لا شـك أن المتتبع، لما يجري ويـدور، من خلف كواليس البدعـة السياسية في الأراضي الفلسطينية والتدخلات الإقليمية ليبقي الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن، ولجهة بعض نخبها الدكتاتوريين، المنحدرة من قطاع غزة تحديدا ... سيصاب بالتقزز والدوخة القاتلتين.
ولأن بعض متزعمي الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) لحل مشكلات غزة، بحاجة إلى استكمال تكوينه الفكري، والسياسي، واللغوي، ليس اعتمادا على نظرية البطولات، بل أساسا على وسائل إيضاح عتيقـة، كالخشيبات، ولمثل هؤلاء، أكتفي مرحليـا بالإشارة لبعض السلوكيات السياسية توخيا لرفع الإلتباسات، لما يحاك ضد القضية الفلسطينية من الـدسائس والمؤامرات، والتي ستتساقط حتمـا، كشأن كل الخزعبلات، وأقول وبدون مقدمات : انقضّت هذه النخبة اليائسة على البدعـة السياسيـة المسماة بحركة ضمن الحركات التي لا عدد لها بقطاع غزة بوجهة الخصوص، وفي محاولة لهندسة فعـل سياسـي بات يقزز حتى الذوق السليم، وتعافه حتى أتفـه النكرات السياسية.
قطاع غزة كبير بتاريخه، ورجالاته وسياساته الضاربة عميقا في الأصالـة والحضارة الحقيقتين ... وقد راحـت هذه النخـب المهترئـة تدق الطبول، وتثير اللّغـط، حـول الكائن السياسي العجيب، متجاوزة كل حدود الصفاقة والاستفزاز، تفكيرا وتدبيرا... هل نحن بحاجة الي إنشاء حركات او أحزاب جديدة ( كتائب ضغط الكهرباء العالي، وجبهة الوحوش بالغابة، ومجموعات صيد الفئران والـخ.
ان شعبنا الفلسطيني كان ولا زال، عصيا على التّدجين والتّهجين، وسيبقى تلك الصخرة الشّماء، التي ستنكسر عليها أوهام وأباطيل النخب المزيفة منتهية الصلاحية، ستتهاوى خيالاتها المريضة الطامحة إلى تحويل مجهودات وتضحيات الأحزاب والطاقات المحلية، إلى مجرد مراتـع لعلف -البقـر- الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) الجديدة التي هي قيد الإنشاء، وترويضها وفق كفايات ممارسة السياسة، على حساب مجهودات الآخرين وفوق الجثث، على سنّـة مزيفة لبرنامجها الحديث جدا، والديمقراطية جدا جدا !!. والجدوى من صفو أحلامهم، هو فبركة أعظم حـزب سياسـي، ولو تطلب الأمر التوظيف المكثف لمنابر إعلامية، تمّ انتهاك استقلاليتها وحرماتها، على نار هادئة! وفي وضح النهار، ومنذ زمان. وكيف لا وهي من راحت تعلن علي الملأ الأعلى سيتم إنشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية)، بفتوحات سياسية، اتضحت وظيفتها الأساسية، منذ شرعت، تروج لمقولة سننهي الانقسام! إلى دفن ما تبقى منها (الأحـزاب) وحلمت وقدّرت، أن مصلحة الفلسطينيين، رئيسا وحكومة وشعبا، هو القفز إلى بحر إنهاء الانقسام وإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك للحيلولة دون الطوفان/ الإسلام السياسي، وما أسمته بتخشب الأحـزاب السياسيـة.!!
