خلق الإنسان في لحظة أقل من لمح البصر هي لحظة تكوين الخلية المخصبة.... أو إن شئت لحظة الولادة ...لم يخلق منذ ملايين السنين فهذا هو الإنسان الأول ولا يعنينا في شيء كثير...وقيامة كل منا تأتي لحظة وفاته وهي تعنيه هو ولا تعني غيره ...فليعد لهذه اللحظة الأخيرة ما استطاع من عمل... وإذا كان من أنصار الفناء فليفن غير مأسوف عليه ...يذهب إلى حيث شاء الله... أو حيث يشاء هو إذا كان من القادرين على تحديد وجهته بعد الموت...وما دام لا يعلم ماذا يكون بعد الموت فلماذا يبحث عما كان في غابر الزمن..الماضي لن يعود... والحاضر لن يستمر... والمستقبل مجهول... وليس للإنسان إلا اللحظة الحاضرة فليقضها في ما يريد خيرا أو شرا كما يحلو له....ويحدد مكانته عند الناس وعند أهله والمقربين منه بالتقرب إليهم والعطف علي الضعيف واحترام الكبير ويهتم بنفع الأهل والمجتمع أو يبقى في طي النسيان مهملا مهمشا ضعيفا ...أما الاستغراق في غيب لن يسبر غوره أو ماض لن يكتشفه أو مستقبل لا يعلمه بشر فذلك تضييع للوقت وعبث لا طائل من ورائه ...من أنت وماذا تفعل في حياتك ؟ هذا هو السؤال المهم.... ماذا تعلمت مما ينفع؟ وقل ما تعلم يقينا ولا تقل أعتقد جازما فليس مع الاعتقاد جزم ...كلنا لا نعلم....إلا إذا تكلمنا فيما نرى ونسمع بالعين والأذن ونستنتج بالعقل والحواس ....وكل ما وراء ذلك فهو تخمين لا يبنى على يقين ...نحن المسلمين نؤمن بما جاء في كتاب الله من المحكمات والمتشابهات ونقول كل من عند ربنا لأننا نعلم عجز العقول وقصورها وضعف الحواس البشرية التي تستعين بآلات من صنع البشر لترى وتسمع وتقيس وتهتدي فكيف نسلم أنفسنا لعقول قاصرة وحواس ضعيفة؟ ... (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) 75مريم........(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)23 الجاثية
التعليقات (0)