إذا كانت المسافة كبيرة جدا تقاس بأعداد تفوق قدرة العقل على الاستيعاب أو حتى الكتابة مثل البعد بين الأرض والنجوم (عدا الشمس) لأنها قريبة نوعا ما (8دقائق ضوئية) فإن المسافة تقاس بالسنة الضوئية وأقسامها (الثانية الضوئية) ورغم أن السنة الضوئية مقياس للزمن فإنها لا تستخدم في قياس الزمن حيث أنها خارج التصور ولا شيء يهمنا كآدميين في قياس زمن طويل كهذا ولكن المسافة هي التي تعنينا ولذلك كان مقياس السنة الضوئية مقياس مسافة رغم أنه زمن...ومن هنا نجد أن القدرة البشرية على التصور وقفت عند مسافة معينة ثم قلبت أداة القياس كما قلنا أن (المسافة) بين القاهرة وجدة (ساعة) بالطائرة ....لاحظ (المسافة ساعة) ...لماذا نقول هذا؟ ..لأن الإنسان أحيانا يغفل عن قدرة عقله ويظن أنه قادر على فهم الأشياء مهما كان تعقيدها ..لقد رأينا أن العقل يستعين بفكرة التبسيط ليعقل الشيء المعقد أي يستخدم مقاييس مفهومة تماما ليعقل أشياء يتعذر فهمها ...وحين يتأكد الإنسان أن عقله قاصر عن فهم أشياء يراها بعينه على غير حقيقتها مثل النجوم فإنه من المنطقي ألا يعقل ما لا يراه..لم يكن الإنسان القديم يستوعب فكرة البكتريا مثلا إلى أن رآها بالميكروسكوب... يعني استعان بآلة صنعها البشر ليرى شيئا لا يستطيع رؤيته...ولو تطورت آلات الرؤية أبعد من الميكروسكوب الإلكتروني لرأى الإنسان مكونات البكتريا ومكونات مكونات البكتريا إلى أن نقترب من الصفر في الحجم والكتلة وكما قلنا أن الصفر فكرة وهمية لا وجود لها لأن العدم ليس له وجود .إذ أنه إذا تصورنا أن الأشياء تنقسم إلى أجزاء والأجزاء تنقسم إلى أجزاء وإذا اقتربت من الصفر فما زالت رغم ذلك أجزاء متناهية في الصغر بمعنى أن التقسيم ليس له نهاية وهذا يقودنا إلى صعوبة فهم فكرة الصفر..وهذا يقودنا إلى فكرة روحية مؤكدة أن حياة الإنسان بما فيها من حركة وتصرف لا تنتهي بالموت لأن الموت مثل العدم لا وجود له وإنما هو تحول من شيء إلى شيء وليس تلاشيا ولا عدما...نراه ظاهرة متكررة ولكننا لا نفهمها... وإذا كنا لا نفهمها فليس من العقل أن نلجأ إلى (عقل لا يعلم) لنحكم على شيء مجهول...
التعليقات (0)