قد توقف العاطفة عمل العقل في حالة الغضب أو التحيز أو التعصب لفكرة ما... وقد يوقف العقل العاطفة في حالة الخطر مثل شعور المقاتل في زمن الحرب فإنه ينسى كل ما يربطه بالأهل والمال ويكون تركيزه الكامل في درء خطر العدو أو القضاء عليه دون تردد ولا حساب لعاطفة الرحمة..ولذلك فإن التوازن العقلي والعاطفي يحدث في حالة إمكانية الأسر بدل القتل وإن كان ذلك أقرب إلى تحكيم العقل نظرا لتوقع ما يأتي بعد توقف الحرب...وهنا أيضا تظهر عبقرية الدين في تحقيق التوازن بين العقل والعاطفة بالتوجيه إلى امتلاك النفس عند الغضب ...حديث الرسول (لا تغضب) والحديث الثاني....(ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب)..أو أحاديث الحث على توقير الكبير..والعطف على الضعيف والصغير.. ورحمة الذي ذل بعد عز ...إلخ...وبالعودة إلى مفهوم العاطفة التي نعرفها من خلال المشاعر البشرية المختلفة (كل ما يتعلق بالشعور) مثل الحب والكره والغيرة والحسد والغضب والرحمة والشفقة والتعاون أي كل المشاعر النفسية الحميدة والذميمة ..نجد أن الدين قد وضع لها قوانين جديدة وأقر قواعد قديمة وكانت حياة الرسول تطبيقا أمينا لهذه القواعد والشرائع بل جاءت في بعض آيات الكتاب تفصيلا لأهميتها البالغة مثل ...(لاتخرجوهن من بيوتهن إلا...) ...يريد الله بكم اليسر...لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم..لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ..(وبينكم أيضا ولا حتى في الدعاء والصلاة) لا تجهروا له بالقول.. لا تجهروا بالصلاة ...لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم .....ولا تعتدوا.... وأنفقوا في سبيل الله ...إلخ...
التعليقات (0)