مواضيع اليوم

دقيقة من سلطة مشاعر

مهندس سامي عسكر

2012-10-27 21:36:27

0


....
وصل محمود ووالدته وأخته إلى بيت العمة مجيدة كزيارة تمهيدية لخطبة حسنية الجميلة بنت العشرين.....
جلس الجميع في غرفة الضيوف بينما كانت حسنية تعد الشاي احتفالا بمقدم العريس المنتظر...
لم يكن أحد يتوقع وصول المهندس عماد في نفس الوقت إلى ذلك البيت الذي غمرته مشاعر متناقضة لم تكن أيضا في الحسبان...حسنية تبتهج بوصول محمد بعد أن وعدها بزيارة عائلية لقراءة الفاتحة....
لماذا حضر عماد في هذا الوقت؟ يتساءل محمد في نفسه ...إنها زيارة غريبة غير متوقعة!!
عماد مهندس يعمل في السعودية وفي أكثر الأماكن التي تتعلق بها القلوب إنها مكة المكرمة...سيارته واقفة تحت باب حسنية تتألق بأروع الألوان ويفوح منها عبق الروائح العطرة...محمد يحدث نفسه...ربما كانت زيارة بريئة لا تتعلق بحسنية ..حينئذ تجاذبته الظنون وأحرقت أعصابة الملتهبة من الأصل...
هل تفضل حسنية عماد على؟...لا إنها تحبني وقد أفضت بمشاعرها أكثر من مرة...نعم أنا لست ثريا مثله ولم أبن مستقبلا مريحا حتى الآن...
ولكن هل تستطيع إقناع والدتها بالزواج من محمد رغم ثراء عماد؟...
لقد سمع من أم حسنية أكثر من مرة تقول بلهجتها الصعيدية (الرادل عيبه ديبه) فهل تتخلى عن هذه القاعدة هذه المرة؟
إنه اختبار كفاءات وكيف لمحمد أن يصمد أمام سيارة وشقة في أفضل شوارع المدينة؟...
لقد وعدها قبل أيام بوظيفة سعى إليها عن طريق الغمراوي باشا في مجلس مدينة دير سالم وهي أيضا كانت تحلم بشغل الوظيفة لتكون رفيقة لصاحبتيها فاطمة وإنعام...ولكن يبدو أن نذر الخطر باتت قريبة!!
...... عادت حسنية من المطبخ وهي تحمل صينية الشاى ورمقت محمد بنظرة لم تتضح فيها فكرة معينة...
حسنية رغم حبها لمحمد فقد أغرتها حياة الرفاهية مع عماد ...ولماذا تتمسك بحب يبدأ بالكفاح وقد يوفر لها عماد هذه الرفاهية دون عناء؟...
إنها ساعة حسم فرضت على العائلتين...
شعرت أم محمد بالخطر الداهم وأشفقت على ابنها من المقارنة...
همست فاطمة في أذن محمد خلسة أن حسنية سوف تكون لك ....أقسم لك على هذا..
هي تقول ذلك وتعلم أنها كاذبة وأنها لو كانت مكان حسنية لفضلت عماد دون أى تفكير...
أم حسنية لم تحسم الأمر دون عرضه على والدها الذي غاب عن هذه الزيارة بسبب العمل...ولكنها بالقطع تفضل راحة ابنتها...الحب يأتي بعد الزواج كما حدث معها شخصيا...
إنقضت دقائق ثقيلة قطعتها أم حسنية بالترحيب بالجميع...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !