف، ما تحالفت يوما، إلا للهرولة في اتجاه تحصيل المغانم، وفبركة الملفات، والقيام بمهمات خارج الأعراف والتشريعات والأنظمة، الجاري بها العمل أخلاقيا وسياسيا ؟! وهلما انفلاتات، حتى خال أحد هذه النخب المتعنطزة، بأن مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية، قد باتت تحت رحمته، فراح حينا، يهدد ويتوعد كل من عـزّ عليه، ما تبقى من عقل وعـز وكرامة، في هذا الزمن البئيس! وحينا آخر، يبشر من يتوهم أنه بحاجة إلى مضلته (الشفافة جدا جدا)، لضمان سلامة الانتماء إلى الوطن، وربح الفرص التاريخية، التي لا يجود بها الزمان دائما (؟) وفق أقدار وسنن مهندس انشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية)! وكأن القيامة قائمة الآن! وكأن مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، التي نعتز بالانتماء والاحتكام إليها، ونحاول تصويبها، وفق الممكن السياسي والواقعي، وبدون تخاذل.. هي مجرد : جهـاز لا يتمتع بالقيم والأخلاق الحميدة، وكأن السياسية المنـزّهة دائما عن عبث العابثين- قد جادت على الفلسطينيين، والناس أجمعين، بمهـدي غيـر منتظـر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

ولأن غزة – التي يشرفني الانتماء إليها روحا ووجدانا، وتاريخا وحضارة، وشجرا وحجرا وبحرا-... باتت مستهدفه من المهرولين، من قبل هؤلاء الضّالعين في الخزعبلات، والافتراءات، والمزاعم الكاذبة لإنشاء ذلك التيار او ذاك(؟) للعودة بغزة إلى زمن الاحتلال ومزيدا من الانقسام والثورات والنّعرات(؟!!) ولأن هؤلاء يملكون وقاحة الوشوشة، في أذهان بعض النافذين في حكومة غزة المحكومة، وتخويفهم من الخطر الزاحف عليهم من قبل الحريصين علي قضيتنا العادلة، وانفلات الطموحات(؟!)...ولأن الأمر أكثر من ذلك...أتقدم ببعض التوضيحات، وبكيفية مناسبة لمثل هذه الحالات والمقامات : - نحن هنا في غزة وانا و الكثيرين من أمثالي- وبصريح العبارة - لسنا بحاجة إلى انشاء تيارات جديدة بالمطلق، كي تعلمنا أبجدية الفعل السياسي الوطني، الحر، المستقل. - نحن هنا في غزة البطولة والشموخ - وبصريح العبارات أيضا- لسنا بحاجة إلى صديق الانقلاب نفسه، ليفتـي لنا في شؤون دنيانا وآخرتنا، خاصة وأن الإنسان الغزي، (ومن دون انانية)، له ذاكرة سياسية، زاخرة بقوة الحجة، وحجة القوة... لتدبير شأنه العام، محليا وخارجيا، بعيدا عن أملاءات إقليمية قذرة، من المكتشفين – متأخرا- لمفاهيم مثل الديمقراطية، ولو كان من مهندسي فكرة انشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) ، ومن دون الحاجة لوسيط بينا وبين مؤسساتنا الدستورية، وفي مقدمتها المؤسسة الرئاسية، وعلى رأسها الأخ محمود عباس. - إن موضوع غزة، والتقدم الشامل للفلسطينيين هو ضمن أجندتنا، وهي معركتنا جميعا وبامتياز، وسنواصل خوضها، بكل مسؤولية وطنية، وواقعية سياسية، ونزاهة فكرية، وتجرد عن الذاتيات... ومن ثم نرفـض بشدة، منطق تخوين أصحاب المبادرات، وسواهـا من القضايا الوطنية.

 يعتبر انشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) في هذا الوقت بالذات اقصد الانقلاب، هو بمثابة إعلان انقسام جديد لتعميق الشرخ الفلسطيني، ودكّ إسفين الفرقة، في نعش المصالحة التي ترعاها الشقيقة مصر، هو محض زوبعات خائبة، أملتها ضغوطات الهزيـع الأخيـر، من ليالي غزة البـاردة. ولن تـهـز أو تحرك، في رجالات غزة، ومثقفي غزة، وبرلماني الشرعية الفلسطينية، وهيئات غزة المدنية والسياسية... كما نعتبر أن إنشاء الحركة الفلسطينية (كفاية) هي الرصاصة الأخيرة، لنخبة بئيسة وهي بحاجة إلى مزيد من الكـلأ المخزي.، ليس إلا ؟ ! أخيـرا، وبكل تواضع وصرامة نضاليين، وبصفتي السياسية و الوطنية والأخلاقيـة، من موقـع الانتماء لفلسطين، أقول وبصوت عالي جدا، وبدون موارة :

 إن مناضلي فلسطين كل فلسطين، وفي عموم غزة أيضا، لن يكونوا ضمن كوكبة ضحايـا خدعة ما تسمي بالحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) ، وخارج هذا الاشتراط، الواضح والمبيـن، فـإن من شـاء التأسيس لحـزب او لتيار مـا، ما عليه، إلا دخول البيـوت، من أبوابـهـا واستئذان أصحابـها، ووفـق مساطر ممارسة السياسية، كما هي متعارف عليها أخلاقيا و عالميـا.

 وأختتم بالتأكيد - عودا على بـدء - على أن من يقدّر مؤسسات البلاد الدستورية، ينبغـي عليـه – في البـدء والمنتهى- تجنيب الوطن، دسائس القصـور، (ولـو مـن بوابـة حدائقهـا الخلفيـة). ولعمري إن ما جرى ويجري لحد الآن، داخل كواليس فكرة أنشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) ومن قبل بعض متزعمي النخبـة المنتهية صلاحيتها، هو جرم محضور، ولن يمر اليوم وغدا، وفي الزمن المنظور.

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !