القاعدة المعروفة التي تقول إن المادة لا تفني ولا تستحدث قاعدة علمية لأن تحول المادة من صورة إلى أخرى أو تحولها في النهاية إلى طاقة حقيقة علمية ثابتة حتى الآن وربما تتغير.... وهي قاعدة عقلية منطقية ولكن بعض الظواهر التي اكتشفت حديثا تضع هذه القاعدة موضع التساؤل مثل ظاهرة الثقب الأسود الذي يبتلع كل ما وصل إلى مجاله حتى الضوء....قد يكون اكتشاف ظاهرة الثقب الأسود هي (مقلوب الاستحداث من العدم) بمعنى أن المادة التي تختفي في الثقب الأسود تذهب إلى العدم فكيف لا نتخيل الخلق من العدم وهو أيضا (مقلوب انعدام الموجودات في الثقب الأسود) ...هذا يجرنا إلى فكرة الخلق الأول التي أشار إليها كتاب الله ...(قال هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) والشيء هنا هو المادة التي تقاس... وعدم وجودها لا يعني أنها ليست موجودة في الكون وإنما يعلم الله أننا لن نراها إلا إذا خلقت....ثم إذا جاءت لحظة موتها (الروح) فإنها أيضا بالعقل لا تذهب إلى العدم (حسب قاعدة المادة لا تفنى) وإن قلت إن الروح ليست مادة (فما هي إذن؟)... قال الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)...يعني هي شأن من شؤون الله لا يستطيع الإنسان تصورها ولن يستطيع ..وبالعودة إلى فكرة (لا تفني) فإن الروح لا تفني بقانون الأرض الذي نعرفه وتفندها فكرة الثقب الأسود وهنا تبدو المفارقة كأن الله أعطاك الشيء ونقيضه حتى تعلم أن الظواهر لا تحتكم إلى العقل فقط فلا بد من النقل وأن (النقل في هذه الحالة يستحيل أن يكون عن البشر).... وأن العقل قاصر عن فهم التناقضات الكونية و(لا بد من إخبار من الله الخالق) ....وربما كانت هذه حجة الله على الناس وعلى قصور العقل عن الإحاطة بعلم الله وتكون النتيجة أن (التسليم بالعجز عن الفهم إقرار لله بالعلم المطلق) والقدرة التي لا تحد...وأخيرا ..العجز عن الإدراك إدراك
التعليقات (0)