لقد كانت الصورة والمنهجية واضحتين، ولا غبار عليهما... ولم أكن شخصيا وحيدا، حين صرخت ذات اجتماع ضم عدد من الزملاء الكتاب والإعلاميين وبعض قادة الفصائل، بأننا لسنا بحاجة إلى أشبـاح سياسيـة لتعلّم الديمقراطية... لكن الوهـم واصل تعميم مفاعيله التدميرية، وحاول الامتداد، إلى قلعة الضفة الفلسطينية، محمولا على أكتاف، ما تحالفت يوما، إلا للهرولة في اتجاه تحصيل المغانم، وفبركة الملفات، والقيام بمهمات خارج الأعراف والتشريعات والأنظمة، الجاري بها العمل أخلاقيا وسياسيا ؟! وهلما انفلاتات، حتى خال أحد هذه النخب المتعنطزة، بأن مؤسسات وأجهزة السلطة الفلسطينية، قد باتت تحت رحمته، فراح حينا، يهدد ويتوعد كل من عـزّ عليه، ما تبقى من عقل وعـز وكرامة، في هذا الزمن البئيس! وحينا آخر، يبشر من يتوهم أنه بحاجة إلى مضلته (الشفافة جدا جدا)، لضمان سلامة الانتماء إلى الوطن، وربح الفرص التاريخية، التي لا يجود بها الزمان دائما (؟) وفق أقدار وسنن مهندس انشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية)! وكأن القيامة قائمة الآن! وكأن مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، التي نعتز بالانتماء والاحتكام إليها، ونحاول تصويبها، وفق الممكن السياسي والواقعي، وبدون تخاذل.. هي مجرد : جهـاز لا يتمتع بالقيم والأخلاق الحميدة، وكأن السياسية المنـزّهة دائما عن عبث العابثين- قد جادت على الفلسطينيين، والناس أجمعين، بمهـدي غيـر منتظـر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولأن غزة – التي يشرفني الانتماء إليها روحا ووجدانا، وتاريخا وحضارة، وشجرا وحجرا وبحرا-... باتت مستهدفه من المهرولين، من قبل هؤلاء الضّالعين في الخزعبلات، والافتراءات، والمزاعم الكاذبة لإنشاء ذلك التيار او ذاك(؟) للعودة بغزة إلى زمن الاحتلال ومزيدا من الانقسام والثورات والنّعرات(؟!!) ولأن هؤلاء يملكون وقاحة الوشوشة، في أذهان بعض النافذين في حكومة غزة المحكومة، وتخويفهم من الخطر الزاحف عليهم من قبل الحريصين علي قضيتنا العادلة، وانفلات الطموحات(؟!)...ولأن الأمر أكثر من ذلك...أتقدم ببعض التوضيحات، وبكيفية مناسبة لمثل هذه الحالات والمقامات : - نحن هنا في غزة وانا و الكثيرين من أمثالي- وبصريح العبارة - لسنا بحاجة إلى انشاء تيارات جديدة بالمطلق، كي تعلمنا أبجدية الفعل السياسي الوطني، الحر، المستقل. - نحن هنا في غزة البطولة والشموخ - وبصريح العبارات أيضا- لسنا بحاجة إلى صديق الانقلاب نفسه، ليفتـي لنا في شؤون دنيانا وآخرتنا، خاصة وأن الإنسان الغزي، (ومن دون انانية)، له ذاكرة سياسية، زاخرة بقوة الحجة، وحجة القوة... لتدبير شأنه العام، محليا وخارجيا، بعيدا عن أملاءات إقليمية قذرة، من المكتشفين – متأخرا- لمفاهيم مثل الديمقراطية، ولو كان من مهندسي فكرة انشاء الحركة الفلسطينية من أجل التغيير وإنهاء الانقسام (كفاية) ، ومن دون الحاجة لوسيط بينا وبين مؤسساتنا الدستورية، وفي مقدمتها المؤسسة الرئاسية، وعلى رأسها الأخ محمود عباس. - إن موضوع غزة، والتقدم الشامل للفلسطينيين هو ضمن أجندتنا، وهي معركتنا جميعا وبامتياز، وسنواصل خوضها، بكل مسؤولية وطنية، وواقعية سياسية، ونزاهة فكرية، وتجرد عن الذاتيات... ومن ثم نرفـض بشدة، منطق تخوين أصحاب المبادرات، وسواهـا من القضايا الوطنية.
التعليقات (0)